تحديات كبيرة وآمال كثيرة معلقة على قمة المناخ، التي تنطلق أعمالها اليوم في مدينة جلاسكو بالمملكة المتحدة.
ظاهرة التغير المناخي وتداعياتها أصبحت تتعدى الحدود الطبيعية، لتمس أيضاً الجوانب السياسية والاقتصادية وغيرها، الأمر الذي يستوجب أهمية خروج مؤتمر "كوب 26" بنتائج حاسمة في نسخته السادسة والعشرين.
معظم دول العالم باتت تدرك خطورة أزمة تغير المناخ، التي كانت تعتبر حتى وقت قريب مجرد ظاهرة وهمية ستزول بمرور الوقت، ولكن آثارها المدمرة، التي شهدها الكوكب خلال السنوات القليلة الماضية، كانت أكبر دليل على أن التهديد أكبر مما كان يتخيله البعض، إلى المدى الذي يمكن أن تتحول معه الأرض إلى مكان غير صالح للحياة.
تعتبر قمة جلاسكو منعطفاً حاسماً في طريق العمل الدولي المشترك لمواجهة تغير المناخ العالمي، حيث ستستعرض تقارير الدول التي تتضمن أهدافها الطموحة لخفض الانبعاثات بحلول 2030، مع السعي لتحقيق الحياد الكربوني بحلول منتصف القرن، وصولاً إلى هدف اتفاقية باريس الطموح بإبقاء ارتفاع حرارة الكوكب دون 1.5 درجة مئوية، بالمقارنة مع مستويات ما قبل النهضة الصناعية.
التحدي الأكبر، الذي تواجهه قمة جلاسكو، هو قدرة قادة العالم على التوصل لاتفاق في هذا الشأن بسبب الاعتمادية الكبيرة على الثورة الصناعية، التي كانت المسبب الأول لهذه الأزمة، إضافة إلى بروز توجهات جيوسياسية جديدة تمهد الطريق نحو حرب باردة جديدة بين القطبين الأمريكي والصيني.
تحديد موعد للوصول إلى الحياد الصفري بات من أهم المعايير لتحديد مسار كل دولة في معالجة التغيير المناخي وحماية البيئة على المدى البعيد، وبالتأكيد فإن دول الخليج لا بد أن يكون لها دور فعال في هذه الجهود.
دولة الإمارات أصبحت أول دولة عربية تحدد مسار الحياد الصفري عندما أعلنت بداية الشهر الحالي عن مبادرة استراتيجية للوصول إلى الحياد الصفري عام 2050، كما شهدت العاصمة السعودية الرياض الأسبوع الماضي تدشين مبادرتي "السعودية الخضراء" و"الشرق الأوسط الأخضر"، حيث أعلنت السعودية أنها تهدف للوصول إلى الحياد الصفري في عام 2060، والبحرين أيضاً أعلنت عن هدفها بتحقيق الحياد الصفري عام 2060.
اتخاذ دول رئيسة منتجة للنفط هذه الخطوة في غاية الأهمية في تسريع المسار باتجاه وضع سياسة بعيدة الأمد للتعامل مع التغيير المناخي والاستثمار في الطاقة البديلة.
قمة جلاسكو تشكل محطة مفصلية لرصد آخر ما استطاع العالم إنجازه في مواجهة أزمة التغيير المناخي، كما تشكل أيضاً فرصة لكل دولة أن تعيد النظر في سياساتها بشكل كلي من أجل الخروج باستراتيجية تحمي البيئة وتضمن المستقبل.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة