"الصحة العالمية" تستيقظ متأخرة: كورونا أخطر من الإرهاب
تصريحات جبريسوس جاءت بعد مرور أكثر من شهر ونصف مر على ظهور فيروس كورونا الذي ظهر لأول مرة في سوق بمدينة ووهان الصينية في ديسمبر
بعد تردد منظمة الصحة العالمية كثيراً في إعلان فيروس كورونا المستجد وباء عالميا، وصف تيدروس أدهانوم جبريسوس، المدير العام للمنظمة، الفيروس بأنه أخطر من أي هجوم إرهابي.
جاءت تصريحات جبريسوس بعد مرور أكثر من شهر ونصف على ظهور فيروس المتحور، الذي ظهر لأول مرة في سوق المأكولات البحرية بمدينة ووهان الصينية، ثم انتشر لأكثر من 30 بلدا ومنطقة حول العالم، مسجلا رقما ضخما في عد الإصابات ومهددا بوفيات تتخطى الآلاف.
وعلى الرغم من خطورة فيروس كورونا الجديد، الذي يسبب التهابا رئويا حادا مشابه لمرض "سارس" ويهدد حياة عائله، فإن منظمة الصحة العالمية رفضت منذ تفشي المرض في يناير/كانون الثاني توصيفه "وباء عالميا" يستلزم الحشد الدولي لمواجهته، واكتفت بالمراقبة وحث الدول على اتخاذ إجراءات صارمة لمحاصرته والقضاء عليه.
موقف المنظمة الدولية التابعة للأمم المتحدة ظل متذبذبا بين التقليل من خطورة "كورونا المستجد" واعتباره "لا يمثل مشكلة صحية عالمية طارئة ويظل أزمة محلية في الصين"، حسبما أعلنت المنظمة 24 يناير/كانون الثاني، والتعبير عن مخاوفها من تضخم الأزمة وحصده المزيد من الأرواح.
مطلع فبراير/شباط تغير موقف المنظمة جزئيا، وأعلنت أن "تفشي فيروس كورونا في الصين يشكل الآن حالة طوارئ صحية عامة تثير قلقا دوليا"، وقالت إنها سترسل خبراء إلى الصين لتبادل الخبرات بشأن "كورونا" والتوصل إلى "رد عالمي" للالتهاب الرئوي، معتبرة أن وقف تفشي الفيروس في العالم أولوية قصوى لها.
ومطلع الأسبوع الحالي عقدت المنظمة مؤتمرا دوليا في جنيف، حضره مئات الخبراء؛ لإيجاد سبيل لمكافحة تفشي الفيروس عبر تسريع أبحاث ابتكار عقاقير ولقاحات.
وعلى هامش المؤتمر الذي عقد يومي 11 و12 فبراير/شباط، اعترف تيدروس أدهانوم جبريسوس، رئيس منظمة الصحة العالمية، أن تفشي فيروس كورونا المستجد أصبح يمثل "تهديدا خطيرا للغاية لبقية العالم".
وبالتزامن مع تخطي عدد وفيات الفيروس المستجد 1000 حالة، إذ بلغ 1115 شخصا، وصف رئيس منظمة الصحة العالمية فيروس كورونا المستجد بأنه "أشد قوة من أي هجوم إرهابي".
ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن جبريسوس قوله للصحفيين في جنيف الثلاثاء: "كورونا المتحور أشد قوة في خلق ثورة سياسية واجتماعية واقتصادية من أي هجوم إرهابي".
وأضاف: "للحيلولة دون تحول تفشي الفيروس وتحوله إلى وباء، يتعين على الحكومات مساعدة الدول الفقيرة حتى تصبح أنظمتها الصحية قادرة على القضاء على كورونا".
وأشار إلى أن 99% من حالات الإصابة البالغ عددها 45 ألفا و171 حالة حدثت داخل الصين، وأنه لم يتم الإبلاغ سوى عن وفاة شخصين خارج البر الرئيسي للصين.
لكنه قال: "إنه أمر مثير للقلق أن تحدث عملية انتقال للمرض بين شخصين لم يسبق لهما السفر إلى الصين قد ظهرت مؤخرًا في فرنسا وبريطانيا".
وفي الوقت الذي لا يزال فيه العلماء يدرسون كيفية انتشار الفيروس المميت ومصدره، قالت المنظمة إنه تقرر بشكل رسمي تسمية الفيروس الجديد " كوفيد 19"، بهدف "منع استخدام أسماء أخرى يمكن أن تكون غير دقيقة أو موصومة".
وطلب أعضاء المنظمة، خلال الاجتماعي العلمي، الدول أن تعتبر فيروس كورونا "العدو رقم واحد للبشرية"، وأن تبذل كل ما في وسعها لمكافحة الفيروس، وسط تحذيرات من قدرته على إصابة ثلثي سكان الأرض، والتأكيد على عدم توصل العلماء إلى لقاح فعال للمرض قبل 18 شهرا.