أنهار جليدية بسهل "أركاديا بلانيتيا".. أمل جديد لاستيطان المريخ
وفقاً لمعايير الأرض، فإن سطح المريخ هو صورة "الخراب"، إذ إنه أكثر جفافاً بآلاف المرات من أجف الأماكن على وجه الأرض.
ومع ذلك، تحت السطح شديد الجفاف للكوكب الأحمر، توجد إمدادات وفيرة من الجليد المائي التي يمكن أن تكون في يوم من الأيام في متناول المستكشفين من البشر، وحتى المستوطنين.
وهذا هو الحال بشكل خاص في منطقة خطوط العرض الوسطى المعروفة باسم "أركاديا بلانيتيا"، وهو سهل ناعم يقع في الأراضي المنخفضة شمال المريخ.
ووفقًا لبحث جديد تم إجراؤه بدعم من مختبر الدفع النفاث (JPL) التابع لناسا، ونُشر تفاصيله أول مايو/أيار الجاري بمجلة إيكاروس العلمية، تظهر المنطقة علامات على وجود الأنهار الجليدية ونشاط الأنهار الجليدية.
ويمكن أن تكون هذه النتائج مفيدة للغاية بالنسبة للهبوط البشري في المستقبل واستكشاف المريخ، ناهيك عن الاستيطان المحتمل.
وتعود التكهنات حول وجود الجليد على المريخ إلى قرون، لكنها ظلت غير مؤكدة حتى أصبحت مهمات فايكنج التابعة لوكالة "ناسا" ثاني وثالث بعثات تهبط على المريخ في السبعينيات، حيث لاحظت وجود بخار الماء في الغلاف الجوي وخصائص شبيهة بالأنهار الجليدية.
وترتبط هذه الميزات بشكل شائع بالمناظر الطبيعية الجليدية هنا على الأرض، ونظراً لأنه لم يتم تأكيد وجود مياه على سطح المريخ مرة واحدة، أشار المجتمع العلمي بحذر إلى هذه الميزات على أنها "ميزات التدفق اللزج".
وبما أن الجليد المائي المكشوف يتسامح على سطح المريخ بسبب انخفاض ضغط الهواء والتعرض للإشعاع الشمسي، فقد توقع الباحثون أن هذه الأنهار الجليدية ستحتاج إلى الحماية بطبقة سميكة من الثرى.
وبحلول عام 2002، أكدت بيانات الاستشعار التي حصلت عليها المركبة المدارية "مارس أوديسي" وجود جليد مائي تحت سطح الأرض في منطقة خطوط العرض الوسطى للمريخ.
وتم تأكيد هذه النتائج في عام 2008 من قبل المركبة الفضائية "فينيكس لاندير"، التي لاحظت وجود جليد مائي تحت سطح الأرض في سهل القطب الشمالي الشمالي، ثم جاءت مركبة استكشاف المريخ المدارية (MRO)، التي رصدت وفرة من الجليد المائي الجوفي تحت سهول أركاديا بلانيتيا المسطحة.
وأشار رادار الاختراق الأرضي الخاص بـ(MRO) إلى أن هذا الجليد يمتد من السطح (تحت طبقة من الغبار والحطام) نزولاً إلى عمق 38 متراً (125 قدماً).
وسمحت هذه البيانات التي قدمتها هذه البعثات وغيرها للعلماء برسم خرائط وفهرسة وتصنيف آلاف الميزات التي من المحتمل أن تكون نتيجة نشاط الأنهار الجليدية.
aXA6IDMuMTQ0LjguNjgg جزيرة ام اند امز