التحدي الذي نعيشه هذه الأشهر هو المرتبط بكفاءة الأنظمة الصحية حول العالم التي فاجأها هذا المرض.
لننطلق من تلك التصريحات التي جاءت على لسان وزير الخارجية الأمريكي الأسبق هنري كيسنجر حول جائحة كورونا التي تثبت بشكل يومي أن عملية تغيير قسرية تجتاح العالم بفعل هذا الوباء، وكأن العالم يصحح نفسه أو يعيد ترتيب أولوياته، في مجالات متعددة، هنري كيسنجر وهو الخبير الاستراتيجي في السياسة الدولية، يؤكد كل التوقعات التي سادت هذا العالم من أن كورونا ليس مجرد وباء سوف يمر ثم ينتهي؛ فالتصورات والتنبؤات العالمية تتوجس حول حجم التأثيرات التي سوف يتركها كورونا على البشرية.
التحدي الذي نعيشه هذه الأشهر هو المرتبط بكفاءة الأنظمة الصحية حول العالم التي فاجأها هذا المرض وغيّر من توقعاتها، ومع أن كيسنجر اعتبر هذه المرحلة مؤقتة إلا أنه استدرك أن التأثيرات التي سيتركها كورونا على السياسة والاقتصاد سوف تستمر لعدة أجيال بحسب تقديراته، وقد بدا بوضوح أن كيسنجر يخشى من تطورات في الاتجاه السلبي نتيجة تأثر العالم بهذا الوباء، خصوصا أن الاقتصاد العالمي هو أولى الضحايا، وكما هو معروف أن المال رمز للقدرات أكثر من كونه وسيلة للحصول على الحاجات كما تقول الدراسات، ولذلك فإن الأثر الاقتصادي كما يبدو سيكون مهما ومؤلما للكون كله.
التحدي الذي نعيشه هذه الأشهر هو المرتبط بكفاءة الأنظمة الصحية حول العالم التي فاجأها هذا المرض وغيّر من توقعاتها، ومع أن كيسنجر اعتبر هذه المرحلة مؤقتة إلا أنه استدرك أن التأثيرات التي سيتركها كورونا على السياسة والاقتصاد سوف تستمر لعدة أجيال.
الاهتمام الوطني من قبل دول العالم والتركيز القومي أسهما في تنامي الولاء والهويات الوطنية؛ فقد انعكس اهتمام الدول بشعوبها على أداء تلك الشعوب وانقيادها نحو الالتزام بالتعليمات والتوجيهات التي تبنتها دول العالم للوقاية من انتشار هذا الوباء، ولعل السؤال المهم هناك يقول: كيف سيؤثر هذا الاهتمام المحلي للدول على بناء الصورة النهائية للعالم بعد كورونا؟
كما يشير الخبراء في جميع المجالات إلى أن الحياة التعاونية على مستوى الدول تشكل متطلبا رئيسيا في هذه المرحلة، وهذا ما يشغل العالم؛ فطبيعة هذا الوباء أوجدت حساسية عالية بين الدول من حيث رغبتها في عزل حدودها الجغرافية وبيئتها المجتمعية منعا لانتقال العدوى وهذا السلوك من المؤكد أنه سوف ينعكس على الأداء السياسي والاقتصادي الدولي.
فترة التوقف التي سوف يشهدها العالم أثناء هذا الوباء ستخلق تحولات في موازين القوى في المرحلة المقبلة، وهذا ما يجعل العالم ينتظر الكثير من المبادرات الدولية لتصحيح الأوضاع، خصوصا أن التنبؤات تتوقع وبشكل كبير أن القرن الحادي والعشرين قد يكون قرن الأوبئة والأمراض، ولذلك فعلى الدول أن تنزع إلى قراءة الواقع الدولي والتصرف وفق تلك التوقعات.
هنا لا بد من الإشارة إلى أن الاعتقادات حول تأثيرات كورونا وأنه لا يوجد شيء صحيح منها خصوصا في أثرها السياسي والاقتصادي بخلاف الأثر الصحي، قد تؤدي في النهاية إلى أن يكون تهديدا مباشرا لمستقبل البشرية، تأثيرات كورونا ستحدث ولن يكون مرحلة عابرة تعود بعدها الحياة بشقيها السياسي والاقتصادي بشكل خاص كما كانت، العالم كله سينطلق في مسار جديد تتقدم فيه النزعة الثقافية للشعوب أكثر من أي نزعة أخرى، هكذا تبدو التصورات؛ فقيمة الإنسان على المستوى الدولي سوف تشهد خطوات كثيرة خصوصا في المجال السياسي وتوازن القوى.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة