موسم الرياض والخليج وبريطانيا.. مطلوب حملة عالمية ضد «الذباب الإلكتروني»
نشاط متزايد لـ"الذباب الإلكتروني" لإثارة الفتنة والاضطرابات والتشكيك في الإنجازات وبث الأكاذيب والشائعات في أماكن مختلفة حول العالم.
من الاضطرابات التي شهدتها بريطانيا مؤخرا مرورا بمحاولة إثارة الفتنة بين دول الخليج وصولا لاستهداف موسم الرياض في السعودية، كان "الذباب الإلكتروني" يقف خلف كل جريمة ومؤامرة، الأمر الذي استدعى جهود وحملات وطنية وإقليمية لمكافحته.
لكن مع استمرار تلك الأنشطة الخبيثة واتساع نطاقها في دول شتى، أصبحت الحاجة ملحة لحملة عالمية ضد "الذباب الإلكتروني"، تتولى مواجهة أنشطته على منصات التواصل الاجتماعي، عبر توحيد الجهود الدولية وتبادل الخبرات وتعزيز التعاون في هذا الصدد.
طائرات موسم الرياض
أحدث الحملات الوطنية لمكافحة الذباب الإلكتروني تشهدها السعودية حاليا، ضد من يحاولون الإساءة لموسم الرياض بشكل عام، وبشكل خاص من يحاولون التقليل من أهمية فعالية نقل الطائرات من جدة إلى الرياض لتشارك في الموسم.
وكان رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للترفيه في السعودية المستشار تركي بن عبدالمحسن آل الشيخ قد كشف في وقت سابق عن فعالية جديدة ستنضم إلى "موسم الرياض 2024" الذي ستنطلق فعالياته في الـ12 من شهر أكتوبر/تشرين الأول المقبل، ممثلة في منطقة "بوليفارد رن واي".
وأوضح أن منطقة "بوليفارد رن واي" التي وقعت عقد الشراكة لتنفيذها مع "الخطوط السعودية" ستقام بجانب منطقة بوليفارد سيتي على مساحة 140 ألف متر مربع، وستحتضن المنطقة 3 طائرات عملاقة من طراز بوينغ 777 جرى تحويلها إلى محال تجارية ومطاعم و13 تجربة تفاعلية للكبار والصغار.
ومن ثم بدأت عملية نقل الطائرات، التي تم إخراجها من أسطول الخطوط السعودية قبل أكثر من 5 سنوات أعلى سيارات مخصصة لنقل الطائرات، من جدة إلى الرياض برا، عبر مسافة تقترب من 1000 كيلومتر، تواجه خلالها الطائرات تحديات كبيرة بسبب حجمها ووزنها.
ومع التفاعل الواسع مع عملية نقل الطائرات برا على مواقع التواصل، وتحويلها إلى حدث بذاته للترويج السياحي للمملكة والتعريف بمدنها ومناطقها وعادات وتقاليد سكانها وكرم أهلها وحفاوة استقبالهم لفريق نقل الطائرات، إضافة إلى إبراز قوة البنية التحتية في المملكة، تم إطلاق مسابقة بهذا الشأن من جانب، ومن جانب آخر أطلق "ذباب إلكتروني" حملة تستهدف عملية نقل الطائرات باعتبرها حدثا لا يستحق هذا الاحتفاء، إضافة إلى محاولة التقليل من الإنجازات التي تشهدها المملكة.
وحرص أهالي كل منطقة على استقبال الفريق الناقل للطائرات بحفاوة بالغة وتقديم أنواع مختلفة من الأطعمة والمشروبات، خلال رحلتهم إلى وجهتهم بموسم الرياض.
وجذبت الفعالية اهتمام كل أبناء المملكة، ولم يقتصر الاحتفال على التصوير والتوثيق فقط، بل امتد لإقامة تنظيم الاحتفالات واستقبال الفريق الناقل بأفضل شكل.
وأعلن المستشار تركي آل الشيخ، من خلال حسابه الرسمي على منصة "إكس"، عن مسابقة خاصة بالسعودييين لأجمل تصوير للطائرات في طريقها للرياض سواء فيديو أو صورة، ليحصل الفائز على سيارة جديدة فاخرة.
وأطلق المغردون في المملكة هاشتاغات عدة للتفاعل مع الحدث وإحباط هجمات الذباب الإلكتروني، من بينها: #طياراتنا_وين_وصلت، #طيارات_موسم_الرياض.
