2021 عام النفط المرتبك.. كيف أعاد "أوبك+" الاستقرار للسوق؟
شكل عام 2021، أحد أهم الأعوام في صناعة الطاقة التقليدية بعد ضربة شهدتها الأسواق نتيجة تراجع الطلب العالمي.
وذلك مع تفشي جائحة كورونا وغلق الأسواق العالمية.
لكن العام الجاري، أثبت نجاعة تحالف "أوبك+" المؤلف من أعضاء منظمة أوبك تقودهم السعودية، ومنتجون مستقلون بقيادة روسيا، وهو التحالف الذي أدار صناعة المعروض العالمي على الخام طيلة السنوات الخمس الماضية.
إلا أن العام الجاري، كان الأبرز في صناعة النفط، نتيجة لمحاولة التحالف إدارة مصدر الطاقة الأبرز على أكثر من جبهة، أولها إدارة المعروض، وثانيا الحفاظ على سعر متوازن يحقق مصالح المنتجين والمستهلكين معا، وثالثا إعادة الاستثمار العالمي في القطاع.
وفي مايو/أيار 2020، بدأ تحالف "أوبك+" خفض إنتاج النفط من جانب أعضائه بمقدار 9.7 ملايين برميل يوميا، يستمر حتى أبريل/نيسان 2022، تم تمديده خلال وقت سابق من العام الجاري، حتى ديسمبر/كانون أول 2022.
ونفذ التحالف منذ مطلع العام الجاري اجتماعات شهرية لأعضائه على مستوى الفنيين والوزراء، للتوافق على مستويات إنتاج تعيد التعافي للسوق العالمية.
ونهاية العام الماضي، بلغ متوسط الطلب العالمي على النفط الخام 90.79 مليون برميل يوميا، أقل بمقدار 9.7 ملايين برميل يوميا مقارنة مع 2019، وهو أكبر تراجع على الخام منذ الكساد الكبير.
بينما أغلق العام الماضي على سعر برميل نفط بلغ قرابة 52 دولارا للبرميل، لكن إدارة معروض النفط من جانب التحالف، صعد بسعر البرميل إلى متوسط 85 دولارا، لكن ضغوطات تفشي متحور كورونا الجديد "أوميكرون" ضغط على الأسعار.
ويرى التحالف، أن الوصول إلى الأسعار الحالية عند حدود 80 دولارا لبرميل نفط برنت، يعتبر عادلا لكل من المنتجين والمستهلكين معا، للوصول إلى نمو أقتصادي قائم على أسعار عادلة في مدخلات إنتاج السلع.
ومطلع العام الجاري تم تخفيف خفض الإنتاج من 7.7 مليون برميل يوميا إلى متوسط 7 ملايين برميل يوميا واستمر حتى نهاية مارس/آذار الماضي.
ومطلع أبريل 2021، اتفق التحالف، على تخفيف قيود الإنتاج بمقدار 350 ألف برميل يوميا في مايو، ليستقر خفض الإنتاج عند قرابة 6.65 ملايين برميل يوميا.
ونفذ التحالف تخفيفا آخر لخفض الإنتاج في يونيو الماضي، بمقدار 350 ألف برميل يوميا أخرى، إلى 6.3 مليون برميل. تبع ذلك تخفيف آخر بقرابة 400 ألف برميل يوميا، إلى 5.85 مليون برميل في يوليو/تموز الجاري.
بينما اعتبارا من أغسطس/آب 2021، بدأ التحالف تخفيف قيود الإنتاج بمقدار 400 ألف برميل في كل شهر، للوصول إلى تخفيض بمقدار صفر برميل قبل سبتمبر/أيلول من العام المقبل 2022.
بذلك، تكون استراتيجية تحالف "أوبك+" نجاحا، إذ انتعشت أسعار النفط بزيادة 55% منذ مطلع العام، وهو مستوى مماثل لما كانت عليه الأسعار في أكتوبر/تشرين الأول 2018.