الغنوشي وحريق مقر إخوان تونس.. غياب مريب
على غير عادته، غاب رئيس حزب النهضة الإخوانية في تونس، راشد الغنوشي، عن مقر الحرب لحظة اندلاع الحريق الذي أودى بحياة شخص وإصابة عشرات الأعضاء في الحزب.
وأفادت عناصر منشقة من النهضة بأن رئيس الحزب تغيب اليوم الخميس عن اجتماع داخلي ليعوضه حضور نائبه علي العريض ، وهو ما لم تتعود عليه حركة النهضة منذ تأسيسها قبل 40 سنة
و جاء الحريق إثر إقدام شخص ينتمي للحزب على سكب البنزين على جسده وإشعال النار فيه، مما أدى إلى حرق ثلاثة طوابق في مقر الحزب.
ويرى متابعون بأن غياب الغنوشي يثير عديد التساؤلات حول إمكانية وقوفه وراء الحريق، من أجل إتلاف عديد الملفات المهمة التي تدين الحزب ورئاسته ولها علاقة بالإرهاب والتمويلات المشبوهة للتنظيم الإخواني.
وأفادت مصادر مقربة بأن وقت دوام الغنوشي بالمقر يمتد طيلة الأسبوع من الساعة التاسعة إلى حدود الخامسة مساء بمقر الحزب، وهو ما جعل غيابه اليوم يطرح أسئلة بالغة الأهمية.
نشب الحريق ظهر اليوم بالمقر المركزي لحركة النهضة الإخوانية بمونبليزير بعد تصاعد الدخان وألسنة النيران.
وتدخلت سيارات الحماية المدنية والإسعاف إلى مكان الحادث لإطفاء النيران، وإخراج الأشخاص العالقين داخل المقر بعد أن حاصرهم الدخان واحتموا بالشرفات في انتظار إجلائهم.
ولإنقاذ حياته، ألقى نائب رئيس حركة النهضة الإخوانية بنفسه من الطابق الثاني للمقر الرئيسي للحركة بمنطقة مونبليزير وسط العاصمة تونس بعد اندلاع حريق به.
العريض أصيب بكسور على مستوى الساقين بعد أن ألقى بنفسه، فيما أصيب رئيس مجلس الشورى عبد الكريم الهاروني بحروق بعد أن داهمته النيران في عقر مكتبه.
تقلد العريض منصب رئيس الوزراء في حكومته من 14 مارس 2013 إلى 29 يناير 2014، وكان سجيناً في عهد الرئيس الراحل زين العابدين بن علي لمدة 15 سنة في السجن منهم 10 سنوات في السجن الانفرادي بتهمة الارهاب والضلوع في عمليات تفجيرية.
علي العريض وصفه نشطاء التواصل الاجتماعي بشخصية "أنانية" أراد إنقاذ نفسه من الحريق دون أن يهتم بعشرات الموظفين وزملائه من أعضاء مجلس الشوري فألقى بنفسه من النافذة خوفا من أن تأكله النيران، وفق مراقبين.
وتفيد مصادر خاصة لـ"العين الإخبارية" أن الحريق طال مكاتب التوثيق التي تضم أرشيف الحركة وعقودها والأقراص الممغنطة.
وذكرت ذات المصادر أن الحريق يمكن أن يكون مفتعلا لإخفاء وثائق هامة تثبت تورط قيادات في أعمال فساد وإرهاب.
وأمرت النيابة العامة في تونس بفتح تحقيق للوقوف على ملابسات الحادث، وباشرت السلطات التحقيق.
ولاحقا، أعلن مكتب الاتصال بالمحكمة الابتدائية التونسية أن التحريات الأولية تفيد أن شخصًا أضرم النار في جسده ما تسبب في حريق مقر حركة النهضة.
aXA6IDUyLjE0LjEwMC4xMDEg جزيرة ام اند امز