أسعار الذهب في 2020.. المعدن الأصفر يتوهج ويكسر أرقامه التاريخية
استعادت أسعار عقود الذهب خلال العام الجاري 2020، كافة الخسائر التي تعرضت لها منذ عام 2012، وتمكنت من كسر مستوياتها التاريخية المسجلة.
وأدى ارتفاع حدة المخاطر الجيوسياسية والصحية عالميا، إلى تعزيز مكانة الذهب كملاذ آمن للمستثمرين الذين تخارجوا من صناديق الاستثمار الأخرى صوب الذهب والدولار الأمريكي، تفاديا للخسائر خاصة في سوق الأسهم.
وبدأت أسعار الذهب تعاملات العام الجاري عند متوسط 1514 دولارا للأونصة (الأوقية الواحدة)، وسط استمرار تحسن سعره في السوق العالمية، بعد عام شهد توترات تجارية وجيوسياسية بين الولايات المتحدة والصين.
وعلى الرغم من توصل بكين وواشنطن إلى المرحلة الأولى من الاتفاق التجاري بينهما، مطلع 2020، إلا أن أسعار المعدن الأصفر واصلت صعودها نحو أعلى مستوياتها منذ 2012، بفعل زيادة الطلب.
وتعود زيادة الطلب على المعدن الأصفر في الصين على وجه الخصوص مطلع العام الجاري، مع ظهور مخاوف جدية من تفشي فيروس كورونا على نطاق واسع، وهو ما حصل فعلا في يناير/كانون الثاني، قبل أن يعتمد عالميا منذ نهاية فبراير/ شباط الماضي.
وتحول الذهب إلى أبرز ملاذ فوري بالنسبة للمستثمرين حول العالم منذ نهاية فبراير/شباط الماضي، مع إعلان العديد من الاقتصادات حول العالم عن غلق مرافقها كافة وتعليق حركة التنقل البري والجوي، للوقاية من الوباء الآخذ بالتوسع.
وصعد سعر الأونصة الواحدة نهاية فبراير/شباط الماضي إلى 1630 دولارا، قبل أن تتراجع إلى أقل من 1430 دولارا حتى 20 مارس/ آذار الماضي، بسبب صدمة غلق الاقتصادات وتراجع الطلب على الذهب سواء للصناعة أو كملاذ آمن.
لكن سرعان ما سجلت عقود المعدن الأصفر قفزات صاعدة منذ نهاية مارس/آذار الماضي إلى 1700 دولار بنهاية أبريل/ نيسان الماضي، مع زيادة الطلب على حساب تخارج من الأسهم والسندات التي سجلت خسارات كبيرة بسبب الفيروس.
وفي يوليو/ تموز الماضي، وصل سعر أوقية الذهب إلى أعلى مستوى تاريخي كان مسجلا في عام 2012، عند 1917 دولارا، لكن الأسعار لم تكتف بهذا المبلغ وعززت قيمتها مع غياب أية مؤشرات على عودة الاقتصاد العالمي للتعافي.
وفي أغسطس/ آب الماضي، سجلت الأسعار مستويات قياسية جديدة إلى متوسط 2065 دولارا للأونصة الواحدة، وسط تدفق الاستثمارات على الصناديق المقومة بالذهب، بالتزامن مع تراجع أسواق الأسهم وتراجع أسعار العملات الأجنبية.
لكن الأسعار بدأت بالتراجع لاحقا، مع عودة المستثمرين إلى المخاطرة واستغلال أسعار الأسهم الرخيصة لغرض الشراء والاستثمار، تبعه دفعة إضافية اعتبارا من نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي.
تلك الدفعة، كانت عبارة عن إعلان شركات أدوية عالمية مثل فايزر وبيونتيك عن توصلهما إلى لقاح للقضاء على فيروس كورونا، ما دفع المستثمرين للتخارج من الملاذات الآمنة إلى استثمارات أكثر مخاطرة وأعلى جدوى وتحقيقا للأرباح.
وخلال الشهر الجاري، يبلغ متوسط سعر أونصة الذهب 1820 دولارا، نزولا من المستويات التاريخية المسجلة في أغسطس/ آب الماضي، وسط توقعات بهبوط أسعاره، مع إعلان توزيع لقاحات ضد الفيروس اعتبارا من نهاية الشهر الجاري.
aXA6IDE4LjExOS4xMjQuNTIg جزيرة ام اند امز