4 رجال وامرأتان يتنازعون زعامة أوروبا.. من يخلف فون دير لاين؟
فون دير لاين تقود السباق نحو أعلى منصب تنفيذي في الاتحاد الأوروبي، لكنها لا تحظى "بمنافسة مجانية"، إذ تحوم شكوك حول احتفاظها بمنصبها.
ووفق مجلة بوليتيكو الأمريكية، لا تزال رئيسة المفوضية الأوروبية بالفعل هي المرشحة الأوفر حظًا للفوز بولاية ثانية على رأس السلطة التنفيذية للاتحاد الأوروبي، لكن فوزها لم يعد أمرا مسلما به.
هذا يعني أن هناك لعبة جديدة ومثيرة تُلعب بشكل رئيسي من قبل السياسيين والدبلوماسيين والمسؤولين الذين ينتقدون رئيسة المفوضية، حول من يمكن أن يحصل على المنصب، إن لم تكن فون دير لاين؟
وفيما يلي أسماء المرشحين الذين جرى طرحهم إما كبدائل حقيقية أو كوسيلة للضغط على فون دير لاين لانتزاع تنازلات منها.
وليس ضمن هذه القائمة، المرشحون الرئيسيون للأحزاب السياسية المتنافسة مع فون دير لاين، لأن حزب الشعب الأوروبي لن يتخلى عن تقليد رئاسة مرشحه للمفوضية الأوروبية، حتى في ظل ضغوط لجعل العملية أكثر ديمقراطية بتولي مرشح الحزب الفائز بالانتخابات التشريعية الأوروبية المنصب.
ماريو دراغي
لماذا؟ قاد الرجل البالغ من العمر 76 عامًا ائتلافًا إيطاليًا عريضا حتى تفككه في عام 2022، وغالبًا ما يُطرح اسمه عندما تصبح المناصب القيادية الدولية شاغرة.
حتى الآن، ارتبط اسم رئيس الوزراء الإيطالي السابق في الغالب بمنصب رئيس المجلس الأوروبي (عندما يخرج شارل ميشال)، لكن يمكن أن يصبح خليفة لفون دير لاين.
وعاد دراغي بالفعل إلى خضم سياسات الاتحاد الأوروبي، حيث يعمل على خطة بروكسل الرسمية لجعل التكتل أكثر تنافسية، والتي سيقدمها بعد انتخابات الاتحاد الأوروبي مباشرةً عندما يتنافس القادة الأوروبيون على المناصب العليا في التكتل، فضلا عن أنه مقرب من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.
لمَ لا؟ السياسي الإيطالي ليس لديه انتماء سياسي واضح، ومن الصعب أن نرى لماذا قد يتنازل حزب الشعب الأوروبي عن منصب رئيس المفوضية القوي، لشخص ليس لديه ولاءات سياسية واضحة، لذلك فإن نسبة شغله المنصب لا تتعدى 40%، وفق بوليتيكو.
روبيرتا ميتسولا
لماذا؟ كما هو موضح في السابق، من غير المرجح أن يتخلى حزب الشعب الأوروبي عن قيادة المفوضية في الفترة المقبلة. ومع ذلك، إذا لم تحصل فون دير لاين على الدعم الذي تحتاجه، فقد تبرز على السطح المرشحة الأخرى من حزب الشعب الأوروبي، ميتسولا.
كرئيسة للبرلمان الأوروبي، تمكنت ميتسولا من البقاء فوق الشجارات السياسية، وهو تكتيك ساعدها في السابق على تأمين منصبها الحالي. وفي الوقت نفسه، أظهرت رئيسة البرلمان الأوروبي قيادتها في ملف السياسة الخارجية، وكانت أول زعيمة للاتحاد الأوروبي تزور كييف بعد الهجوم الروسي في فبراير/شباط 2022.
وتنحدر ميتسولا من مالطا، ويمكن أن تكون فوزًا لجنوب أوروبا عندما يتم توزيع المناصب العليا.
في منشور لها على إنستغرام الأسبوع الماضي، شوهدت ميتسولا وهي تجتمع مع رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس، ورئيس الوزراء البولندي دونالد توسك، في إشارة إلى أنها تحظى بدعم.
لم لا؟ مالطا هي أصغر دولة في الاتحاد الأوروبي، من حيث الحجم وعدد السكان. كما لا تتمتع ميتسولا بأي خبرة تنفيذية، حتى في بلدها الأم. كما سبق واستُخدم سجلها المتحفظ بشأن الإجهاض ضدها في بداية رئاستها للهيئة التشريعية للاتحاد الأوروبي. لذلك فإن فرص شغلها للمنصب لا تتعدى 40% أيضا.
كريستين لاغارد
يطرح تردد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في تأييد فون دير لاين لتولي المنصب الأعلى في الاتحاد الأوروبي، سؤالاً واضحًا: بعد خمس سنوات من التحكم الألماني في المفوضية، وفترة أطول من تولي الألمان أو النمساويين للمنصب الرئيسي، هل يريد ماكرون أن يتولى إدارة المفوضية مواطن فرنسي؟
بصفتها وزيرة مالية سابقة ورئيسة حالية للبنك المركزي الأوروبي، فإن لاغارد تملك خبرة كبيرة في المناصب التنفيذية العليا، ولديها ميزة إضافية تتمثل في كونها امرأة.
لمَ لا؟ لأنها فرنسية، وأيضًا أنها لا تحظى بشعبية كبيرة بين موظفيها.
