لقاح تجريبي لمواجهة الملاريا في غانا
هذا اللقاح يأتي ثمرة أكثر من ثلاثين عاما من أعمال البحث واستثمار بلغت قيمته حوالي مليار دولار.
عندما سمعت ربة العائلة الغانية ابيجال اجواني بلقاح محتمل ضد الملاريا وهو سابقة عالمية، سجلت اسم ابنتها على الفور للمشاركة في تجربة واسعة له تجرى عبر القارة الأفريقية.
قبل أشهر قليلة، أدخلت ابنة شقيقها البالغة سنتين على وجه السرعة إلى المستشفى، وهي مصابة بالحمى وتمكن الأطباء من إنقاذ حياتها، إلا أن هذا المرض الذي ينقل عدواه البعوض يودي بحياة طفل كل دقيقتين عبر العالم.
وتفيد منظمة الصحة العالمية بأن 219 مليون شخص أصيبوا بالمرض عام 2017 في العالم، 90% منهم في أفريقيا. وسنوياً، يصاب 5,5 مليون شخص غالبيتهم من الأطفال، في غانا وحدها.
وحصلت بليسينج ابنة أبيجال البالغة ستة أشهر على حقنة على غرار 360 ألف طفل دون سن الثانية في ثلاث دول تشارك في الدراسة هي غانا وكينيا وملاوي.
وقد أتت إلى عيادة إيوم في كايب كوست في جنوب غانا؛ حيث ستتلقى ثلاث حقن أخرى حتى بلوغها السنتين لكي يتمكن العلماء من اختبار نجاعة اللقاح.
وأوضحت الولدة "سأنشر الخبر في محيطي". وهي تأسف لكون الكثير من الأهل يتأخرون لأسباب مادية في توفير العلاج لأطفالهم.
وأضافت: "عندما ينقلونهم إلى المستشفى يكون الأطفال باتوا في حالة وهن شديد ويموتون".
أبحاث استمرت 30 عاما
ويأتي هذا اللقاح ثمرة أكثر من ثلاثين عاماً من أعمال البحث، واستثمار بلغت قيمته حوالى مليار دولار.
وقد طورت هذا اللقاح شركة "جلاكسوسميثكلاين" البريطانية للصيدلة بالشراكة مع المنظمة غير الحكومية "باث" وبتمويل من التحالف العالمي للقاحات والتحصين والصندوق العالمي لمكافحة الإيدز والسل والملاريا، فضلاً عن منظمة يونيسف.
ورغم سنوات من الدراسات للتوصل إلى اللقاح والاستثمارات الهائلة، يكتفي اللقاح بخفض احتمال الإصابة بالملاريا بنسبة 40% فقط.
وتبقى تدابير الوقاية التقليدية ضرورية تاليا من وضع الناموسيات ورش المبيدات الحشرية وإزالة المياه الراكدة التي يتكاثر فيها البعوض.
ويقول الطبيب جاستس آرثر، المسؤول عن البرامج في عيادة كايب كوست؛ حيث حصلت بليسينج على حقنتها الأولى إن اللقاح مهم للفئات الفقيرة المعرضة للبعوض.
القضاء على الملاريا
وفي حال تعميم هذا البرنامج، فهو سيشكل نقطة انطلاق جيدة لتحصين الأطفال وطريقة للطواقم الصحية للترويج للوقاية في صفوف الأهل على ما يؤكد الطبيب.
ويقول ريتشارد ميهيجو، المسؤول عن البرنامج في منظمة الصحة العالمية: "نعتبر أن اللقاح سيسمح بتسريع حماية الأطفال الأكثر ضعفاً أمام هذا المرض".
وتأمل إيلين إبراكو الممرضة في العيادة بإمكانية القضاء على الملاريا "كما حصل مع شلل الأطفال".
والملاريا هو من أقدم الأمراض وفي القارة الأفريقية من أكثرها فتكاً. وهذا اللقاح إذا سوِّق يوماً ما، لن يكون سوى خطوة صغيرة على طريق القضاء على المرض.
ويقول اوين كالوا، مسؤول منظمة الصحة العالمية في غانا "المرض يقوض إنتاجيتنا وازدهارنا ويبقي شعبنا في الفقر".