"بريتش بتروليوم" تفتح الطريق لعمالقة الطاقة لدخول محطات الوقود الصينية
شركات النفط والغاز حريصة على الاستثمار في صناعة بيع الوقود بالتجزئة في الصين، من أجل شريحة من كعكة الأرباح الخرافية في محطات الوقود.
شجّع قرار الصين رفع القيود على الاستثمارات الأجنبية في قطاع محطات الوقود والطاقة في يونيو/حزيران 2018، العمالقة الدوليين في دخول السوق الصينية بكثافة، وافتتحت شركة بريتش بتروليوم البريطانية للطاقة "بي بي" أولى محطاتها التجارية بمدينة شاندونغ، شرق الصين في يناير/كانون الثاني الماضي.
وتعد المحطة الجديدة لـ"بريتش بتروليوم البريطانية" المرحلة الأولى لخطة استثمارية مدتها 5 سنوات لإضافة نحو 1000 محطة جديدة داخل الصين من خلال مشروع شراكة مع مجموعة شاندونغ دونجمينج للبتروكيماويات، وهي شركة تكرير صينية خاصة.
ووفقا لمشروع الشراكة الذي تم توقيعه في فبراير/شباط الماضي، فإن نصف المواقع الجديدة سيتم إنشاؤها في مقاطعات شاندونغ وخنان بوسط الصين ومقاطعة خبى بشمال الصين، وقالت الشركة في بيان رسمي إن المحطة الجديدة ستقدم خدمات الشحن السريع للسيارات الكهربائية.
وحسبما ذكرته صحيفة "جلوبال تايمز" الصينية، جاءت هذه الخطوة بعد صدور "قائمة سلبية" جديدة قدمتها الصين في يونيو/حزيران الماضي لرفع القيود الاستثمارية عن قطاعات مختلفة بما في ذلك الأعمال المصرفية، والسيارات، والسلع، والزراعة.
وليست بريتش بتروليوم، الوحيدة التي دخلت السوق الصينية، بل أعرب العديد من عمالقة النفط والغاز الدوليين عن حرصهم الاستثمار في صناعة بيع الوقود بالتجزئة في الصين، متطلعين إلى أخذ شريحة من كعكة الأرباح الخرافية في محطات الوقود البالغ عددها 100 ألف محطة في الصين مطروحة للأجانب، وجاءت شركة "رويال داتش شل"، في مقدمة الشركات التي اتجهت نحو بكين، إذ قالت في وقت سابق إنها ستضاعف عدد محطات الوقود التابعة لها في البلاد إلى 3 أضعاف العدد الحالي، ليصل إلى 3500 محطة بحلول عام 2025.
ويعتقد المطلعون أن حصة اللاعبين الأجانب من المتوقع أن تشهد زيادة في السنوات المقبلة، وخاصة في قطاع تجارة الوقود في البلاد، والذي تسيطر عليه حاليا شركات النفط والغاز المملوكة للدولة.
ووفقا لشركة الاستشارات في سوق الطاقة ICIS China، هناك نحو 100 ألف محطة تعبئة في أنحاء البلاد، ونحو 22 ألف محطة مملوكة لشركة الصين الوطنية للبترول، أكبر منتج للنفط والغاز في البلاد من حيث الإنتاج السنوي، بينما هناك نحو 31 ألف محطة تمتلكها شركات أخرى مملوكة للدولة، بما في ذلك مؤسسة البترول الوطنية الصينية وسينوبيك، أكبر شركة تكرير في العالم.
في حين يمتلك المشغلون الخاصون نحو 50 ألف محطة، إلا أن نحو 3100 فقط أو 3.1% تديرها حاليا شركات أجنبية، معظمها مشاريع مشتركة مع سينوبك أو بتروتشاينا، ويبيعون منتجاتهم من خلال شركائهم الصينيين أو معامل تكريرهم المشتركة.
وقالت تشن كويوي، رئيسة شركة شل لأعمال التجزئة في الصين، إنه على الرغم من المنافسة الشرسة في قطاع محطات الوقود في الصين، فإن هناك مساحة كافية للنمو.
وأعربت عن اعتقادها أن هذا التوقيت مناسب لزيادة الحجم في قطاع محطات الوقود بالنظر إلى نمو استهلاك البنزين في الصين بالإضافة إلى الزيادة في ملكية السيارات في جميع أنحاء البلاد.
وقالت "شيل" في وقت سابق إن تجارة التجزئة غير المتعلقة بالوقود هي مجال آخر تتطور فيه الشركة بشكل كبير، حيث ستقوم الشركة بتجربة المتاجر عالية الجودة في محطات التجزئة في الصين، في حين أن الموقع الجديد لشركة بريتيش بتروليوم سيقدم توصيلات القهوة حسب الطلب إلى السيارة وخدمة الواي فاي المجانية والمرافق الأخرى.