توقعات سعر الذهب في مصر 2026.. خبراء يرسمون سيناريوهات صادمة
شهدت أسعار الذهب في مصر أداء استثنائيا خلال عام 2025، حيث حققت مكاسب إجمالية قدرت بنحو 2335 جنيها للغرام، وبنسبة نمو تزيد عن 62% منذ بداية العام حتى الآن.
غرام الذهب عيار 21 الذي بدأ 2025 عند 3700 جنيه، وصل إلى مستوى 6000 جنيه، في حين سجلت الأوقية عالميًا ارتفاعًا بنحو 1900 دولار، بما يعادل زيادة نسبتها 71%، ليحقق الذهب بذلك أفضل أداء سنوي له منذ عام 1979.
ويرجع الصعود القوي إلى مجموعة من العوامل العالمية، في مقدمتها الارتفاع الكبير في مشتريات البنوك المركزية، ضمن توجه استراتيجي لتقليص الاعتماد على الدولار الأمريكي، إلى جانب تصاعد معدلات التضخم عالميًا، واتجاه البنوك المركزية الكبرى نحو خفض أسعار الفائدة، ما عزز من جاذبية الذهب كملاذ آمن وأداة تحوط.
الذهب يسجل مستويات تاريخية
سجل الذهب مستويات تاريخية غير مسبوقة خلال الأيام الأخيرة من 2025، مدفوعًا باستمرار الطلب القوي على المعادن النفيسة، وتزايد التوقعات بتخفيف مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي السياسة النقدية خلال عام 2026.
كما ساهم ضعف الدولار الأمريكي في تقليص تكلفة الفرصة البديلة للاحتفاظ بالذهب، في الوقت الذي حافظت فيه التوترات الجيوسياسية العالمية على قوة الطلب، لا سيما في ظل استمرار الصراعات الإقليمية وعدم وضوح المسارات السياسية لبعض الأزمات الدولية.
وأدت انخفاضات أحجام التداول خلال عطلات نهاية العام، خاصة في أسواق آسيا والمحيط الهادئ، إلى تضخيم حدة التقلبات السعرية، ما ساهم في تسارع وتيرة الصعود خلال فترات زمنية قصيرة.

دور البنوك المركزية وصناديق المؤشرات
واصلت مشتريات البنوك المركزية لعب دور محوري في دعم أسعار الذهب، في ظل اتجاه متزايد نحو تنويع الاحتياطيات بعيدًا عن الدولار. كما شهدت صناديق المؤشرات المتداولة المدعومة بالذهب عودة ملحوظة في تدفقات الاستثمارات، مع سعي المستثمرين للتحوط من تقلبات أسواق الأسهم والمخاطر الاقتصادية.
ويستفيد الذهب تقليديًا من تراجع العوائد الحقيقية وضعف الدولار الأمريكي، حيث ساهمت التخفيضات الأخيرة في أسعار الفائدة من جانب الاحتياطي الفيدرالي، إلى جانب الإشارات المستقبلية الداعمة لمزيد من التيسير النقدي، في خفض تكلفة الاحتفاظ بالذهب كأصل غير مدر للعائد، وهو ما دعم استمرار المكاسب خلال موسم الأعياد.
الذهب أفضل رهان في 2026
يرى بنك غولدمان ساكس أن الذهب يمثل أفضل رهان استثماري في مجمع السلع خلال عام 2026، مع توقعات بإمكانية تجاوز الأسعار مستوى 4900 دولار للأوقية، خاصة في حال توسع اتجاه تنويع المحافظ الاستثمارية ليشمل المستثمرين الأفراد إلى جانب البنوك المركزية.
وأوضح البنك، أن الطلب القوي من البنوك المركزية سيظل المحرك الرئيسي لارتفاع الذهب، متوقعًا استمرار عمليات الشراء بمتوسط 70 طنًا شهريًا خلال عام 2026، مدعومة بتصاعد المخاطر الجيوسياسية، ورغبة الدول، خاصة في الأسواق الناشئة، في تقليل الاعتماد على الدولار الأمريكي.
وأشار إلى أن خفض أسعار الفائدة الأمريكية بنحو 50 نقطة أساس، إلى جانب ضعف الدولار وتراجع العوائد الحقيقية، يعزز جاذبية الذهب كأداة تحوط في ظل تصاعد المنافسة الجيوسياسية والتكنولوجية بين الولايات المتحدة والصين.

توقعات سعر الذهب عالميًا في 2026
بحسب تقديرات غولدمان ساكس، قد يشهد الذهب تراجعًا مؤقتًا خلال الربع الأول من عام 2026 إلى مستويات قريبة من 4200 دولار للأوقية، في إطار تصحيح فني طبيعي، قبل أن يستأنف مساره الصاعد خلال بقية العام.
ومن المتوقع أن يسجل الذهب قممًا تاريخية جديدة مع تزايد الطلب الاستثماري، ليصل إلى مستوى 4900 دولار للأوقية بنهاية عام 2026، مع احتمالات بتجاوز هذا المستوى في حال تفاقم التوترات العالمية أو تسارع وتيرة خفض أسعار الفائدة.
الدولار الأمريكي بين سيناريوهات متباينة
على صعيد الاقتصاد الكلي، من المتوقع أن يسهم قطاع الذكاء الاصطناعي في تعزيز الإنتاجية ودعم النشاط الاقتصادي، بما قد يجنب الاقتصاد الأمريكي الدخول في ركود خلال عام 2026، إلا أن المخاوف المرتبطة بالعجز المالي، واستقلالية الاحتياطي الفيدرالي، وتراجع الاعتماد العالمي على الدولار، مرشحة لإضعاف العملة الأمريكية.
