قنابل مُجنحة تحلق فوق أوكرانيا.. ماذا نعرف عن سلاح روسيا «المرعب»؟
مع انحسار «نغمة الانتصارات» الأوكرانية على طول الجبهة إثر «انتكاسات» متتالية، بدأت روسيا تستعيد زمام المبادرة، بتحقيق تقدم في مناطق عدة، أثار قلقا غربيا وأوروبيا.
ذلك التقدم الروسي كان مدفوعا بالعديد من العوامل، التي كان أبرزها تنوع الأسلحة التي باتت تستخدمها موسكو على الجبهة الأوكرانية، وتجمد الدعم الغربي مؤقتا، مما تسبب في «تجلط» الشرايين الأوكرانية.
أحد أبرز تلك الأسلحة الروسية التي ظهرت مؤخرا بشكل مكثف في سماء أوكرانيا، كانت القنابل المجنحة التي جعلت القوات الجوية للرئيس الروسي فلاديمير بوتين أكثر فعالية، حسب اعتراف أوكراني.
وقد قال أحد المسؤولين في قيادة المدفعية الأوكرانية إن روسيا هاجمت بقنابل جوية ذات أجنحة للتحرك بشكل أعمق في عمليتها العسكرية بأوكرانيا، مشيرا إلى أنها تعرف باسم «KAB».
فماذا نعرف عن القنبلة المجنحة؟
بحسب شبكة «سي إن إن» الأمريكية فإن KAB ترمز إلى القنبلة الجوية القابلة للتوجيه، وهي قنابل قديمة غير موجهة تم تجهيزها بأجنحة قابلة للفتح ومجموعة أدوات توجيه دقيقة باستخدام النسخة الروسية من نظام تحديد المواقع العالمي (GPS).
ويقول جاستن برونك، زميل أبحاث أول، القوة الجوية والتكنولوجيا، بالمعهد الملكي للخدمات المتحدة (RUSI): «كان التأثير هو منح روسيا قوة نيران إضافية، خاصة قوة نيران ثقيلة للغاية. لذا فهي أكثر قابلية للانفجار من قذيفة مدفعية أو صاروخ»، مضيفا «في الأساس تقريبا هي نوع من نسخة نمط DIY لمجموعة القنابل الانزلاقية الأمريكية».
وتقول صحيفة «التلغراف» البريطانية إن وزن القنبلة الواحدة يتراوح بين 500 إلى 3000 رطل، ما يجعل قوتها التدميرية كبيرة، مشيرة إلى أنها (القنبلة المجنحة) يمكنها تدمير مبنى متعدد الطوابق بضربة واحدة.
وبحسب الصحيفة البريطانية فإن إسقاط هذا النوع من القنابل يتم بواسطة طائرات مقاتلة على مسافة تصل إلى 25 ميلاً من هدفها، بدلاً من الطيران فوقها، وتتميز بدقة محسنة وسرعات أعلى.
وتقول «التلغراف» إن روسيا بدأت في إنتاج كميات كبيرة من القنابل الانزلاقية «شديدة الضرر»، مؤكدة أنها تحمل 1500 رطل من المتفجرات، وهي حمولة تقارب خمسة أضعاف حجم الترسانة الروسية الحالية من القنابل الانزلاقية.
ونشر المدونون العسكريون الروس هذا الأسبوع ثلاثة مقاطع فيديو تظهر القنابل المجنحة وهي تدمر مباني متعددة الطوابق في البلدات التي تسيطر عليها أوكرانيا، بالقرب من الخطوط الأمامية في دونباس.
وفي مقاطع الفيديو تتسارع القنابل داخل الإطار بزاوية قبل أن تضرب المباني وتنفجر على شكل كرات نارية، فيما يظهر مقطع آخر مبنى ينهار بعد تعرضه للقصف.
وبحسب «التلغراف» فإن روسيا ركزت على تعزيز ترسانتها من الأسلحة على مدى الأشهر الثمانية عشرة الماضية، وزيادة الإنتاج في مصانعها وتوقيع صفقات توريد الطائرات دون طيار والصواريخ وقذائف المدفعية مع كوريا الشمالية وإيران.
ماذا يعني استخدام روسيا القنابل المجنحة؟
قال جون فورمان، الملحق العسكري البريطاني السابق في موسكو، إن استخدام روسيا المكثف للقنابل الانزلاقية أظهر ابتكارها وتكيفها في ساحة المعركة، مضيفا «إنها فعالة للغاية من حيث السعر والتأثير المتفجر، فيما تواجه أوكرانيا صعوبة في الدفاع ضدها».
هل هذه أول مرة تنشر فيها القنابل المجنحة؟
بحسب «التلغراف»، فإن الكرملين سبق ونشر قنابل انزلاقية العام الماضي، ففي نوفمبر/تشرين الثاني حذر ميكولا أولشوك، قائد القوات الجوية الأوكرانية، من أن روسيا تستعد لإنتاج كميات كبيرة من تلك القنابل.
وقال محللون إن الإنتاج الروسي للقنبلة الانزلاقية سيزيد من قوة نيران الكرملين على طول الخطوط الأمامية، مشيرين إلى أن الطائرات المقاتلة تقوم بما يصل إلى 100 طلعة جوية يوميا لإطلاق قنابل انزلاقية على المواقع الأوكرانية.
هل يمكن للقوات الأوكرانية الصمود أمامها؟
وبحسب الصحيفة البريطانية فإن إسقاطها يعد أصعب من إسقاط الصواريخ التقليدية والطائرات دون طيار، لأنها تبقى في الجو لفترة قصيرة فقط.
وكانت القوات الروسية تمكنت خلال الأسابيع القليلة الماضية من تحقيق تقدم ملحوظ على طول الجبهة الأمامية في الحرب مع القوات الأوكرانية، بينها مدينة أفدييفكا شرق أوكرانيا، التي أطلقت موسكو على أجزاء منها أعدادا كبيرة من القنابل الانزلاقية، وفقا لمعهد دراسات الحرب.
وكان سيطرة روسيا على أفدييفكا، بالقرب من دونيتسك، أول انتصار كبير لها في ساحة المعركة منذ استولت مجموعة فاغنر على باخموت في مايو/أيار من العام الماضي.
aXA6IDE4LjIxOS4yNTMuMTk5IA== جزيرة ام اند امز