"بوابة العين" تحاور فتاة ضحت بشعرها لمريضات السرطان
قررتا التبرع بالشعر دعما لمريضات السرطان وتكريسا لثقافة جديدة في المجتمع المصري مغزاها "أي أنثى تظل جميلة ولو فقدت شعرها"
"زينة الفتاة شعرها".. هكذا يختصر البعض جمال المرأة في شَعرَها، لكن آخرين يرون أن الجمال يتسع ليشمل ماديات ومعنويات أخرى مثل التضحية من أجل الآخرين والمثابرة وتقديم الدعم لمن يحتاجه.
وانطلاقا من أن الشعر ليس فقط هو عنوان جمال المرأة وأنوثتها، تضامنت فتيات مع مريضات السرطان بقص شعرهن، ليوجهن رسالتين: الأولى أن الشعر ليس فقط هو رمز الجمال، والثانية أن مريضة السرطان تظل أنثى جميلة حتى ولو فقدت شعرها.
ويخصص شهر أكتوبر من كل عام للتوعية بسرطان الثدي، انطلاقا من مبادرة دولية للتوعية بالمرض، الذي يفتك بأكثر من نصف مليون شخص سنويا، وفقا لإحصائيات منظمة الصحة العالمية.
التقت بوابة "العين الإخبارية" بفتاتين قررتا التبرع بشعرهن دعما لمريضات السرطان، والترويج إلى ثقافة التبرع بالشعر في المجتمع المصري.
مارسيل ظريف، فتاة مصرية عشرينية، كانت تخلت عن نصف زينتها وعن شعرها الطويل القوي لصالح صديقتها، معتبرة أن هذه الخطوة أقل ما يمكن تقديمه لصديقتها التي أُصيبت بالسرطان.
وتصف مارسيل شعرها قبل قصّه فتقول: "كنت امتلك شعرا طويلا وقويا.. كان محل إعجاب كل الناس المحيطين بي، وكنت أحبه وأعتني به، فنحن نعتبر أن زينة الفتاة شعرها".
وتضيف مارسيل "أُصيبت صديقتي بمرض السرطان وتساقط شعرها، وحينها أدركت أن جمال أي فتاة لا يمكن اختزاله في الشعر، وقتها اتخذت قراري بقص شعري".
وعن السبب الذي دفعها لذلك القرار تقول مارسيل: "أردت أن أشارك صديقتي بجزء غالي من جسدي.. أردت أن أراها بشعري.. تمنيت لو نتشارك نفس الشعر".
وتتوقف مارسيل هنيهة لتتابع أنها لم تتمكن من رؤية شعرها على رأس صديقتها؛ حيث كان القدر أسرع منها ووافتها المَنية.
وتضيف "لكنني لم أندم على قراري بقص شعري، وإن لم تكُن صديقتي قد انتفعت به.. ولذلك بحثت عن أخرى في حاجة إلى شعري.
قصة تضحية أخرى روتها فتاة في منتصف العشرينات من عمرها، لكنها رفضت الكشف عن اسمها.
تلك الفتاة العشرينية قالت في حديثها لـ"بوابة العين": "أنا من الفتيات ذوات الشعر الضعيف.. الذي لا ينمو بسرعة.. لكني قررت أن أضحي به تضامنا مع والدتي المُصابة بمرض السرطان".
وعن معاناة والداتها مع المرض، تقول الفتاة وقد امتزج صوتها بنبرة حزن "والدتي مصابة بالسرطان منذ 3 سنوات.. أخفت الأمر عني عامين، حتى تمكنت من معرفة مرضها العام الماضي عن طريق خالتي".
وتتابع الفتاة "رغم محاولة والدتها إخفاء الأمر إلا أن أعراض المرض لم تساعدها على فعل ذلك؛ فانكشف الأمر سريعا بتساقط شعرها وساءت حالتها النفسية".
تستطرد الفتاة "أردت أن أخفف عنها وأقول لها أني أحبها كثيرا، وأنه مهما تغير شكلها ستظل أمي التي أحبها وأعشقها، لذلك قررت قص شعري تضامنا معها".
وعن وصف ذلك اليوم الذي اتخذت فيه قرارها بقص شعرها، توضح الفتاة أنه كان يوم عمل شاق وطويل، كلمتها والدتها كثيرا عبر الهاتف. لكن بسبب انهماكها في العمل لم تجب عليها حتى انتهت من عملها".
"وبختني أمي عندما حدثتها وقالت لي أني مُقصرة بحقها وأني أهملها.. وقتها شعرت بالحزن وقررت ذلك اليوم ألا أعود إلى المنزل إلا وشعري مقصوص تضامنا مع والدتي وتقديم دعم ولو بسيط لها".
وتتابع الفتاة أن الوقت كان متأخرا عندما أنهت عملها وذهبت لمصفف الشعر، فوجدته مغلقا، مضيفة "لمحت صالون حلاقة الرجال مازال مفتوحا.. دخلته وطلبت من "الحلاق" قص شعري من الجذور.. تعجب الرجل لكن مع إصراري استجاب لطلبي".
وعن رد فعل أبويها، تقول "عندما عدت للبيت ورأتني أمها بدون شعر، بكت ثم بعد فترة وجيزة أتت إليها لتحتضنها قائلة "إني أحبك كثيرا ولو لم تفعلي ذلك".
وبدأت ثقافة التبرع بالشعر تجد طريقها في المجتمع المصري، وهناك كثيرات سعين للتخلي عن زينتهن لصالح مريضات السرطان، من بينهم أيضا الفنانة ياسمين غيث التي ظهرت في مسلسل "حلاوة الدنيا" لأول مرة وهي متعافية من مرض السرطان، حيث قررت قصّه والتبرع به إلى "بهية" لهؤلاء اللائي لا يستطيعن شراء شعر مستعار"، ونشرت صورتها على حسابها على "أنستقرام".
ويصيب سرطان الثدي سيدة بين كل 8 سيدات، إلا أن نسب الشفاء تصل إلى 98% في حال الاكتشاف المبكر للمرض.
aXA6IDE4LjIxOS4xOC4yMzgg جزيرة ام اند امز