بالصور.. آلاف الطلاب في مظاهرات بعدة مدن لمواجهة تغير المناخ
10 آلاف متظاهر شاركوا بالمسيرات في برلين، فيما جمعت المظاهرات 8 آلاف شخص في ميونيخ، و5 آلاف في بريمن أو فرانكفورت.
خرج عشرات آلاف من الطلاب حول العالم، الجمعة، في مظاهرات جابت شوارع مدن عدة في يوم احتجاج عارم رفضاً للتلكؤ الرسمي في مكافحة التغير المناخي.
وانطلق هذا اليوم الطويل من العاصمة النيوزيلندية، ويلينجتون، إذ تجمع مئات الطلاب رافعين شعارات بينها "إما التحرك الآن أو السباحة".
وفي كرايست تشيرش نفّذ شباب مسيرة في الإطار عينه في المدينة، التي شهدت في وقت سابق الجمعة، مجزرة دامية استهدفت المصلين في مسجدين وأوقعت ما يقرب من 50 قتيلا، ما أرغم الشرطة على تطويق وسط المدينة.
وكتبت السويدية جريتا تونبرج، 16 عاما، والتي استحالت رمزا للاحتجاجات الشبابية ضد التقصير الرسمي في أزمة المناخ، في تغريدة عبر "تويتر": "123 بلدا!".
وجاء في نص الدعوة لهذه المظاهرات عبر "فيسبوك": "ننفذ إضراباً لنطالب حكومتنا بالقيام بواجباتها وتقديم أدلة على الجهود لحصر الاحتباس المناخي بدرجتين مئويتين مقارنة مع معدلات ما قبل الثورة الصناعية عملاً باتفاق باريس".
وكان الطلاب على موعد مع هذه التعبئة في أكثر من 2000 موقع حول العالم، وفق موقع الحركة "فرايدايز فور فيوتشر"، فيما تصدرت إيطاليا وفرنسا وألمانيا واجهة المشهد.
وفي سيدني وبانكوك وهونج كونج، شارك آلاف الشباب في المظاهرات، فيما بلغ عدد المتظاهرين في نيودلهي مئتين، وهتف المشاركون: "إذا لم تتصرفوا كأشخاص بالغين، نحن سنفعل ذلك".
ونشرت جريتا تونبرج عبر "تويتر"، الجمعة، صورا لجموع متظاهرين في اليابان وهلسنكي والبندقية ولوكسمبورج وفانواتو.
وفي العاصمة البولندية، وارسو، وصلت المسيرة الاحتجاجية إلى وزارة الطاقة بمشاركة حوالي 2000 شاب، أما في العاصمة السلوفاكية، براتيسلافا، فقد ناهز عدد المتظاهرين الـ1000.
وفي ألمانيا، شارك 10 آلاف متظاهر بالمسيرات في برلين، فيما جمعت المظاهرات 8 آلاف شخص في ميونيخ، و5 آلاف في بريمن أو فرانكفورت.
وتحدثت حركة "كامباكت" عن مشاركة 300 ألف شاب في مظاهرات في 200 موقع في البلاد، في أكبر مظاهرة مناخية في تاريخ ألمانيا، لكن يصعب التثبت من صحة هذه الحصيلة.
وفي لندن، تجمع الآلاف أمام قصر باكينجهام بعد محطة قصيرة في شارع داوننج ستريت حيث مقر رئاسة الوزراء.
وفي باريس، سار ما بين 29 ألف متظاهر و40 ألفا، من طلاب جامعيين وحتى أطفال أتوا مع أهاليهم، في مظاهرات سادتها أجواء من الهدوء، وأشار المنظمون إلى مشاركة 168 ألف شخص في المظاهرات المناخية في فرنسا.
وفي بلجيكا، أحصت الشرطة 30 ألف متظاهر في العاصمة، بروكسل، فيما شهدت مدن أخرى تجمعات بينها لييج ومونس ونامور، أحيانا بمشاركة حوالي 1000 شخص.
وفي سويسرا، شارك حوالي 30 ألف شخص في المظاهرات في 5 مدن، وفق وكالة الأنباء السويسرية، وفي إيطاليا، شارك الآلاف في مسيرات جابت شوارع مدن عدة في البلاد، بتأييد من مسؤولين سياسيين كثيرين، أما في العاصمة الإسبانية، مدريد، فقد جاب حوالي 4500 شخص شوارع المدينة بحسب تقديرات الشرطة، حاملين شعارات بينها "نحن لا نبحث عن مذنبين بل عن مسؤولين"، وفي نيويورك، فقد تمدد حوالي 50 شاباً أمام مقر الأمم المتحدة على شكل أموات للمطالبة بالإسراع في جهود مكافحة التغير المناخي.
وقالت ألكسندريا فيلاسينور وهي فتاة في الـ13 من العمر استحالت أحد رموز هذه الحركة في الولايات المتحدة: "اليوم يعلن الشباب الأمريكي نهاية عصر التشكيك بالتغير المناخي، نطالب القادة بالتحرك سريعاً".
وشملت المظاهرات أيضا القارة السمراء إذ شهدت شوارع العاصمة الأوغندية، كمبالا، مسيرات في إطار هذه التعبئة الشبابية العالمية من أجل المناخ.
وقالت منسقة حركة "فرايدايز فور فيوتشر" في أوغندا، سادراش ميريري: "قادة اليوم سيشيخون ويموتون ويتركون خلفهم عالماً ينهار".
وذاع صيت جريتا تونبرج من خلال رفعها وحيدة بصورة أسبوعية يوم الجمعة لافتة عليها عبارة "إضراب مدرسي من أجل المناخ" أمام برلمان ستوكهولم، ولم تتأخر هذه المبادرة في التوسع لتطاول بلداناً عدة إذ بات آلاف الشباب ينزلون إلى الشوارع أسبوعياً للقضية عينها خصوصاً في بلجيكا وألمانيا.
وعادت جريتا التي طُرح اسمها للفوز بجائزة نوبل للسلام هذا العام، صباح الجمعة للوقوف أمام البرلمان السويدي بصحبة مئات المتظاهرين الشباب، وقالت "نحن حديثو العهد في هذا العالم، سيتعين علينا العيش مع هذه الأزمة، نحن وأطفالنا وأحفادنا والأجيال المقبلة. لن نقبل ذلك".
ولم ترق المبادرة لبعض الساسة من بينهم وزير الاقتصاد الألماني، بيتر التماير، الذي انتقد توقيت التحركات خلال الدراسة، لكن بحسب استطلاع للرأي أجراه معهد "بوليتباروميتر"، تحظى هذه التحركات بتأييد 67% من الألمان.
وحظي المضربون بدعم من شخصيات نافذة، بينهم رئيسة وزراء نيوزيلندا جاسيندا أردرن التي قالت للطلاب هذا الأسبوع في البرلمان: "لا تستخفوا بقوة صوتكم"، كما أعلن رؤساء بلديات مجموعة "سي 40" التي تضم 40 مدينة كبيرة في العالم منها باريس وميلانو، دعمهم لهذه التعبئة الشبابية.
وتندرج هذه التعبئة الشبابية في إطار حركة مناخية أوسع مع خطوات عصيان مدني أو دعاوى قضائية كتلك التي قدمتها 4 منظمات غير حكومية، الخميس، في باريس ضد الدولة الفرنسية بدعم من أكثر من مليوني توقيع على عريضة، رفضاً "للتلكؤ" في مواجهة التحديات المناخية.