ثروة الغنوشي المليارية.. أموال التونسيين في جعبة الإخوان
يوما بعد يوم تتكشف حقيقة حركة النهضة الإخوانية في تونس وكيف تسببت في انهيار البلاد على المستويات كافة.
هذه المرة، تمت إزاحة الستار عن مصير أموال الشعب التونسي منذ صعود الإخوان للحكم، عندما كشف كريم الغربي صهر الرئيس الأسبق زين العابدين بن علي، عن أن الأخير ترك في خزينة البلاد 5.8 مليار دينار (أكثر من ملياري دولار أمريكي).
الغربي وهو فنان راب عالمي قال، في لقاء مع قناة الحوار التونسي، إن هذه الأموال اختفت مع وصول راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة الإخوانية إلى الحكم في انتخابات سنة 2011.
ووجه متابعون أصابع الاتهام إلى حركة النهضة، باختلاس أموال الدولة التونسية منذ 10 سنوات، ما أدى إلى دفعها على حافة الإفلاس والغرق في أزمات اقتصادية حادة.
وترى الباحثة التونسية في العلوم السياسية، نرجس بن قمرة، في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، أن "ثروة الغنوشي المشبوهة تعتبر أحد أوجه الفساد الإخواني في تونس، الذي تمكن من خزينة البلاد وأصبح المتحكم فيها عبر وزراء موالين منذ حكومة حمادي الجبالي سنة 2012".
وأوضحت بن قمرة أنه لا بديل للقضاء التونسي عن التحرك، خاصة أن هيئة مكافحة الفساد (هيئة دستورية تونسية) أعلنت في تقريرها لسنة 2020، وجود أموال غير معلومة المصادر وصلت لحركة النهضة في الانتخابات الأخيرة.
بدوره، كشف الوزير التونسي السابق محمد عبو، عن امتلاك الحركة الإخوانية لأربع قنوات إعلامية تحمل شبهة تبييض أموال.
"عبو"، قبل اعتزاله الحياة السياسية في أواخر العام الماضي، أكد في مؤتمر صحفي أن جرائم مالية ارتكبتها حركة النهضة وزعيمها الغنوشي بعد سقوط نظام بن علي.
وأشار إلى أن جميع ملفات الفساد المتعلقة بعائلة زعيم إخوان تونس، تمت إحالتها على القضاء للنظر فيها وكشف ملابساتها الغامضة.
انقسامات الإخوان
من ناحية أخرى، أفادت مصادر تونسية منشقة عن حركة النهضة في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، بأن ما كشفته صحيفة الأنوار التونسية عن ثروة الغنوشي ووصولها لـ2.7 مليار دينار تونسي (مليار دولار)، يعتبر رقمًا ضئيلًا مقارنة بما يمتلكه من أموال داخل البلاد وخارجها.
وأوضحت ذات المصادر، أن هذه "الثروة المشبوهة تسببت في انقسامات بين قيادات الإخوان منذ عام 2017، حيث كانت السبب المباشر في مطالبة 100 إخواني الغنوشي بالانشقاق والاستقالة".
وكان القيادي في النهضة التونسية زبير الشهودي، قد وصف عائلة الغنوشي بـ"الفئة الفاسدة والمفسدة"، في رسالة شهيرة تم إصدارها في شهر سبتمبر/أيلول 2019.
وهي ليست الرسالة الأولى التي تدين الذمة المالية للغنوشي، حيث إن حزب النهضة متهم بتلقي أموال من الخارج لدعم الجماعات الإرهابية عبر ما يسمى "الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين"، وعديد الجمعيات والمنظمات التي تنشط تحت راية الإسلام السياسي.
أخطبوط
ويتضمن أخطبوط الإخوان المالي، بحسب ما كشفته صحيفة الأنوار التونسية، ودائع بنكية وحصصا في شركات كبرى موجودة في سويسرا وفرنسا، يبلغ مقدارها المالي مليار دولار أمريكي، تمثل ثروة الغنوشي التي يديرها ولداه معاذ وسهيل وصهره رفيق بوشلاكة شهر عبد السلام منذ سنوات.
وخلال عقود من وجود التنظيم الإخواني في تونس، حصّل الغنوشي من خلال شبكات مهربين ومبيضي أموال وقادة وعصابات تهريب وتجارة بشر ومواد مخدرة، على مبالغ مالية ضخمة تفوق حجما ما يوجد بالبنك المركزي للبلاد.
سندات التصدير والتوريد المشبوهة ومقايضة تحويلات المهاجرين بالعملة الصعبة أو ما يعرف بتجارة العملة الخطيرة على اقتصاد البلاد، كانت أساليب ملتوية أخرى اعتمدها زعيم التنظيم الإخواني في تجميع ثروته.
الصندوق الأسود
وتتجه أصابع الاتهام إلى حافظ أسرار الغنوشي، وهو صهره رفيق عبد السلام، الذي يدير مجموعة من مراكز البحث والقنوات الإعلامية والشركات الخاصة.
وتورط عبد السلام في اختلاس هبة صينية قدرها 500 مليون دولار عام 2012، ما زالت محل بحث قضائي وإدانة واسعة من قبل منظمات المجتمع المدني، كما أن لصهر الغنوشي سوابق في قضايا أخلاقية عندما تقلد منصب وزير الخارجية إبان سقوط نظام زين العابدين بن علي.
aXA6IDE4LjIyMS4xMi42MSA= جزيرة ام اند امز