دراسة عالمية تكشف البصمة الجينية لتدخين الحشيش

تمكن باحثون من جامعة كاليفورنيا من تحديد مناطق في الجينوم ترتبط باستخدام الحشيش، كاشفين عن علاقات جديدة بين الجينات والصحة النفسية.
الدراسة غير المسبوقة، والتي نُشرت في مجلة " مولكيولار سايكياتري" ، تُعد الأكبر من نوعها حتى الآن، حيث اعتمدت على تحليل بيانات جينية لأكثر من 131 ألف شخص من المشاركين في أبحاث شركة الأبحاث االجينية " 23andMe"، والذين أجابوا على أسئلة حول ما إذا كانوا قد استخدموا الحشيش في حياتهم ومدى تكرار استخدامه.
وقالت الدكتورة ساندرا سانشيز-رويج، أستاذة الطب النفسي بجامعة كاليفورنيا والمشرفة على الدراسة: "الحشيش يُستخدم على نطاق واسع، لكن تأثيراته طويلة الأمد على الصحة لا تزال غير مفهومة بشكل كافٍ. فهم الجينات المرتبطة بالاستخدام قد يساعد في الكشف المبكر عن الأشخاص الأكثر عرضة للإدمان ووضع استراتيجيات للوقاية والعلاج."
كشفت النتائج عن جينين رئيسيين يرتبطان باستخدام الحشيش مدى الحياة، وهما:
-" CADM2": جين يشارك في التواصل بين الخلايا العصبية، وقد ارتبط سابقًا بصفات مثل الاندفاعية والسمنة وحتى انتشار السرطان.
-" GRM3": جين مرتبط بالاتصال العصبي والمرونة الدماغية طويلة الأمد، سبق ربطه باضطرابات نفسية مثل الفصام والاضطراب ثنائي القطب.
كما حدد الباحثون أكثر من 40 جينا إضافيا ترتبط باستخدام الحشيش، منها 29 جينا لم تكن معروفة سابقا بعلاقتها بهذه السلوكيات.
ومن خلال تحليل قواعد بيانات ضخمة من المعاهد الوطنية للصحة الأمريكية وجامعة فاندربيلت، تبين أن الاستخدام الوراثي المسبق للحشيش يرتبط بأكثر من 100 سمة صحية، منها اضطرابات نفسية (مثل القلق والاكتئاب وفرط النشاط)، وصفات إدراكية (مثل الميل للمخاطرة وضعف الوظائف التنفيذية)، وأمراض جسدية (مثل السكري وأمراض الشرايين والألم المزمن).
كما رُصدت ارتباطات وراثية بزيادة خطر التدخين والإصابة بأمراض معدية مثل فيروس نقص المناعة البشرية والتهاب الكبد، إضافة إلى بعض الأمراض المناعية الذاتية.
وأوضح الباحثون أن هذه النتائج تمثل خطوة أولى لفهم كيفية تفاعل العوامل الجينية مع السلوكيات التي تسبق الإدمان، وهو ما قد يمهد الطريق لتطوير أدوية وقائية أو علاجات جينية مستقبلية لمواجهة اضطراب استخدام الحشيش، وهو اضطراب لا تتوفر له حتى الآن أي أدوية معتمدة من إدارة الغذاء والدواء الأمريكية.
ويقول البروفيسور أبراهام بالمر، المشارك في الدراسة: "الجينات تتحكم في سلوكياتنا تجاه المخدرات منذ اللحظة الأولى لتجربتها وحتى احتمالية الإدمان، وهذه النتائج تفتح نافذة جديدة لفهم الصلة بين الدماغ والسلوك عبر البصمة الوراثية".