ليس هناك ما يشير إلى أن لاغارد على استعداد لمغادرة البنك المركزي الأوروبي قبل نهاية فترة ولايتها التي استمرت ثماني سنوات، أو حتى أن الإليزيه يفكر بجدية في طرح اسمها. فمنذ أن تركت صندوق النقد الدولي ظهر اسم لاغارد خلال كل تعديل حكومي فرنسي تقريبًا كوزيرة محتملة، دون أن يحدث ذلك. وبالتالي، فإن فرص خلافتها فون دير لاين، لا تتعدى 20%، وفق بولتيكو.
كلاوس يوهانيس
يُنظر إلى رئيس رومانيا على أنه محبوب من القادة الأوروبيين، لا سيما بين المحافظين. وأغدق عليه كل من ماكرون والمستشار الألماني أولاف شولتز المديح لإبقائه بلاده راسخة في المعسكر الموالي للغرب وأوروبا بعد الهجوم الروسي على أوكرانيا، وهو ما لا يمكن قوله عن المجر أو سلوفاكيا أو بلغاريا.
وخلافًا لبولندا، التزمت رومانيا أيضًا بقواعد السوق الموحدة للاتحاد الأوروبي بشكل صارم ولم تفرض قيودًا من جانب واحد على الحبوب الأوكرانية، مما عزز سمعة يوهانيس كلاعب مؤيد لأوروبا.
يرى الكثيرون أن الوقت قد حان لقيادة أوروبا الشرقية للاتحاد الأوروبي. إذا كان الأمر كذلك، فإن يوهانيس الناطق بالألمانية في وضع جيد لشغل منصب رئيس المفوضية الأوروبية، حيث ينحدر من نفس العائلة السياسية لحزب الشعب الأوروبي مثل فون دير لاين.
ويبرهن قرار حزب الشعب الأوروبي بعقد مؤتمره الانتخابي في بوخارست، على مكانة السياسي الروماني بين القادة المحافظين في المجموعة.
ومع انتهاء ولايته الثانية في ديسمبر/كانون الأول، يبحث يوهانيس عن منصب دولي رفيع المستوى. ووافق الشهر الماضي على الترشح لمنصب الزعيم القادم لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، ولكن ذلك سيكون معركة شاقة، نظرًا للدعم الواسع النطاق لرئيس الوزراء الهولندي مارك روته.
لمَ لا؟ أزعجت محاولة يوهانيس في اللحظة الأخيرة لسرقة منصب قيادة "الناتو"، من روته، بعض دول أوروبا الغربية. لكن فرص خلافته لفون دير لاين يمكن أن تصل إلى 60%.
أندريه بلينكوفيتش
ينحدر رئيس الوزراء الكرواتي أندريه بلينكوفيتش أيضًا من حزب الشعب الأوروبي، وكما هو الحال مع يوهانيس، فإن تعيينه سيستجيب للدعوات المتزايدة لأوروبا الشرقية للحصول على منصب رفيع.
ومن شأن اختيار كرواتي رئيسًا للمفوضية أن يرسل أيضًا إشارة إيجابية إلى أعضاء الاتحاد الأوروبي الجدد الطامحين (كرواتيا هي أحدث عضو في الاتحاد الأوروبي). ومن المؤكد أن خبرته كرئيس للوزراء منذ عام 2016 قد وفرت له بالتأكيد سلطة وفرصًا للتواصل مع زملائه القادة الأوروبيين.
لمَ لا؟ نفى بلينكوفيتش الشائعات التي تشير إلى أنه قد يحل محل فون دير لاين، وفرص خلافته لها لا تتعدى 60%.
تييري بريتون
أخبر بريتون مجلة بوليتيكو العام الماضي أنه كان مرشحًا "للخطة البديلة" ليصبح مفوضًا أوروبيًا في عام 2019، ولم يحصل على المنصب إلا بعد استبعاد الخيار الأول، سيلفي غولار، خلال جلسات الاستماع في البرلمان.
وألمح بقوة إلى أنه منفتح على أن يصبح الخطة البديلة مرة أخرى، إذا لم ينجح ترشيح فون دير لاين.
وبصفته وزيرا سابقا للمالية بفرنسا، يتمتع بريتون بخبرة تنفيذية كبيرة، وعلى الرغم من أنه ليس من حزب الشعب الأوروبي إلا أنه يميل إلى المحافظين. وسجله كمدير تنفيذي سابق أعاد السياسة الصناعية إلى جدول أعمال المفوضية، يسمح له بالمنافسة على قيادة السلطة التنفيذية للاتحاد الأوروبي التي ستركز بشكل أكبر على القدرة التنافسية.
وبرز بريتون أيضًا كأبرز منتقدي فون دير لاين في بروكسل. ففي تغريدة شهيرة عقب ترشيحها كمرشحة رئيسية لحزب الشعب الأوروبي، أشار بريتون إلى أن رئيسة المفوضية لم تحظَ بدعم جماعي داخل حزب الشعب الأوروبي لولاية ثانية.
لمَ لا؟ ربما يكون لدى بريتون أعداء أكثر من الأصدقاء في الدوائر العليا للاتحاد الأوروبي، بما في ذلك داخل المفوضية وبين العديد من دول الاتحاد الأوروبي، حيث يشكك الكثيرون في سجله.، وبالتالي فإن فرص فوزه بالمنصب لا تتخطى 20%.
aXA6IDMuMjIuMjQ5LjIyOSA= جزيرة ام اند امز