ويرى خبراء في بنك ويلز فارجو، أن الاقتصاد الأمريكي سيظل محركًا للنمو العالمي، ما قد يدعم الدولار نسبيًا ويقوده لتحقيق ارتفاع طفيف بنهاية العام، مع توقع تداول مؤشر الدولار بين 98 و102 نقطة.
في المقابل، يتوقع عدد من الاقتصاديين أن ينهي مؤشر الدولار عام 2026 بانخفاض يقارب 9%، دون مستوى 100 نقطة، خاصة بعد خفض الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة بنحو 75 نقطة أساس في النصف الثاني من عام 2025، مع ترجيحات الأسواق بتنفيذ ثلاثة تخفيضات إضافية خلال عام 2026.
وفي ظل هذه الظروف، يرجح أن يواصل الاحتياطي الفيدرالي سياسة التيسير النقدي، ما قد يبقي الضغوط التضخمية مرتفعة ويؤدي إلى تراجع العوائد الحقيقية، بما يعزز جاذبية الذهب كأصل نقدي وتحوطي. وتتزايد التوقعات بأن استمرار التنويع العالمي بعيدًا عن الدولار سيؤدي إلى تراجع مكانته كعملة احتياط عالمية، وهو اتجاه استفاد منه الذهب منذ عام 2022.
ومنذ ذلك الحين، واصلت البنوك المركزية شراء نحو 1000 طن من الذهب سنويًا، وفق بيانات مركز الذهب العالمي، مع توقعات بتباطؤ طفيف خلال عام 2025 لتتراوح المشتريات بين 750 و900 طن، على أن تحافظ على مستويات قريبة من ذلك خلال عام 2026.
توقعات بوصول الذهب إلى 5000 دولار للأوقية
توقع خبراء اقتصاديون، أن يشهد عام 2026 ارتفاعات قوية في أسعار الذهب قد تتجاوز 5000 دولار للأوقية، مدفوعة بالتوترات الجيوسياسية العالمية، واستمرار الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي في خفض أسعار الفائدة.
وكشف استطلاع لبنك غولدمان ساكس أن غالبية المستثمرين المؤسسيين يتوقعون استمرار صعود الذهب، مع احتمال وصوله إلى مستوى قياسي عند 5000 دولار للأوقية بنهاية 2026. كما توقع بنك جي بي مورغان تجاوز هذا المستوى خلال الربع الرابع من العام نفسه.
تأثير سعر الصرف على أسعار الذهب في مصر
قال الخبير الاقتصادي، أحمد معطي، أن أسعار الذهب في مصر تعتمد على عاملين رئيسيين، هما سعر الذهب عالميًا وسعر صرف الدولار مقابل الجنيه، لافتًا إلى أن النصف الثاني من 2025 شهد تحسنًا حقيقيًا في قيمة الجنيه المصري، مدفوعًا بعوامل اقتصادية حقيقية وليس بتدخل مباشر.
وأضاف معطي لـ"العين الإخبارية"، أن الدولة تشهد طفرة في قطاع السياحة، وارتفاع تحويلات المصريين بالخارج، وتعافي قناة السويس تدريجيًا، إضافة إلى تحسن الصادرات الزراعية والصناعية والهندسية، ما يعزز موارد الدولة الدولارية.
وبناء على ذلك، توقع معطي أن يتحرك الدولار في نطاق عرضي خلال الربع الأول من 2026، مع تغيرات لا تتجاوز 5% صعودًا أو هبوطًا، وأن يتراجع إلى نحو 45 جنيهًا خلال العام، مقارنة بمستويات تدور حاليًا حول 47.5 جنيه.
ومع ذلك، ذكر الخبير الاقتصادي أن فرص ارتفاع الذهب خلال عام 2026 تظل أكبر من فرص تراجعه، خاصة في ظل احتمالات اندلاع توترات جيوسياسية جديدة أو استمرار خفض أسعار الفائدة عالميًا، ما قد يدفع الذهب إلى تحقيق قفزات سعرية سريعة.
ورجح أن يسجل الذهب مستويات قياسية قد تتجاوز 5000 دولار للأوقية خلال عام 2026، مدعومًا بسياسة التيسير النقدي الأمريكية، واستمرار الأزمات الجيوسياسية، ومشتريات البنوك المركزية المكثفة.
الذهب في مصر على موعد مع مستويات قياسية جديدة
قال خبير المشغولات الذهبية، أمير رزق، إنه لا يمكن توقع أسعار الذهب في مصر بمعزل عن الأوضاع العالمية. التي تعد المحرك الرئيسي لجاذبية المعدن الأصفر، كونه يعد ملاذا أمنا.
وأضاف رزق لـ"العين الإخبارية"، إن مشتريات البنوك المركزية من الذهب، وعلى رأسها المركزي الصيني، تعزز فرص صعود الذهب، بالإضافة إلى توقعات خفض الفائدة الأمريكية، وضعف الدولار الأمريكي، والتوترات الجيوسياسية.
وأكد أن مجمل المعطيات تشير إلى أن عام 2026 قد يشهد استمرار الاتجاه الصاعد للذهب عالميًا، مدعومًا بعوامل نقدية وجيوسياسية وهيكلية، مع احتمالات قوية لتسجيل مستويات تاريخية جديدة.
وأشار إلى أنه بالرغم من تحسن وضع الجنيه المصري، إلا أن ذلك لن يطغى على الارتفاعات العالمية للمعدن النفيس، متوقعا أن يكسر حاجز 7 آلاف جنيه خلال النصف الأول من 2026.
