وداعاً جيزال خوري.. محاورة الزعماء (بروفايل)
رحلت جيزال خوري، الإعلامية اللبنانية والمحاورة الجسورة اللبقة، التي استضافت أشهر الزعماء والقادة بعدما أمتعت المشاهد العربي أكثر من 35 عاما.
في مسقط رأسها بالعاصمة اللبنانية بيروت، خاضت جيزال خوري آخر صراعاتها مع مرض السرطان الخبيث، وتوفيت داخل منزلها عن عمر ناهز 62 عاما.
ولدت جيزال خوري في العقيبة في قضاء كسروان بعام 1961، ودرست الإعلام في الجامعة اللبنانية ونالت شهادة في الإعلام المرئي والمسموع، ثم حازت درجة الدبلوم في تاريخ الحضارات القديمة من جامعة الروح القدس بالكسليك.
مسيرة إعلامية حافلة
كان لجيزال خوري في الآونة الأخيرة برنامج بعنوان "مع جيزال" على محطة "سكاي نيوز عربية"، بعدما حاورت خلال مسيرتها أبرز الشخصيات اللبنانية والعربية من خلال برامجها على قنوات عربية مختلفة.
حظيت جيزال بمسيرة مهنية مشرفة على مدار أكثر من 35 عاما، وتركت بصمتها على أبرز شاشات المؤسسات الإعلامية المعروفة في الوطن العربي، مثل "MBC" و" LBC" و"العربية" وغيرها.
بدأت الإعلامية البارزة حياتها المهنية خلال الحرب الأهلية اللبنانية أي في أواخر عام 1985، وجاءت انطلاقتها بالتزامن مع انطلاق قناة "المؤسسة اللبنانية للإرسال إنترناشونال" LBC؛ لتسطع سريعا نجما في سمائها.
وعبر شاشة LBC، قدمت جيزال العديد من البرامج الحوارية الثقافية، أبرزها برنامج "حوار العمر" الذي استضافت من خلاله أكثر من 220 ضيفاً لبنانياً وعربياً وعالمياً حتى عام 2001، ثم قدمت برنامج "اليوم الثامن" على الشاشة ذاتها.
وبحلول عام 2002 كانت خوري على موعد مع تجربة جديدة؛ إذ انضمت إلى مجموعة MBC لتشهد انطلاقة قناة "العربية" وتكون في مصاف نجومها، وعبر شاشتها قدّمت برنامجاً حوارياً أسبوعياً سياسياً بعنوان "استوديو بيروت" استمر نحو 10 سنوات.
وفي عام 2013، خاضت الإعلامية المتألقة مغامرة جديدة بانتقالها إلى قناة "بي بي سي عربية" لتقدّم "المشهد"، وهو برنامج حواري قابلت خلاله العديد من السياسيين والمفكرين على مستوى العالم.
وخلال هذا البرنامج استضافت جزيل عدداً من القادة العرب والأجانب والدبلوماسيين والنجوم والمثقفين، ومن أبرز الأسماء: جاك شيراك، وعبدالله غول، وعبد العزيز بوتفليقة، وعمر البشير، وحسني مبارك، ومحمود عباس، وغيرهم.
وكانت آخر محطاتها "سكاي نيوز عربية" التي انتقلت إليها في أغسطس/ آب 2020، وقدمت عبر شاشتها برنامجا حمل اسمها "مع جيزال"، الذي استضافت خلاله نخبة من أبرز صناع القرار والمسؤولين من العالم العربي.
محطات بارزة في حياة جيزال خوري
تزوجت الراحلة مرتين، الأولى من الطبيب إيلي خوري ورزقا بولدين مروان ورنا، ثم تزوجت للمرة الثانية من الصحفي والكاتب والمؤرخ المعروف سمير قصير.
وبعد اغتيال زوجها الثاني، أسست جزيل "مؤسسة قصير" في عام 2006 التي انبثق منها مركز "سكايز للحرية الإعلامية والثقافية"، وهو مرصد خاص بحرية الصحافة.
وهذه المؤسسة غير ربحية تعمل في إطاري الثقافة والمجتمع المدني من أجل نشر الثقافة الديموقراطية وحرية التعبير عن الرأي في لبنان والعالم العربي.
أيضا شاركت الراحلة في تأسيس شركة "الراوي" للإنتاج في عام 2009، والتي كان مشروعها الأول عبارة عن سيرة ذاتية من أربع حلقات للزعيم الفلسطيني ياسر عرفات.
وفي عام 2005 اختارتها صحيفة "نيويورك تايمز" الشهيرة واحدةً من بين أفضل الإعلاميات العاملات في مجال الأخبار والبرامج السياسية المرئية في العالم.
ونظرا لجهودها الواسعة في دعم حرية الرأي والتعبير، كرم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الإعلامية اللبنانية البارزة ومنحها وسام حرية التعبير في العام 2019.
وسبق وكرمها الرئيس الفرنسي السابق فرانسوا هولاند أيضا في عام 2011، إذ منحها وسام الفنون والآداب.
جيزال والمشهد الإعلامي العربي
عن المشهد الإعلامي العربي، كانت ترى أن لكل قناة هوية مختلفة في الشكل والسياسية، وطريقة إعطاء الأخبار، مشيرة إلى أن هناك تحولات كثيرة تشهدها مهنة الإعلام، أهمها «خروجنا للفضاء أمام الناس ومواجهة الآراء على السوشيال ميديا».
أوضحت في حوار نشرته صحيفة اليوم السابع المصرية عام 2021، أن مواقع التواصل الاجتماعي أصبحت التحول الثاني والكبير في الإعلام «لازم تتعامل مع المرحلة الجديدة من الإعلام الرقمي بحذر شديد لأنه بيكون فيه الكثير من المفاهيم المغلوطة، لازم تتعامل مع الناس وتعرف رد فعلهم وتعرف إزاى بيفكروا، وتقييم السياسة في أوقات كتير بيكون من منصات التواصل الاجتماعي، منها بتعرف هموم الناس واهتماماتهم».
أما عن سلبيات التواصل الاجتماعي، فترى أنه يوجد فئات ودول وأنظمة تستعمل هذه الوسيلة بلغة لا يعرفها الإعلام، مثل الشتائم والتجريح والأخبار الكاذبة.
وأكدت أن منصات "التواصل الاجتماعي" وسيلة للعمل على بيع الصحف بشكل أكثر من الأول عن طريق استخدامها بشكل سليم.
أصعب حوار في مسيرة جيزال
وعن أصعب حوار في مسيرتها المهنية، قالت: «الفنان والملحن اللبناني زياد الرحباني، شخص لا يمكن توقع رد فعله، قبل المقابلة يحتاج إلى وقت كثير للتحضير، لكن بيأمن جمهور كبير، وما زالت مقابلاته تباع».
aXA6IDE4LjExOS4xMDguMjMzIA== جزيرة ام اند امز