ملاوي تبدأ استخدام لقاح الملاريا الأول من نوعه في العالم
اللقاح المعروف باسم RTS, S، سيتاح للأطفال حتى عامين من العمر في ملاوي وغانا وكينيا.
أعربت منظمة الصحة العالمية عن ترحيبها بإعلان حكومة ملاوي عن بدء استخدام أول لقاح للملاريا في العالم، نهاية أبريل/نيسان المنقضي، في إطار برنامج تجريبي.
وقالت منظمة الصحة العالمية على موقعها الإلكتروني إن ملاوي هي أول بلد ضمن 3 بلدان في أفريقيا سيتاح فيها اللقاح، المعروف باسم RTS, S، للأطفال حتى عامين من العمر؛ حيث ستتيح غانا وكينيا اللقاح في الأسابيع المقبلة.
وذكرت المنظمة أن الملاريا لا تزال أحد أهم الأمراض القاتلة في العالم، حيث تحصد روح طفل واحد كل دقيقتين، وتقع معظم تلك الوفيات في أفريقيا، حيث يتوفى 250 ألف طفل آخرون بسبب هذا المرض كل عام، مضيفة أن الأطفال دون سن الخامسة هم أكثر الأطفال عرضة لخطر مضاعفاتها المهددة لحياتهم.
وذكرت أيضا أن الملاريا تقتل عالميا 435 ألف شخص في السنة، معظمهم من الأطفال.
وقال الدكتور تيدروس أدهانوم غيبريسوس، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية: "شهدنا مكاسب هائلة تحققت بفضل استخدام الناموسيات وغيرها من التدابير الرامية إلى مكافحة الملاريا في الـ15 سنة الماضية، لكن مسيرة التقدم توقفت، بل تراجعت في بعض المناطق. نحن بحاجة إلى حلول جديدة لإعادة الاستجابة للملاريا إلى مسارها الصحيح، وهذا اللقاح يوفر لنا أداة واعدة لبلوغ تلك الغاية". ويضيف الدكتور تيدروس قائلا: "يتمتع لقاح الملاريا بالقدرة على إنقاذ أرواح عشرات الآلاف من الأطفال".
اللقاح علامة بارزة في التاريخ
وبينت منظمة الصحة العالمية أنه بعد ثلاثين سنة من التصنيع، يُعد لقاح RTS, S أول لقاح يُثبِت، بل هو اللقاح الوحيد حتى تاريخه الذي أثبت، أن في مقدوره أن يحد بدرجة كبيرة من إصابة الأطفال بالملاريا، حيث أثبتت التجارب السريرية بأن اللقاح يمنع نحو 4 من كل 10 حالات ملاريا، بما في ذلك 3 من كل 10 حالات ملاريا وخيمة مهددة لحياة المصابين بها.
وأكدت الدكتورة ماتشيديزو مويتي، مديرة الإقليم الأفريقي التابع للمنظمة: "تشكل الملاريا تهديدا مستمرا في تجمعات السكان الأفريقية حيث سيُتاح هذا اللقاح. وأفقر الأطفال أشهدهم معاناة وأكثرهم تعرضا لخطر الموت". وتمضي الدكتورة مويتي قائلة: "نحن على علم بقدرة اللقاحات على الوقاية من الأمراض القاتلة والوصول إلى الأطفال، بما في ذلك مَن يحتمل ألا تتاح أمامهم فرصة العرض الفوري على الأطباء والممرضين والمرافق الصحية التي يحتاجون إليها من أجل إنقاذهم عندما يصابون بمرض وخيم".
وأوضحت قائلة: "ينبغي أن نحتفل بهذا اليوم، إذ نبدأ في معرفة مزيد من المعلومات عما يمكن أن تفعله تلك الأداة لتغيير مسار الملاريا من خلال تطعيم الأطفال".
وهذا البرنامج التجريبي مصمم لإنتاج البيانات والخبرات اللازمة للاسترشاد بها في وضع توصيات المنظمة في مجال السياسات بشأن الاستخدام الأوسع نطاقا للقاح الملاريا المسمى RTS, S. وسوف يراقب البرنامج الانخفاض في وفيات الأطفال؛ والإقبال على اللقاح، بما في ذلك ما إذا كان الآباء يُحضِرون أطفالهم في الوقت المحدد لأخذ الجرعات الأربع اللازمة؛ وكذلك مأمونية اللقاح في سياق الاستخدام الروتيني.
ويُعد اللقاح أداة تكميلية لمكافحة الملاريا - تُضاف إلى الحزمة الأساسية من التدابير التي أوصت المنظمة باتخاذها للوقاية منها، بما في ذلك الاستخدام الروتيني للناموسيات المعالجة بمبيدات الحشرات، ورش المبيدات داخل المنازل، واستخدام اختبار الكشف عن الملاريا وعلاجها في الوقت المناسب.
وتستهدف تجربة لقاح الملاريا أن يصل اللقاح إلى نحو 360 ألف طفل سنويا في البلدان الثلاثة، وستقرر وزارات الصحة في البلدان الثلاثة أين يُعطى اللقاح؛ حيث ستركز على المناطق التي تعاني من انتقال الملاريا بدرجة تتراوح من متوسطة إلى عالية لما سيكون للقاح أكبر الأثر عليه في تلك المناطق.
وأفاد الدكتور توماس بروير، رئيس الأخصائيين الطبيين بقسم اللقاحات بشركة غلاكسو سميث كلاين: "من شأن إنتاج أول لقاح ملاريا في العالم أن يساعد على التقليل من عبء واحد من أكثر التحديات الصحية إلحاحا على الصعيد العالمي".
وأشار الدكتور بروير: "هذه الأداة الجديدة ثمرة لتعاون الموظفين بالشركة مع شركائهم، حيث يطبقون أحدث ما توصلت إليه العلوم للمساهمة في مكافحة الملاريا"، ويستطرد قائلا: "نتطلع إلى رؤية نتائج التجربة، ونعكف، في الوقت نفسه، على العمل مع المنظمة وبرنامج التكنولوجيا الملائمة في مجال الصحة لنضمن أن يحقق اللقاح الأثر الصحي المستمر عالميا في المستقبل".