مليشيا موالية لإيران تجوب شوارع بغداد.. استعراض و"إهانة"
في وقت تستعد بغداد لاستئناف الحوار الاستراتيجي مع واشنطن في أبريل المقبل، تظهر حركة مليشياوية باستعراض مسلح.
استعراض القوة من جانب المليشيا جاء بحمل الأسلحة على عجلات مدنية رباعية الدفع، حمل فيها بعض العناصر صورا "مهينة"،" لرئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي وقائد أمني.
وظهر أحد المسلحين معصوب الرأس والوجه بكمامة قماش سوداء كتب عليها "ربع الله"، يقرأ بياناً يعبر عن موقف المليشيا من بعض الأوضاع العامة التي تشهدها البلاد، فيما كان يحاط بمسلحين مقنعين يحمل أحدهم قاذفة "أر بي جي سفن".
وفيما كان المسلحون يعتلون منصات عجلاتهم ويمارسون شبه استعراض عسكري في مناطق وشوارع العاصمة بغداد، لم تظهر أي جهة أمنية لحظة وقوع الانتشار حتى انتهائه بشكل تام بعد نحو ساعتين.
يأتي ذلك التحرك، بعد يومين من طلب عراقي رسمي لاستئناف الحوار الاستراتيجي مع واشنطن وحصول موافقة البيت الأبيض على استكماله في شهر أبريل/نيسان المقبل.
وعرفت مليشيا "ربع الله"، العام الماضي، بعد هجوم شنته على مقر قناة "دجلة"، الفضائية ، نفذه مسلحون وحرقوا محتويات المبنى، تحت ذريعة "عدم احترام"، قدسية الطقوس الدينية التي تصادفت مع شهر "محرم الحرام".
وأظهرت صوراً ومقاطع فيديو، نشرتها مواقع ومنصات إعلامية قريبة من المليشيات، المسلحين وهم يجوبون مناطق شرق العاصمة بغداد التي تعرف بكثافتها السكانية ومعقل المليشيات الرئيس في العراق.
وحمل المسلحون صوراً مسيئة بحق شخص رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي وذيلت بعبارة "حان الوقت لقطع أذانك"، وأخرى كتب عليها "أيها السيء سنقطع يدك بمجرد المساس بالمقاومة".
كما هددوا كذلك وكيل الاستخبارات في وزارة الداخلية أحمد أبو رغيف، ووجهوا له السب والشتم.
وتضمن بيان "ربع الله" مجموعة من المطالب المالية والاقتصادية ومنها: "إقرار الموازنة، تراجع سعر صرف الدولار، و عدم تسليم الموازنة إلى البارزاني (في إشارة إلى حكومة كردستان العراق) دون دفع مستحقات النفط والمعابر.
وبحسب مصادر وتقارير استخبارية، تتبع مليشيا "ربع الله"، قيادات طهران في تنفيذ أجندات معينة القصد منها إرباك الوضع العام وإضعاف الدولة والدعوة إلى الفوضى.
وطبقاً لتلك المصادر، ترتبط تلك المليشيا مع فصيل مسلح أوسع وهي كتائب "حزب الله" الموالي لإيران، رغم أن الأخير نفى وجود أي علاقة. وكذلك أنها تحمل أكثر من مسميات بغرض التمويه من بينها "أبو جداحة"، وأبو "ولاعة".
وفي أول موقف حكومي بشأن تلك الأحداث، أكّد المتحدث باسم قيادة العمليات المشتركة اللواء تحسين الخفاجي، "انتهاء" المظاهر المسلحة في بغداد وانطلاق جهد أمني لتحديد أسباب انتشار المسلحين.
وقال الخفاجي في تصريح، تابعته "العين الإخبارية"، "تفاجأنا من المقاطع الموجودة بمواقع التواصل الاجتماعي، وبدأنا اتصالاتنا"، مؤكداً أنّ "المظاهر المسلحة انتهت وقيادة العمليات في بغداد قامت باللازم".
وأضاف: "بدأ الجهد الاستخباري والأمني لمعرفة الأسباب، وبدأ عمل كبير"، مشيراً إلى أنّ "الساعات القادمة ستشهد صدور تصريح أو بيان حول ما حدث".
وتابع، أنّ "قائد عمليات بغداد بدأ بمعالجة هذا الموضوع"، مشدداً على أنّ "بغداد تمثل الكل ولا تمثل جهة معينة".