"النهضة" تخرب تونس.. دعوات لمواجهة المد الإخواني السرطاني
تعيش تونس وضعا سياسيا وعاما مشوشا يتعقد يوما بعد آخر بسبب هيمنة التنظيم الإخواني ومسانديه على الحياة البرلمانية والسياسية، واستشراء داء التبعية له في الأوساط المختلفة.
وأكد مسؤولون ومراقبون تونسيون أن النهضة الإخوانية تخرب الحياة السياسية وتنشر العنف وتفشل مساعي إنقاذ البلاد.
وتشهد تونس في الفترة الحالية أزمة سياسية خانقة تسبب فيها الإخوان ورئيس الحكومة هشام المشيشي، جراء إصرارهما على تعديلات وزارية يرى الرئيس التونسي أنها "غير مناسبة وتضع مشتبها بهم في قضايا فساد" على رأس بعض الحقائب.
وقال رئيس لجنة المالية بالبرلمان التونسي، هيكل المكي، في ندوة صحفية، إن زيارات عمل النواب واللجان المختصة بالمجلس التشريعي "لم تعد تتم وفق برامج عملها وأولوياتها، بل كما يريد رئيس المجلس؛ زعيم الحركة الإخوانية التونسية، راشد الغنوشي".
واستشهد النائب عن الكتلة الديمقراطية، بالحادثة الأخيرة التي وقعت منذ يومين؛ حين حاول نواب من لجنة المالية تشويه الزيارة الرسمية التي قام بها المكي إلى محافظة القصرين في إطار متابعة الوضع التنموي بها، لأنها لا تتلاءم مع غايات النهضة ونوابها".
وأوضح أن "البرلمان لم يقم بتمويل الزيارة كما تقتضيه الإجراءات والقوانين الخاصة به، في اعتداء صارخ من رئيس البرلمان والعاملين في مكتبه على ضوابط العمل البرلماني".
وتابع أن "محافظ القصرين انخرط في التحالف الإخواني المسموم وسياساته وقام بتعطيل الزيارة، وعدم تأمينها، بل وبلغ به الأمر أن أرسل قوات أمنية لتفتيش حافلة النواب الزائرين".
بلطجة إخوانية
وقبل أيام، قرر الغنوشي منع رئيسة كتلة الحزب الدستوري الحر، عبير موسي، من حضور ثلاث جلسات عامة؛ عقابا لها على احتجاجاتها المستمرة ضد سوء تسيير رئيس المجلس أعماله والشأن العام وسياسات حركته الإرهابية، ما أثار انتقادات كبيرة.
وأكد النائب المستقل، منجي الرحوي، في تصريحات صحفية، أن "قرار الغنوشي عودة للديكتاتورية واستفحال للترهيب الإخواني الذي تعاني منه تونس".
الرحوي تابع أن "القرار لن يمر"، مضيفا "ما سأفعله مستقبلا لوقف التسلط الإخواني سيفوق ما تفعله عبير موسي".
"الغضب قادم"
وكانت موسي أعلنت اعتصاما مفتوحا بعد قرار رئيس البرلمان، وأكدت إصرارها على "التصدي للمد الإخواني السرطاني الذي ينهش المجلس التشريعي التونسي بمباركة من الحكومة".
ودعت رئيسة الحزب الدستوري الحر، التونسيين، في تصريحات صحفية إلى "توحيد الصف ومقارعة الإخوان وأعوانهم حتى تطهير الحياة السياسية والمجتمع منهم ومن سوسهم الناخر في عظام البلاد".
وقالت إن "خروج التونسيين لتجسيد تضامنهم والتفافهم حول الوطن ومصلحته العليا هو الحل الوحيد لحل أزمة تونس".
وإزاء الوضع شديد التأزم، يجمع أكاديميون ومحللون على أن التصدي للنهضة وأعوانها "لن ينجح إلا بنزول التونسيين إلى الشارع".
وفي هذا الإطار، قالت الباحثة المعروفة نائلة السليني في تدوينات في مواقع التواصل الاجتماعي: "كفانا موقف المتفرج وعلينا النزول إلى الشارع"، داعية المنظمات الوطنية كالاتحاد العام للشغل، أكبر نقابة تونسية، إلى تحمل مسؤولياتها التاريخية لوضع حد للمهازل التي يرتكبها الإخوان.
وفي السياق نفسه، أصدرت منظمة "23\10" المستقلة بيانا استنكرت فيه العنف المادي والمعنوي الذي يمارسه الإخوان ودفعهم ببعض المليشيات لرفع منسوب العنف في المجلس التشريعي والشارع التونسي.
وواصل إخوان تونس ومساندوهم بث سموم أحقادهم في المجتمع التونسي عبر تلويث المشهد البرلماني حد التسمم وفرض منطق "القوة الغاشمة" التي يستعملونها لترسيخ هيمنتهم على الدولة والمجتمع التونسيين عبر خلق مناوشات ومواقف مضادة تشوّه معارضيهم.
aXA6IDE4LjExNi40My4xMDkg جزيرة ام اند امز