وتفاعلا مع الحدث، وردا على "الذباب الإلكتروني"، غرد الكاتب إبراهيم السليمان ، قائلا "للغبي أقول: التفاعل السعودي مع مسار الطائرات ليس لأننا صنعناها بل لأننا أنعشنا روحها بعد أن كانت خامدة في مقبرة الطائرات وصنعنا منها حدثا جذب أنظار وتفاعل الجميع.. الفرح الأكبر هو مشاهدة نبض الحياة في كل قرية ومدينة مرت بها أبدان الطائرات".
بدورها قال الكاتب داود الشريان "السعودي صار يسير على الأرض بطائرات، وحق له أن يسبق الناس جالسا".
المغرد السعودي الشهير منذر آل الشيخ مبارك رد بدوره على "الذباب الإلكتروني" قائلا "صورة من باب ما جاء في فضل نكد عليهم بصورة، صباحكم عز وفخر ومجد.. حدث نصعه في بلادنا لا علاقة للآخرين به فما الذي يزعجهم(؟) الطائرات طائراتنا والسماء سمانا والأرض أرضنا والحدث حدثنا فلماذا كل هذا الصياح!!!!!".
اضطرابات بريطانيا
وقبل فترة قليلة تم الكشف عن أن انتشار المعلومات المُضللة على الإنترنت عبر "الذباب الإلكتروني" كان أحد أبرز أسباب الاضطرابات الأخيرة المعادية للمهاجرين التي أثارتها جماعات من أقصى اليمين في أوروبا.
وفي أعقاب ذلك، تعهد رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، ونظيره الإيرلندي سيمون هاريس، بمكافحة انتشار المعلومات المُضللة على الإنترنت، في محاولة لمنع تكرار الاضطرابات الأخيرة التي شهدتها بريطانيا.
واندلعت الاضطرابات الشهر الماضي إثر انتشار تقارير كاذبة على الإنترنت بشأن هوية المشتبه به في حادث طعن في ساوثبورت، بالقرب من ليفربول، الذي أسفر عن سقوط 3 فتيات.
وانتشرت شائعات كاذبة في البداية على وسائل التواصل الاجتماعي أفادت بأن المهاجم طالب لجوء مسلم.
لكن تم التعريف عن المشتبه به لاحقاً على أنه أكسيل روداكوبانا المولود في ويلز، وذكر الإعلام البريطاني أن والديه من رواندا.
وشهدت دبلن أعمال شغب متطرفة مماثلة في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، التي اندلعت أيضاً نتيجة حادث طعن أسفر عن سقوط ضحايا أطفال.
مبادرة خلجيية
وتزامن مع تلك الحملة التي شهدتها بريطانيا حملة إساءات ممنهجة للدول الخليجية والعربية ورموزها، يحاول من يقف خلفها إحداث الوقيعة وإثارة الفتنة بين الدول الشقيقة، خصوصا السعودية والإمارات.
ولمواجهة تلك المؤامرة المشبوهة انطلقت مبادرة خليجية على منصة "إكس" تدعو لحظر "الذباب الإلكتروني" وأصحاب الحملات المشبوهة الذين يحاولون إثارة الفتنة بين دول الخليج والدول العربية.
وكانت الحملة انطلقت بسلسلة تدوينات من رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للترفيه السعودية المستشار تركي بن عبدالمحسن آل الشيخ، والشيخ عبدالله بن محمد بن بطي آل حامد، رئيس المكتب الوطني للإعلام، ورئيس مجلس إدارة مجلس الإمارات للإعلام، عبر حسابهما على منصة "إكس".
ودعت الحملة "للتصدي لآفة الحسابات المثيرة للفتن والشائعات أو ما يُسمى بـ"الذباب الإلكتروني" على منصة إكس، الذين يحاولون إثارة الفتنة والتفرقة" بين الإخوة والأحبة في دول الخليج والدول العربية.
وسرعان ما تفاعل مع الحملة الكثير من المغردين، بينهم إعلاميون وشعراء وكتاب وفنانون، ليتبلور هذا التفاعل في إطلاق عدة هاشتاغات تعبر عن دعم الحملة وأهدافها، من بينها #تبليك_بدون_تعليق، #تبليك_المسيئين_مطلب_خليجي، #تبليك_معرفات_الفتنة_بين_دول_الخليج، #حظر_الحسابات_المسيئة، #اوقفوا_الإساءات، #خليجنا_واحد، #لا_للذباب_الالكتروني
هجمات متتالية من "الذباب الإلكتروني" في دول شتى تقابلها حملات وطنية مضادة لإحباطها، الأمر الذي يستدعي حملة عالمية لتنظيف منصات التواصل الاجتماعي من "الذباب الإلكتروني" والحسابات الوهمية والمروجين للمعلومات المضللة.
aXA6IDMuMTQ1LjEwOC40MyA= جزيرة ام اند امز