أسعار الذهب تقفز 37% وتحطم أرقامها القياسية 20 مرة في 2025.. ما التوقعات؟
حصان الاستثمار الرابح

قفزت أسعار الذهب بأكثر من 37% منذ بداية العام الجاري، فيما حطمت أرقامها القياسية أكثر من 20 مرة خلال تلك الفترة، ليصبح المعدن الثمين حصانًا استثماريًا رابحًا وليس مجرد ملاذ آمن.
ففي ختام تعاملات الجمعة الماضي، قفز السعر الفوري للذهب إلى 3,586.81 دولار للأوقية، فيما زاد سعر الذهب في العقود الآجلة إلى 3,653.30 دولار، بينما سجل سعر الذهب للسبائك فوق 3600 دولار، محققًا تاريخًا جديدًا للمعدن الأصفر في عام القمم القياسية.
وارتفاع أسعار الذهب في 2025 بنسبة 37% جاء بعد أن سجل ارتفاعًا بنسبة 27% في عام 2024، وبحسب موقع "إنفستنغ" فقد حقق المعدن أكثر من 20 قمة قياسية خلال 2025.
وبالمقارنة مع مؤشر ستاندرد آند بورز 500، الذي يضم أكبر 500 شركة أمريكية، فقد زاد المؤشر بنحو 10% فقط منذ بداية العام، وهو ما يضع الذهب على رأس الأصول الاستثمارية الرابحة في العام حتى الآن.
ترامب.. كلمة سر الذهب
تشير التحليلات إلى أن النهضة غير المسبوقة لأسعار الذهب بدأت تحديدًا منذ العام الماضي مع إعلان فوز دونالد ترامب بانتخابات الرئاسة الأمريكية.
ثم دشنت أسعار الذهب موجة صعود جديدة في أبريل/ نيسان الماضي مع إعلان ترامب فرض رسوم جمركية هائلة على معظم دول العالم.
كما تلقت أسعار الذهب دفعة تصاعدية جديدة في أغسطس/ آب الماضي مع تصعيد الرئيس ترامب لهجومه على جيروم باول، رئيس مجلس الاحتياط الفيدرالي (البنك المركزي الأمريكي).
ومدفوعًا بضعف الدولار الأمريكي وانخفاض الجنيه الإسترليني والين الياباني، وعمليات شراء البنوك المركزية، وتخفيف السياسة النقدية (التوقعات بأن البنك المركزي الأمريكي سيخفض سعر الفائدة الرئيسي)، وانتشار حالة عدم اليقين الجيوسياسي والاقتصادي، صار الذهب ملاذًا آمنًا يُحتفى به في كل موعد.
وقال أدريان آش، مدير الأبحاث في BullionVault، لبي بي سي، إن ارتفاع أسعار الذهب خلال الأشهر القليلة الماضية يعود في الواقع إلى ترامب و"ما فعله بالجيوسياسة وما فعله بالتجارة العالمية".
وقال: "كانت الانتخابات الأمريكية العام الماضي هي التي أشعلت فتيل الأزمة".
ويشير المحللون أيضًا إلى المخاوف بشأن استقلالية البنك المركزي الأمريكي كعامل آخر يدفع سعر الذهب.
الهجوم على الفيدرالي
وصرح ديرين ناثان من هارجريفز لانسداون بأن "محاولات ترامب لتقويض استقلالية الاحتياطي الفيدرالي" هي التي "أدت إلى تجدد الاهتمام بأصول الملاذ الآمن، بما في ذلك الذهب".
وحذرت كريستين لاغارد، رئيسة البنك المركزي الأوروبي، من أن تقويض ترامب لاستقلالية الاحتياطي الفيدرالي سيمثل "خطرًا جسيمًا للغاية" على الاقتصاد العالمي.
السبائك تلمع بفضل الصين والهند
وقالت إنه إذا اضطر الاحتياطي الفيدرالي للرد على سياسات ترامب، فسيكون لذلك تأثير "مقلق للغاية" على الاستقرار الاقتصادي في الولايات المتحدة، وبالتالي في بقية العالم أيضًا.
وأضاف آش أنه عندما يرتفع سعر الذهب نتيجةً لاهتمام المستثمرين، عادةً ما يُخفف من حدته تباطؤ الشراء من الصين والهند، وهما من أكبر أسواق المجوهرات الذهبية.
لكن هذه المرة، أشار إلى استمرار الطلب على الذهب في الصين والهند، إذ يتجه مشترو المجوهرات إلى شراء منتجات استثمارية ذهبية مثل السبائك والعملات المعدنية بدلاً من الخروج من السوق خلال فترات ارتفاع الأسعار.
وأضافت سوكي كوبر، محللة المعادن الثمينة من ستاندرد تشارترد، أن الارتفاع العام في سعر الذهب يعود أيضًا إلى مجموعة من الأسباب الأخرى، بما في ذلك حرب روسيا وأوكرانيا التي زادت من حالة عدم اليقين السياسي.
وأضافت أن تأثير تغيير السياسات التجارية على التضخم وسلاسل التوريد هذا العام ساهم أيضًا في ارتفاع سعر الذهب.
أهم الأحداث التي أثرت على الذهب في 2025:
- فرض رسوم جمركية كبيرة من أمريكا
- تصنيف الذهب ضمن قائمة الرسوم الجمركية الأمريكية
- التوترات بين الولايات المتحدة وروسيا والصين
- القلق بشأن الاقتصاد الأمريكي
- تصعيد هجوم ترامب على رئيس الفيدرالي الأمريكي
توقعات أسعار الذهب.. 4000 دولار للأوقية قبل نهاية 2025
المحللون في "غولدمان ساكس" كتبوا هذا الأسبوع أنهم يتوقعون وصول سعر الذهب إلى 4000 دولار بحلول منتصف العام القادم، وربما إلى 5000 دولار إذا تصاعدت المخاوف بشأن استقلالية الاحتياطي الفيدرالي، ما قد يدفع 1% من أموال الخزانة الأمريكية إلى التحول نحو الذهب.
كما قال إد يارديني، المخضرم في الأسواق ورئيس شركة "Yardeni Research"، إنه يتوقع أن يصل الذهب إلى 4000 دولار بحلول نهاية عام 2025، ما يعادل زيادة بنحو 14% من السعر الحالي.