إنفاق دفاعي قياسي.. الصراعات تثير جنون العالم
![المقاتلة الأمريكية F-35](https://cdn.al-ain.com/lg/images/2025/2/15/162-172729-global-defence-spending-soars-new-high_700x400.jpg)
صراعات مستعرة في أرجاء المعمورة ترفع منسوب المخاوف وتدفع الإنفاق الدفاعي العالمي إلى مستوى قياسي جديد.
وقال المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في تقريره السنوي إن الإنفاق الدفاعي العالمي وصل إلى أعلى مستوى على الإطلاق.
وأشار التقرير الذي اطلعت عليه «العين الإخبارية» إلى أن الإنفاق الدفاعي العالمي ارتفع إلى 2.46 تريليون دولار عام 2024، مقارنة بـ 2.24 تريليون دولار في العام السابق.
وتسارعت وتيرة النمو، حيث بلغت الزيادة الفعلية 7.4%، متجاوزة معدل 6.5% في عام 2023 و3.5% في 2022.
ونتيجة لهذا النمو المتسارع، ارتفع متوسط الإنفاق الدفاعي العالمي إلى 1.9% من الناتج المحلي الإجمالي، مقارنة بـ 1.6% في 2022 و1.8% في 2023.
أوروبا و«الناتو» وروسيا
أوضح التقرير أن سجل الإنفاق الدفاعي الأوروبي قفزة بنسبة 11.7% ليصل إلى 457 مليار دولار، مدفوعًا بزيادة قدرها 23.2% في ميزانية الدفاع الألمانية، مما يعكس توجه القارة لتعزيز قدراتها العسكرية وسط التوترات الجيوسياسية المتصاعدة.
في المقابل، شهدت روسيا ارتفاعًا غير مسبوق في ميزانيتها العسكرية بنسبة 41.9%، حيث بلغ إجمالي الإنفاق 13.1 تريليون روبل (ما يعادل 145.9 مليار دولار)، وهو ما يمثل 6.7% من ناتجها المحلي الإجمالي، أي ضعف مستوى ما قبل الحرب في أوكرانيا عام 2022.
أما في الولايات المتحدة، فقد ظل نمو الإنفاق الدفاعي محدودًا بسبب قيود قانون المسؤولية المالية لعام 2023، بينما لا تزال تداعيات عودة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى الحكم على الميزانية الدفاعية غير واضحة.
وبالرغم من مطالبة ترامب لدول حلف شمال الأطلسي (الناتو) بزيادة إنفاقها الدفاعي إلى 5% من الناتج المحلي الإجمالي، فإن تحقيق هذا الهدف يبدو بعيد المنال، مع توقعات بوصول المتوسط إلى 3% فقط خلال السنوات الخمس المقبلة إذا استمر النمو بالمعدلات الحالية.
آسيا والشرق الأوسط وشمال أفريقيا
واصلت ميزانيات الدفاع الآسيوية نموها، حيث زادت الصين إنفاقها العسكري بنسبة 7.4%، متجاوزة متوسط النمو الإقليمي البالغ 3.9%.
لكن رغم هذه الزيادة، تراجعت حصة آسيا من الإنفاق العالمي إلى 21.7% مقارنة بـ 25.9% في عام 2021، بسبب الزيادات الكبيرة في مناطق أخرى.
وفي الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، شهدت ميزانيات الدفاع ارتفاعًا ملحوظًا بنسبة 10%، مدفوعًا بزيادة 72.9% في إنفاق إسرائيل بسبب الحرب في غزة، إلى جانب ارتفاع إنفاق الجزائر.
وبلغ متوسط الإنفاق الدفاعي الإقليمي 4.3% من الناتج المحلي الإجمالي، مع تصدر الجزائر القائمة عالميًا بعد أوكرانيا بنسبة 8.2%، تليها السعودية بنسبة 6.5%، ثم إسرائيل بنسبة 6.4%.
ويبقى مستقبل هذا الإنفاق مرهونًا بنتائج اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل و«حماس» في يناير/كانون الثاني الماضي.
استثناءات
ارتفع الإنفاق الدفاعي في أمريكا اللاتينية والبحر الكاريبي بنسبة 4.1%، لكنه لا يزال دون مستويات ما قبل جائحة كوفيد-19 بسبب الضغوط المالية وانخفاض التهديدات الأمنية.
في المقابل، تراجعت ميزانيات الدفاع في أفريقيا جنوب الصحراء بنسبة 3.7% نتيجة التضخم الحاد وتراجع العملات المحلية.
وبينما زادت ميزانيات الدفاع في بوركينا فاسو ومالي والنيجر لتعزيز الأمن الإقليمي، انخفض إنفاق نيجيريا بأكثر من 50%.
توقعات
يبقى التحدي الرئيسي في أوروبا هو استدامة الإنفاق الدفاعي وإمكانية تحقيق زيادات إضافية استجابةً لضغوط ترامب، وسط مخاوف من تراجع الالتزامات الدفاعية الأمريكية.
وعالميًا، يتزايد الاتجاه نحو مراجعة الميزانيات الدفاعية خلال العام، ما يعكس القلق المتزايد بشأن التهديدات الأمنية، لكنه يخلق أيضًا حالة من التقلب وعدم الشفافية.
وتأتي هذه الزيادات وسط ضغوط مالية هائلة تشمل التغير المناخي والتحولات الديموغرافية، مما قد يؤثر على استمراريتها في المستقبل.
aXA6IDE4LjExNy4xNTEuMCA= جزيرة ام اند امز