غسان كنفاني.. 47 عاما على اغتيال "قلم المقاومة"
نزوح الكاتب الفلسطيني غسان كنفاني من عكا عام 1948 إبان الاحتلال الإسرائيلي شكل نقطة تحول في حياته، وحول اتجاه كتابته لمناهضة الاحتلال.
”أتعرفين ما هو الوطن يا صفية؟ الوطن هو ألا يحدث ذلك كله“.. جملة ربما أعادت تشكيل مفهوم الوطن لأجيال عاصرت الاحتلال وفقدان الملاذ الآمن؛ خطها قلمٌ حفر معاناة شعب مع اللجوء والنزوح والهجرة القسرية فلم يجف حبره سوى بسيارة مفخخة أودت بحياته. إنه الكاتب والصحفي الفلسطيني غسان كنفاني، الذي اغتيل ببيروت في 8 يوليو 1972.
ولد غسان كنفاني عام 1936 خلال فترة الانتداب البريطاني على فلسطين، وشكل نزوحه من عكا عام 1948 إبان الاحتلال الإسرائيلي نقطة تحول في حياته، حيث صدح بهموم شعبه منذ أن بدأ التحرير في الصحف الكويتية تحت مسمى ”أبو العز“ ومن ثم كتابة أولى قصصه القصيرة فيها عام 1958.
كانت الصحافة سبيل غسان للدفاع عن قضيته ودعمها، فأصدر ملحق فلسطين حين ترأس تحرير جريدة ”المحرر“ في بيروت حين انضمانه لها، وأسس مجلة الهدف لتكون ناطقة باسم الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، ونشر عدة مقالات تحت اسم ”فارس فارس“ المستعار في ملحق الأنوار الأسبوعي ومقالات أخرى في جريدة "المحرر" تحت عنوان "بإيجاز" كما عمل في صحيفة الحرية في بيروت الناطقة باسم حركة القوميين العرب مسؤولا عن القسم الثقافي فيها حتى اغتياله بعد 11 عاما.
أعماله الأدبية
36 عاما عاشها غسان كانت كافية لينتج ما يزيد على 18 عملا أدبيا، ولفتت موهبة غسان كنفاني الأنظار وهو في أول العشرينات حيث نشر قصة ”القميص المسروق“ بعمر 22 سنة، ونال عنها المرتبة الأولى في إحدى المسابقات الأدبية.
قدم غسان حياة الفلسطينيين بأدق تفاصيلها للعالم من خلال رواياته وشخصياتها، ما بين رواية ”عائد إلى حيفا" التي استوحاها من تجربته الشخصية في اللجوء والنزوح، ومن ثم ”رجال في الشمس“ التي تجسد المصائب التي قد تجرها رحلة البحث عن حياة أفضل، فلامست وجدان ملايين ممن بدؤوا تلك الرحلة حين أجبروا على ترك أراضيهم وبيوتهم، لينقل قصة المرأة المنسية في خضم أحداث تلك الفترة من خلال رواية ”أم سعد“.
أضف إلى ذلك الكثير من المقالات والأبحاث التي عُنيت ببلاده والاحتلال التي تقبع تحته، وتمكن من إيصال صوته للعالم بعد أن ترجمت أعماله لما يقرب الـ16 لغة منها الروسية والفرنسية والإنجليزية والألمانية والإسبانية.
اغتياله
شهدت بيروت صباح السبت، 8 يوليو/ تموز عام 1972 تفجير سيارة غسان بعد أن تم تفخيخها واستهدافه عند خروجه من منزله صباحا، مما أودى بحياته وابن أخته ذي الـ17 عاما، ليرحل تاركا وراءه زوجته الدنماركية آني وابنه فايز وابنته ليلى، ومجموعة من الأعمال الأدبية التي حرصت دور النشر على إعادة نشرها جميعا في طبعات عديدة كما نُشرت قصصه القصيرة ورواياته ومسرحياته ومقالاته بعد أن جُمعت في 4 مجلدات.