عدد قليل وقوة كبيرة.. شقراوات الكوماندوز يكافحن الإرهاب بألمانيا
مدرج مطار ما في شمال ألمانيا، وهدير دوارن مروحية من نوع "إن أتش 90" تهبط ببطئ، قبل أن يخرج 21 من عناصر قوات النخبة في الجيش الألماني.
وكان عناصر النخبة يستعدون لتنفيذ مهمة صعبة في الظلام مسلحين ببنادق هجومية وقنابل يدوية ومسدسات، والهدف تحرير رهينة ألماني من أيدي إرهابيين، هذه هي المهمة التدريبية لأحد أيام الأسبوع الماضي.
وعلى مدار أسابيع، خططت القوات الخاصة لتمرين "التنين الأزرق"، وناقشت النهج والوصول والتحرير بأدق التفاصيل، وكيفية دعم القوات الخاصة بالقناصة ومروحيات الهليكوبتر المزودة بكاميرات خاصة، وفق صحيفة بيلد الألمانية.
وبين الـ21 عنصرا المشاركين في العملية، برزت لورا ك، العازبة والبالغة من العمر 29 عاما، وهي رقيب استطلاع في القوات الخاصة.
ولورا ك. حالة نادرة، فهي واحدة من 11 سيدة فقط في صفوف قوات النخبة الألمانية، فيما يسيطر الذكور على القوات المعروفة بـ"الكوماندوز".
وقالت لورا ك. في تصريحات لصحيفة بيلد الألمانية على هامش تمرين "التنين الأزرق"، "بالطبع، بصفتي امرأة، أنا استثناء في القوات الخاصة، لكنني لا أهتم بذلك".
وأضافت "أحب عملي، وأقوم به بشغف، ولهذا السبب هو يناسبني"، متابعة "أنا أعمل مع الرجال كل يوم، لذلك لا يتم التطرق لكوني أنثى في عالم ذكوري على الإطلاق".
ومضت قائلة "الأمر بسيط للغاية: إذا قمت بعملي بشكل جيد، فسأعامل مثل أي شخص آخر.. الأمر يتعلق بكوني جنديا ولا يتعلق بالنوع".
ووفق بيلد، فإن القيادة الخاصة الألمانية تبحث بشكل خاص عن النساء للانضمام إلى الوحدة.
ونقلت الصحيفة عن مستندات داخلية للقوات الخاصة أن "النساء يملكن أجهزة استشعار ويمكن أن يحققن نتائج أفضل في مهام الاستطلاع من الذكور".
وأوضحت الوثائق "ترى النساء الأخطار ويلاحظنها بشكل مختلف عن الرجال".
ومن أجل الولوج إلى القوات الخاصة، كان لزاما على الرقيب لورا اجتياز دورة تدريبية لمدة عامين، تشمل التدريب على القتال في الشوارع والمنازل، والقتال باليد، والبقاء على قيد الحياة في ظروف استثنائية.
وخلال العام المنصرم، جرى تنفيذ حزمة إصلاح شاملة في القوات الخاصة، تشمل توفير أطباء نفسيين للجنود، وتوظيف عدد من عناصر الدعم اللوجستي، وتوفير أنظمة كمبيوتر متطورة، فضلا عن المراجعات الإدارية المنتظمة.
وفي مهمة التنين الأزرق نجح الجنود بمشاركة لورا في تحرير الرهينة، وإتمام العملية في الوقت المحدد، فيما بدت الوحدة جاهزة تماما للقيام بمهام مكافحة الإرهاب.
وقالت لورا بعد نجاح التمرين "بصفتي رقيب استطلاع، على سبيل المثال، أبحث عن وسائط تخزين مثل الهواتف المحمولة ووحدات USB وأجهزة الكمبيوتر المحمولة في مكان يختبئ فيه الإرهابيون".
وأضافت "نحن نبحث عن أدلة حول الإرهابيين وشركائهم المحتملين، وحماية البلاد والجنود الآخرين من أي هجمات إرهابية محتملة".
aXA6IDMuMTQ1LjEwOS4yNDQg جزيرة ام اند امز