أزمة نتنياهو.. تعثر مفاوضات الحكومة الجديدة واتهامات بالفساد
نتنياهو يتخبط ما بين محاولة دفع تهمة الفساد عنه، وإخفاقه في تشكيل الحكومة الإسرائيلية الجديدة.
يواجه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تهديدا حقيقا مع تعثر مفاوضات تشكيل الحكومة الجديدة، خصوصا مع اقتراب توجيه لائحة اتهام ضده بالفساد.
ورغم أنه أبدى استعدادا للخروج مؤقتا من منصبه في حال تقديم لائحة اتهام ضده، فإنه يخشى انقلابا داخل حزبه "الليكود"، فوفقا لتسريبات المقربين من نتنياهو فإنه يدري احتمال إعادة تكليف تشكيل الحكومة إلى الرئيس الإسرائيلي، وفي ذات الوقت الدعوة إلى انتخابات تمهيدية لقيادة حزبه "الليكود".
ولكن عرقلة جهود نتنياهو في تشكيل الحكومة الإسرائيلية تأتي في وقت صعب مع بدء جلسات الاستماع لتقديم الطعون في اتهامات الفساد الموجهة ضده.
وعلى مدى 11 ساعة قدم طاقم الدفاع عن رئيس الوزراء الإسرائيلي المكون من 10 محامين طعونهم، أمس الأربعاء، واستأنفوا مسعاهم اليوم الخميس والذي سيستمر يومي الأحد والإثنين القادمين.
ويأمل طاقم الدفاع في دحض تهمة الفساد عن نتنياهو أو على التقليل من حدتها قبل قرار حاسم للمستشار القانوني للحكومة الإسرائيلية أفيخاي ماندلبليت بشأن إمكانية تقديم لائحة اتهام ضد نتنياهو.
وعلى الطاولة 3 ملفات و3 تهم يواجهها نتنياهو، وهي: الاحتيال وتلقي الرشوة وإساءة الأمانة، ولا يلزم القانون رئيس الحكومة بالاستقالة في حال تقديم لائحة اتهام ضده وهو في منصبه، غير أن الأمر لا يكون كذلك في حال كان وزيرا، ولذلك فهو يصر على تشكيل حكومة بالتناوب يكون هو رئيسها في فترتها الأولى.
استعداد للخروج المؤقت
وفي محاولة جديدة لفتح الطريق أمام تشكيله الحكومة الإسرائيلية فإن نتنياهو أبدى الاستعداد للخروج من منصبه في حال تقديم لائحة اتهام خطيرة ضده.
وقال يولي ادلشتاين، رئيس الكنيست والقيادي في حزب "الليكود"، للإذاعة الإسرائيلية: إن نتنياهو سيكون مستعدا للخروج من المنصب"، مضيفا: "هذه ليست خطوة سهلة ولكن رئيس الوزراء على استعداد لدفع هذا الثمن من أجل تشكيل الحكومة".
ويمنح القانون الإسرائيلي رئيس الوزراء إمكانية الخروج من منصبه لمدة 100 يوم للدفاع عن نفسه في حال تقديم لائحة اتهام ضده.
ولكن نتنياهو يبدو متمسكا بالمنصب ورئاسة "الليكود" رغم الانتكاسات المتتالية، حيث قالت مصادر في حزب "الليكود" إنه يفكر بإجراء انتخابات تمهيدية للحزب"من أجل دحض أوهام التمرد".
وكانت عدة تقارير أشارت إلى أن قياديين في حزب "الليكود" يتمنون رحيل نتنياهو عن زعامة الحزب لكي يكون بإمكان قيادي آخر من "الليكود" تشكيل الحكومة.
طوق النجاة
وبدا نتنياهو، منذ تكليفه بتشكيل الحكومة الإسرائيلية، مثل الغريق الذي يبحث عن حبل النجاة، تارة من قبل ليبرمان وتارة أخرى من قبل بيني جانتس زعيم حزب "أزرق أبيض" المعارض، ولكن كليهما رفضا منحه طوق النجاة على أمل أن يغرق قريبا، وكلٌّ له أسبابه.فليبرمان، المستوطن القادم من الاتحاد السوفيتي السابق إلى مستوطنة "نيكوديم" القريبة من بيت لحم في جنوبي الضفة الغربية، يريد إجبار نتنياهو على فض شراكته مع الأحزاب الدينية والتوجه إلى حكومة وحدة وطنية مع "أزرق أبيض".
غير أن جانتس يريد سقوط نتنياهو من أجل إتاحة الفرصة أمامه لتشكيل الحكومة لأول مرة في حياته، ولذلك يرفض البحث جديا في تشكيل حكومة وحدة وطنية معه.
ولدى ليبرمان 8 مقاعد في الكنيست الإسرائيلي من شأنها أن تمكن نتنياهو من تشكيل حكومة تحظى بثقة 63 نائبا في الكنيست، ولكنه كما قاد جهود نتنياهو لتشكيل حكومة في أيار/مايو الماضي فإنه يدفعه أكثر فأكثر نحو الفشل.
الرئيس الإسرائيلي.. كلمة السر
ومثل لقاء نتنياهو مع ليبرمان، اليوم الخميس، فرصة لتشكيل الحكومة، لكن فشل الاجتماع يؤدي إلى إقناع رئيس الوزراء بإعادة التكليف بتشكيل الحكومة إلى الرئيس الإسرائيلي، ولا تستبعد أوساط في حزب "الليكود" أن يلجأ نتنياهو إلى هذا الخيار قريبا.
ويمنح القانون الإسرائيلي نتنياهو مهلة 42 يوما لتشكيل الحكومة، ولكن في حال فشله أو إعادة التكليف مبكرا فإن الرئيس الإسرائيلي سيكلف جانتس بتشكيل الحكومة في غضون 28 يوما.
ويأمل "الليكود" أنه في حال فشل جانتس فإن الكرة ستعود مجددا إلى ملعب نتنياهو الذي سيضع الأحزاب الإسرائيلية أمام خيار الانضمام إلى حكومة يترأسها أو الذهاب إلى صناديق الاقتراع مجددا.
aXA6IDM1LjE3MS4xNjQuNzcg جزيرة ام اند امز