بريطانية تفوز بجائزة "أفضل معلم في العالم" ومليون دولار
الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم يسلم البريطانية أندريا زافيراكو جائزة أفضل معلم في العالم، وقد تعلمت أساسيات 35 لغة كي تتواصل مع طلابها.
فازت البريطانية أندريا زافيراكو بجائزة أفضل معلم في العالم، الأحد، خلال المنتدى العالمي للتعليم والمهارات في دبي.
- 10 مرشحين للفوز بجائزة "أفضل معلم في العالم" ومليون دولار
- أفضل معلمة بالعالم: "منتدى دبي للتعليم" يستشرف المستقبل
وقام الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، بتسليم جائزة فاركي البالغة قيمتها مليون دولار للمعلمة البريطانية.
وكتب الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم على حسابه الخاص بموقع تويتر: "سعدت اليوم بتكريم أفضل معلم في العالم بجائزة فاركي، التي تبلغ مليون دولار.. مبروك للمعلمة أندريا زاف فوزها بلقب أفضل معلمة في أعظم مهنة.. كل معلم هو نجم؛ نجم في سماء مجتمعنا، ونجم تهتدي به الأجيال، ونجم يعم خيره الجميع".
وفازت أندريا زافيراكو، معلمة الفنون والمنسوجات في مدرسة ألبرتون كوميونيتي، برنت، لندن، بلقب الدورة الرابعة من جائزة "أفضل معلم في العالم 2018"، المبادرة التي أطلقتها "مؤسسة فاركي".
وقدّم حفل الجائزة المرموق الممثل الكوميدي تريفور نواه، وتضمن عرضاً موسيقياً خاصاً قدمته جينيفر هودسون، الممثلة والمغنية الحائزة على جائزتي "الأوسكار" و"جرامي". وبهذه المناسبة المتميزة، اجتمع أكثر من 4000 طفل للإعلان عن الفائز بنسخة هذا العام في رسالة خاصة عبر الفيديو، وحقق نحو 2000 منهم رقماً قياسياً عالمياً بتشكيل أكبر وسم بشري في العالم.
وشارك في هذا الحدث الفريد سائق سباقات الفورمولا وان لويس هاميلتون، إذ قاد سيارته من طراز"مرسيدس بنز جي تي سي" في شوارع دبي، برفقة ثلاث سيارات تابعة لشرطة دبي من طرازات "فيراري" و"مرسيدس إس إل إيه إم جي" و|أودي آر 8"، ليصل في الوقت المناسب حاملاً كأس الجائزة ليقدمه للفائزة بلقب أفضل معلم في العالم على خشبة المسرح.
وفي رسالة فيديو خاصة، هنأت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، الفائزة قائلة: "لتكون معلماً عظيماً، ينبغي أن تتحلى بالمرونة والبراعة والقلب الطيب والمعطاء. فهذه هي الصفات التي تشاركها مع طلابك كل يوم. ولذلك، أشكركم جميعاً على الجهود التي بذلتموها وتواصلون بذلها يومياً في هذه المهنة النبيلة".
وأضافت ماي: "أغتنم هذه الفرصة لأتوجه بجزيل الشكر والتقدير إلى صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم لدعمه الكبير لمهنة التعليم ورعايته لهذه الجائزة المرموقة".
وفي نسختها الرابعة هذا العام، أصبحت جائزة "أفضل معلّم في العالم" التي تقدمها "مؤسسة فاركي" بقيمتها البالغة مليون دولار أمريكي، معروفة كأكبر جائزة من نوعها في العالم؛ وتمنح لواحد من المعلمين الاستثنائيين الذي قدموا مساهمات جليلة لمهنة التعليم. وفي الوقت نفسه، تسلط الجائزة الضوء على الدور الكبير الذي يلعبه المعلمون في تقدم المجتمع.
وتدرّس أندريا زافيراكو في مدرسة ألبرتون كوميونيتي الثانوية في مدينة برنت، أحد أكثر الأماكن تنوعاً عرقياً في المملكة المتحدة، إذ يتحدث طلاب مدارسها نحو 130 لغة. وينحدر تلاميذ المدرسة من بعض أفقر العائلات في بريطانيا، ويتقاسم الكثيرون بيتاً واحداً مع 5 عائلات أخرى، بينما يتعرض آخرون لعنف العصابات في منطقة لندن التي تسجل ثالث أعلى معدلات الجريمة في المملكة المتحدة. ويصل الأطفال إلى المدرسة بمهارات محدودة ويشعرون بالفعل بالعزلة عن الموظفين وعن بعضهم، مما يجعل التعامل معهم أكثر صعوبة وأكثر إلحاحاً.
وقد باشرت أندريا العمل كمعلمة للفن والمنسوجات، وكعضو في فريق القيادة العليا للمدرسة، ومكلفة بكسب ثقة الطلاب وأسرهم لتحقيق فهم أفضل لظروف الحياة المعقدة التي يعيشونها. وقد عمدت إلى إعادة تصميم المناهج الدراسية في جميع المواد من الصفر بعناية، وعملت إلى جانب المعلمين الآخرين كي تعم المنفعة على جميع الطلاب. وساعدت أندريا معلمة الموسيقى على إطلاق جوقة مدرسة صومالية، ووضعت جداول زمنية بديلة للسماح بالرياضة المخصصة للفتيات فقط؛ تجنباً للإساءة لبعض المجتمعات المحافظة، وهو ما ساهم في فوز فريق الكريكيت للفتيات بكأس ماكنزي.
تعلمت أندريا أساسيات 35 لغة يتحدث بها عدد من طلابها في المدرسة، بما في ذلك الغوجراتية والهندية والبنجابية والنيجيرية والغانية، وتمكنت من التواصل مع الطلاب الذين كانوا مهمشين سابقاً لكسب ثقتهم، وتحديداً عبر التحدث وكسب ثقة الآباء الذين لا يتحدث كثير منهم الإنجليزية.
لقد مضت أندريا عكس التيار السائد، إذ خصصت وقتاً لفهم طبيعة حياة طلابها خارج المدرسة من خلال زيارة منازلهم وركوبها معهم في الحافلة والوقوف على بوابات المدرسة مع ضباط الشرطة للترحيب بالطلاب عند وصولهم إلى المدرسة بداية كل يوم.
وبفضل جهودها، أصبحت مدرسة ألبرتون من بين أعلى 1 إلى 5% من أفضل مدارس المملكة المتحدة من حيث المؤهلات والاعتمادات، مما يمثل إنجازاً هائلاً بالنظر إلى مدى انخفاض نتائج الطلاب ومدى سرعة تقدمهم خلال السنوات الخمس إلى السبع في المدرس،ة وهي نقطة أقرها فريق التفتيش الوطني.
إن تصميم أندريا على تجاوز المناهج الدراسية التقليدية ساهم بمنح مدرسة ألبرتون لقب "العلامة البلاتينية للتنمية المهنية" من معهد التعليم، وهي جائزة فازت بها أقل من 10 مدارس بريطانية على مر التاريخ.