بعد "أنا جاهز".. نتنياهو يتراجع عن إجراء انتخابات لزعامة "الليكود"
وسائل إعلام إسرائيلية قالت إن "وزراء مقربين من نتنياهو نصحوه بالتراجع عن الانتخابات التمهيدية، كونه سيخسر منها أكثر مما سيربح"
تسببت تغريدة وزير الداخلية الإسرائيلي الأسبق جدعون ساعر في تراجع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، عن فكرة إجراء انتخابات تمهيدية لزعامة حزب "الليكود" اليميني.
ومنذ إجراء الانتخابات الإسرائيلية 15 سبتمبر/أيلول الماضي صمت القيادي في حزب "الليكود" جدعون ساعر، إلى أن خرج أمس الخميس بتغريدة كتب فيها "أنا جاهز".
تزامنت هذه التغريدة القصيرة في عدد أحرفها، ولكن الضخمة في معناها مع إعلان مصادر في حزب "الليكود" عزم نتنياهو الذي يواجه اتهامات بالفساد عقد انتخابات تمهيدية لرئاسة الحزب اليميني.
والاعتقاد السائد هو أن ساعر أراد أن يقول "أنا مستعد لمنافسة نتنياهو على رئاسة الحزب".
وفي الأشهر الأخيرة ألمح نتنياهو أكثر من مرة بأن ساعر يريد أن يتولى رئاسة الحزب خلفا له.
وعلى الرغم من محاولة نتنياهو إحباط عودته الى "الليكود" فإن ساعر حصل على المركز الخامس في قيادة الحزب في الانتخابات التمهيدية التي جرت في شباط/فبراير الماضي.
ساعر، وزير الداخلية الأسبق، عاد مطلع العام الجاري إلى الساحة السياسية بعد غياب طوعي استمر 4 سنوات، وهو يتمتع بشعبية واسعة في حزب "الليكود".
ولد ساعر في عام 1966 لأم يهودية أصلها من بخارة، ووالد هاجر من الأرجنتين قبل أن يصبح الطبيب الخاص لرئيس وزراء إسرائيل الأول ديفيد بن جوريون.
ودرس ساعر العلوم السياسية في جامعة تل أبيب، قبل أن يدرس القانون في الجامعة نفسها، ما أفسح الطريق له إلى مناصب مهمة في مكتب المدعي العام الإسرائيلي.
ودخل ساعر الحياة السياسية كأمين عام للحكومة في عام 1999، وحصل في عام 2008 على الموقع الثاني في قيادة حزب "الليكود" بعد بنيامين نتنياهو.
وترك المعترك السياسي بعد استقالته من منصب وزير الداخلية في عام 2014، قبل أن يعلن في عام 2017 قرار العودة إلى السياسة، وهو ما تم مطلع العام الجاري.
ويعارض سارع حل الدولتين مع الفلسطينيين، ولكن أوساط مقربة من نتنياهو تحاول دائما مهاجمته لأن زوجته الصحفية غيؤلا ايفين يسارية التوجه.
وفي ظل اتهامات الفساد التي تحوم حول نتنياهو، فإن المعارضين له يحاولون إبرازه "كسبب للمشكلة وليس جزءا من الحل"، ولذلك يضغطون باتجاه استبعاد نتنياهو من رئاسة "الليكود" لإفساح الطريق أمام تشكيل حكومة وحدة وطنية بين "الليكود" و"أزرق أبيض" برئاسة بيني جانتس.
نتنياهو تراجع
ساعات بعد تغريدة ساعر.. تراجع نتنياهو عن فكرة إجراء انتخابات تمهيدية لزعامة حزب "الليكود".
وقالت وسائل إعلام إسرائيلية "الوزراء المقربون من نتنياهو نصحوه بالتراجع عن فكرة الانتخابات التمهيدية، معتبرين أنه سيخسر منها أكثر مما سيربح".
وقال مقربون من نتنياهو "كان الإعلان بمثابة مناورة سياسية لإثبات بأن ساعر يتآمر لإسقاط نتنياهو، وقد سقط ساعر في الفخ".
ومن جهته، قال نتنياهو نفسه لأعضاء من "الليكود"، مساء الخميس، إن "حزب أزرق أبيض يراهن على وقوع انقلاب داخل الليكود".
وسارع القيادي في حزب "أزرق أبيض" يائير لبيد للرد من خلال حسابه في "تويتر" بالقول" يجب أن يشرح شخص ما لنتنياهو أن الانتخابات التمهيدية ليست انقلابا، وأن ترشح شخص ضده في الانتخابات التمهيدية ليس انقلابا، وأن تشكيل حكومة بدونه ليس انقلابا، هذه تسمى الديمقراطية، وهي تعمل بشكل رائع".
وعلى الفور، خرج زعماء وقياديون في حزب "الليكود" إلى وسائل الإعلام للإعلان عن تمسكهم بنتنياهو كرئيس للحكومة ورئيس لحزب "الليكود".
وستجتمع اللجنة المركزية لحزب "الليكود" الأسبوع المقبل من أجل بحث إمكانية تحديد موعد للانتخابات التمهيدية للحزب.
وقدم الوزير من حزب "الليكود" حاييم كاتس اقتراحا بأن تجري الانتخابات بعد عام واحد، ما يعني عدم إجراء انتخابات سريعة كما كان يلوح نتنياهو، وفق إعلام محلي.
aXA6IDE4LjIyMy4yMTMuNzYg جزيرة ام اند امز