بغل وزرافة وسحلية وفيل.. غرائب "دبلوماسية الهدايا"
تبادل الهدايا بين قادة العالم يستبطن الحرص على بناء علاقات صداقة بين الدول لكن هذا البروتوكول قد يخرج أحيانا عن المتعارف عليه.
فهل تتخيل أنه من الممكن أن يهدي ملك أو رئيس دولة بغلا أو زرافة أو سحلية لقائد دولة أخرى؟
نعم حدث ذلك وفي أكثر من مناسبة، حيث شكلت الحيوانات هدايا مميزة جاءت في سياق معين كانت لها فيه رمزية، وعلى مر السنين، ذهب بعض القادة إلى أبعد الحدود في هذا المجال وقدموا بعض الهدايا الغريبة للغاية.
ففي عام 1785، أهدى ملك إسبانيا للرئيس الأمريكي جورج واشنطن بغلا، وحتى في زمنه، بدت الهدية غريبة بالنسبة لرجل مولع منذ فترة شبابه المبكر بركوب الخيل وصيد الثعالب والرقص والعروض المسرحية وصيد البط والسمك.
كما كان يحب البلياردو ولعب الورق وكان يشارك بخيوله الخاصة في سباقات الخيل، وكان بارعا في العديد من الرياضات مثل المصارعة، ما يعني أن كسب صداقته كان من المفترض أن يمر عبر هدية ضمن مجال ولعه.
ومع ذلك، تقول كتب التاريخ إن واشنطن سعد كثيرا بالهدية لأنه كان يحب البغال ويرى أنها لا تختلف كثيرا عن الخيول، فقط أقل حظا منها.
وما لم يكن يعرفه العامة وحتى المقربون، كان واشنطن الذي يعد أول رئيس للولايات المتحدة (1789-1797)، يحتفظ بعدد من البغال لكن لا أحد كان يعرف أنها تعود لملكيته.
زرافة وسحلية
التاريخ يقول أيضا إن والي مصر محمد علي باشا أهدى زرافة لشارل العاشر ملك فرنسا في عام 1827.
ويعتقد المؤرخون أن الهدية كانت مميزة في تلك الفترة التي كان فيها هذا الحيوان يشكل لغزا كبيرا للبشر، ما منحه نوعا من الندرة يؤهله لأن يكون هدية للقادة والزعماء.
هدية أخرى لا تقل غرابة، حيث تلقى الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش الأب من الرئيس الإندونيسي عام 1990 سحلية كومودو يصل طولها إلى 2.5 متر ويبلغ وزنها 90 كيلوغراما.
ويقال إن بوش الأب سعد كثيرا بالهدية معتبرا أنها مختلفة عن المألوف وهذا ما يجعلها استثنائية، ويدخله التاريخ كأول رئيس أمريكي يحصل على هدية سحلية.
أفيال
الأفيال أيضا لم تنج من القائمة، حيث أهدى ملك سيام (تايلاند حاليا)، في عام 1862، الرئيس الأمريكي أبراهام لنكولن مجموعة من الأفيال.
وفي مثال حديث على هذه الدبلوماسية الغريبة ما وقع بين رئيسي بيلاروسيا وزيمبابوي حيث تلقى ألكسندر لوكاشينكو أسدا محنطا من إمرسون منانغاغوا.
وفي المقابل، رد لوكاشينكو على هدية نظيره بتقديم جرار زراعي له.
وخلافا لما يمكن اعتقاده، نالت كل تلك الهدايا استحسان من حصلوا عليها، وشكلت على مر الأزمنة عربون صداقة من نوع خاص عززت العلاقات الدبلوماسية بين الدول وقادتها.