دراسة تربط استخدام الحشيش بين المراهقين بزيادة أعراض الذهان
اكتشف باحثون في جامعة واشنطن في سانت لويس رؤى جديدة حول العلاقة بين استخدام المراهقين للحشيش والذهان، وهو حالة نفسية تتميز بفقدان الاتصال بالواقع، مما يؤدي إلى تغييرات في التفكير، والشعور، والسلوك.
وتشير نتائجهم إلى أن المراهقين الذين يستخدمون القنب يعانون من المزيد من الأعراض المرتبطة بالذهان، بالإضافة إلى زيادة الضيق النفسي الناتج عن هذه الأعراض، وهذا يشير إلى أن هناك احتمالية لوجود ارتباط بين الضعف المشترك والتداوي الذاتي في تفسير العلاقة بين استخدام الحشيش وزيادة خطر الإصابة بالذهان.
ويعد الحشيش أكثر المواد غير المشروعة استخدما بين المراهقين، حيث ارتفعت معدلات استخدامه تقريبا بنسبة الضعف في العقدين الماضيين.
ووفقا للدراسة، تم ربط استخدام الحشيش بين المراهقين بزيادة خطر الإصابة بالذهان بمعدل يتراوح بين مرتين إلى أربع مرات مقارنةً بالذين لم يستخدموه، كما تم ربط بداية استخدام الحشيش في سن المراهقة بظهور اضطرابات ذهانية في وقت مبكر، وزيادة حدة الأعراض، وزيادة احتمال تكرار الأعراض.
على الرغم من هذا القلق المتزايد، فإن إدراك المراهقين لمخاطر استخدام الحشيش قد تراجع، فقد انخفض عدد المراهقين الذين يعتبرون الاستخدام الأسبوعي للحشيش أمرا ضارا من 36.3% إلى 25% في العقدين الماضيين.
ولا يزال الجدل مستمرا بشأن طبيعة العلاقة بين استخدام الحشيش في سن المراهقة وزيادة خطر الذهان، حيث تتمحور الفرضيات حول 3 تفسيرات رئيسية: فرضية المخاطر المساهمة، فرضية الضعف المشترك، وفرضية التداوي الذاتي.
وتفترض فرضية المخاطر المساهمة أن الحشيش يتسبب في ظهور الذهان وتطوره من خلال تعطيل العمليات العصبية التنموية خلال فترة المراهقة، بينما تشير فرضية الضعف المشترك إلى أن العوامل الوراثية أو البيئية تجعل الأفراد عرضة لكل من استخدام الحشيش والذهان، مما يجعل المخاطر المرتبطة بهما مترابطة. أما فرضية التداوي الذاتي فتقترح أن المراهقين قد يلجأون إلى استخدام القنب كوسيلة للتعامل مع الأعراض المزعجة للحشيش.
وفي الدراسة الجديدة التي نشرتها دورية "جاما سيكتري"، قام الباحثون بتحليل بيانات من دراسة التنمية المعرفية للدماغ المراهق (ABCD)، حيث تم تتبع 11,868 مراهقًا تتراوح أعمارهم بين 9 و10 سنوات على مدار أربع سنوات، وتمت دراسة تطور أعراض الذهان قبل وبعد بدء استخدام الحشيش.
وأظهرت النتائج أن استخدام القنب لم يؤدِ بشكل ثابت إلى زيادة أعراض الذهان، مما لم يقدم دعمًا كبيرا لفرضية المخاطر المساهمة.
ومع ذلك، أفاد المراهقون الذين استخدموا الحشيش بتعرضهم لمزيد من أعراض الذهان والضيق النفسي مقارنة بالذين لم يستخدموا الحشيش، مما يدعم فرضية الضعف المشترك، بالإضافة إلى ذلك، تم ملاحظة زيادة في أعراض الذهان والضيق النفسي قبل بدء استخدام الحشيش، مما يتماشى مع فرضية التداوي الذاتي.
وتسلط هذه النتائج الضوء على العلاقة المعقدة بين استخدام القنب والذهان بين المراهقين، حيث تظهر فرضيتي الضعف المشترك والتداوي الذاتي كأكثر التفسيرات منطقية للعلاقة الملحوظة.
aXA6IDMuMjIuMjQ5LjIyOSA= جزيرة ام اند امز