أين تتجه أسعار السلع عالميا في 2022؟.. بوصلة كورونا تحدد
صعدت أسعار السلع الأولية، من الطاقة والمعادن إلى المنتجات الزراعية، بقوة في 2021 وتصدر وقود توليد الكهرباء موجة الصعود.
وجاء الصعود في أسعار السلع الأولية بدعم من قلة الإمدادات وقوة التعافي الاقتصادي مع تخفيف إجراءات الإغلاق الرامية لمكافحة الجائحة في أنحاء العالم بعد تكثيف حملات التطعيم.
الأسعار في 2022
ويتوقع محللون وتجار أن يظل الطلب العالمي على السلع الأولية قويا في 2022 وأن يدعم الأسعار مع استمرار تعافي الاقتصاد العالمي، وإن كان مستبعدا حدوث قفزات مماثلة في الأسعار.
وقال جيفري هالي، المحلل لدى أواندا للسمسرة "اتسمت 2021 بصعود ضخم على نطاق واسع".
وأضاف "على الرغم من أنني أعتقد أن أسعار السلع الأولية ستظل قوية لكن أظن أن الانتعاش في عام 2020 والصعود في 2021 استثنائيان وبالتالي لا أتوقع نفس المستوى من المكاسب في العام المقبل".
وزادت أسعار الطاقة والغذاء هذا العام مما أثر سلبا على المرافق والمستهلكين من بكين إلى بروكسل وعزز ضغوط التضخم.
وشجع ارتفاع الأسعار المنتجين على زيادة الإنتاج، لكن بعض المحللين يتوقعون أن تظل إمدادات منتجات مثل النفط والغاز الطبيعي المسال قليلة نظرا لأن هذه المشروعات تحتاج أعواما حتى يبدأ الإنتاج.
الطاقة
أدى الارتفاع القياسي في أسعار الفحم والغاز الطبيعي إلى أزمة طاقة حادة امتدت من أوروبا إلى الهند والصين في 2021.
وزادت أسعار الغاز الطبيعي المسال في آسيا بأكثر من 200 بالمئة، في حين زادت أسعار الفحم في آسيا إلى مثليها.
كما صعدت أسعار النفط العالمية بين 50 و60 بالمئة في 2021، ومن المنتظر أن تواصل الصعود في العام المقبل بدعم من زيادة الطلب على وقود الطائرات.
وفي الصين انخفضت أسعار الفحم بأكثر من النصف من ارتفاع قياسي بلغته في أكتوبر تشرين الأول بعدما رفع المنتجون مستوى الإنتاج مما أدى لهبوط الأسعار.
المعادن
أثرت أزمة الكهرباء في الصين وأوروبا على إنتاج الألمنيوم، الأمر الذي رفع الأسعار بأكثر من 40 بالمئة مسجلة مكاسب للعام الثاني. لكن ذلك أثر أيضا على الطلب على خام الحديد نظرا لخفض إنتاج الصلب في الصين، أكبر منتج عالمي.
ويقول محللون إنه من المنتظر أن تبلي المعادن الأساسية بلاء حسنا مع التحول في مجال الطاقة الذي سيعزز الطلب، في حين قد تستمر أزمات سلاسل الإمداد.
صعود أسواق السلع الزراعية
زادت أسعار فول الصويا في شيكاجو لثالث عام على التوالي في حين ارتفعت أسعار الذرة بنحو 25 بالمئة والقمح بأكثر من 20 بالمئة.
وتلقت أسواق السلع الزراعية دعما من القيود على الإمدادات بفعل الطقس السيء وقوة الطلب بوجه عام.
وارتفعت أسعار السكر الخام بأكثر من 20 بالمئة مسجلة مكاسب لثالث عام، كما حقق السكر الأبيض مكاسب مماثلة مع انخفاض الإنتاج في البرازيل، أكبر منتج عالمي، بفعل الجفاف والصقيع.
ويقول محللون إن أسعار المعادن النفيسة قد تنخفض بفعل قوة شهية المخاطرة في أسواق الأسهم وغيرها.
ولم يطرأ تغير يذكر في المجمل على أسعار الذهب بعد انخفاضها في العام المنصرم، في حين تتجه الفضة صوب الانخفاض في نهاية العام بعد أداء قوي لمدة عامين.