من لندن إلى سيدني.. مظاهرات مؤيدة للفلسطينيين في ذكرى حرب غزة

في الذكرى الثانية لاندلاع حرب غزة، تشهد مدن عدة حول العالم، الثلاثاء، مظاهرات مؤيدة للفلسطينيين، وسط أجواء مشحونة بجدل سياسي وأمني.
فقد دعا ناشطون في أوروبا وأستراليا وتركيا إلى تنظيم مسيرات لإحياء ذكرى السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، حين شنّت حركة حماس هجوماً على إسرائيل، تقول الأخيرة إنه أسفر عن مقتل 1200 شخص واحتجاز 251 رهينة، في حين تسببت العمليات العسكرية الإسرائيلية اللاحقة بمقتل أكثر من 67 ألف فلسطيني وفق وزارة الصحة في غزة.
- قطر تكشف عن «عقبات» في تنفيذ خطة ترامب بشأن غزة
- عامان على الحرب.. ملحمة إنسانية إماراتية تخفف أوجاع أهل غزة
مسيرات ومواقف غاضبة
تُنظّم المسيرات في سيدني ومدن أوروبية من بينها لندن، باريس، جنيف، أثينا، إسطنبول، ستوكهولم وسالونيك، في وقتٍ يرى فيه سياسيون أن الاحتجاجات «تأتي في توقيت غير مناسب» وتشكل استفزازاً لليهود في ذكرى ما يعدّونه أحد أكثر الأيام دموية منذ المحرقة.
وفي أستراليا، وصف رئيس حكومة ولاية نيو ساوث ويلز كريس مينز توقيت المظاهرة بأنه «فظيع وتعبير عن تبلد مشاعر». أما في هولندا، فقد ألقى نشطاء مناصرون للفلسطينيين الطلاء الأحمر على جدران القصر الملكي في أمستردام احتجاجاً على منع مظاهرة مؤيدة للفلسطينيين، فيما سمح بتنظيم فعالية مؤيدة لإسرائيل.
تصعيد بأوروبا وقيود
وفي إيطاليا، حظرت السلطات مظاهرة كانت مقررة في بولونيا خشية اندلاع اضطرابات، بعد أيام من احتجاجات عنيفة واشتباكات مع الشرطة في مدن عدة. وقال حاكم المدينة إنريكو ريتشي إن «المظاهرة ستُمنع تماماً».
وفي السويد، يستعد المتظاهرون لاستقبال ناشطين احتجزتهم إسرائيل مؤخراً، بينهم السويدية جريتا تونبري التي شاركت في محاولة كسر الحصار البحري المفروض على غزة. كما ينتظر تنظيم وقفة في تركيا أمام شركة تصدر الطاقة إلى إسرائيل، تعبيراً عن الرفض الشعبي للعلاقات الاقتصادية بين البلدين.
جدل سياسي في بريطانيا
وفي بريطانيا، تتجه أنظار السلطات إلى العاصمة لندن حيث يخطط طلاب جامعيون وعدة منظمات للمشاركة في مسيرات تضامنية مع الفلسطينيين. وقال رئيس الوزراء كير ستارمر إن هذه الاحتجاجات «معادية لبريطانيا» واتهم بعض المشاركين بـ«استغلال الأزمة في غزة ذريعةً لمهاجمة اليهود البريطانيين».
وأضاف أن الحكومة ستتصدى «لأي مظاهر معاداة للسامية»، مشيراً إلى أن الاحتجاجات المتكررة منذ عامين «تجاوزت حدود التعبير السياسي إلى ما يشبه التحريض».
تزايد التوترات والخوف من العنف
تأتي هذه الاحتجاجات بينما تتزايد المخاوف الأمنية بعد الهجوم على كنيس يهودي في بريطانيا الأسبوع الماضي، والذي أسفر عن مقتل رجلين، ما دفع الجاليات اليهودية إلى تشديد إجراءات الحماية حول أماكن العبادة.
ويرى مراقبون أن الحكومات الأوروبية تجد نفسها أمام تحدٍ مزدوج: ضمان حرية التعبير والتظاهر من جهة، وحماية المجتمعات اليهودية من جهة أخرى، خاصة في ظل تصاعد خطاب الكراهية على خلفية استمرار الحرب في غزة وتدهور الأوضاع الإنسانية هناك.