الذهب يصعد بفضل التحفيز.. هل يخترق حاجز الـ1900 دولار مجددا؟
وسط توقعات بتمرير حزمة تحفيز أمريكية كبيرة، استرد الذهب آماله في اختراق حاجز الـ1900 دولار مجددا.. فهل يفعلها؟
وفي يوليو/ تموز الماضي، اخترق الذهب للمرة الأولى منذ 9 سنوات حاجز 1900 دولار للأوقية، بفضل تفاقم الخلاف الأمريكي الصيني ومخاوف حيال تضرر الاقتصاد العالمي المترنح بالفعل بسبب جائحة فيروس كورونا.
هذا السعر لم يكن الأفضل على الإطلاق خلال 2020، فقد وصل في أغسطس / آب الماضي إلى قمة مستواه التاريخي عند 2075 دولارا للأوقية.
واليوم الثلاثاء، ارتفع الذهب، إذ تعززت جاذبية المعدن الأصفر كتحوط في مواجهة التضخم بفضل توقعات بتمرير حزمة تحفيز أمريكية كبيرة في نهاية المطاف، على الرغم من أن الدولار القوي كبح المكاسب.
وصعد الذهب في المعاملات الفورية 0.1% إلى 1856.33 دولار للأوقية (الأونصة) بحلول الساعة 0549 بتوقيت جرينتش. وربحت العقود الأمريكية الآجلة للذهب 0.1% إلى 1856.80 دولار.وربحت العقود الأمريكية الآجلة للذهب 0.1% إلى 1856.80 دولار.
وقال تشاك شومر زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ الأمريكي لإم.إس.إن.بي.سي إن الديمقراطيين قد يحاولون تمرير معظم مشروع قانون مساعدات بقيمة 1.9 تريليون دولار لتخفيف تداعيات فيروس كورونا باستخدام مناورة إجرائية لتفادي عرقلة الجمهوريين.
ويقترح الرئيس الأمريكي جو بايدن خطة حجمها 1.9 تريليون دولار للتخفيف من تداعيات جائحة كورونا وتعهد باستثمار تريليوني دولار في البنية التحتية ومشروعات الطاقة النظيفة والتعليم والبحوث لتعزيز قدرة الولايات المتحدة التنافسية.
وقال ستيفن إينس كبير إستراتيجي السوق العالمية لدى أكسي للخدمات المالية "إذا حصلنا على التحفيز، يستطيع الذهب اختراق مستوى 1900 دولار".
وتابع: "كلما تم تنفيذ الحزمة بشكل أسرع، كلما كان ذلك أمرا مواتيا للذهب على نحو أكبر. سواء كانت العملية سلسلة أم لا، السوق لا تهتم".
وتلقى الذهب المزيد من الدعم، إذ حومت عوائد سندات الخزانة الأمريكية لأجل عشر سنوات قرب أدنى مستوى في ثلاثة أسابيع الذي لامسته في الجلسة السابقة، لكن الدولار صعد 0.1% مما يزيد تكلفة الذهب على حائزي العملات الأخرى.
في عام 2020 حقق الذهب قمة لم يصل إليها على مدار تاريخه، وهي كسر حاجز 2000 دولار للأوقية لأول مرة على الإطلاق.
ورغم تراجع الذهب في وقت لاحق، إلا أن التوقعات لاتزال إيجابية تجاه تحركات "الملاذ الآمن" في 2021.
ومن المقرر أن يبدأ مجلس الاحتياطي الاتحادي الأمريكي اجتماعه بشأن السياسات والذي يستمر يومين في وقت لاحق اليوم.
وتيسير السياسة النقدية يضيف ضغوطا على عوائد السندات الحكومية ويفيد الذهب الذي لا يدر عائدا.
وعلى الرغم من التوقعات بأن البنك المركزي الأمريكي سيظل على موقفه بشأن السياسة النقدية، فإن المستثمرين سيراقبون لهجته عن كثب.
توقعات متفائلة
على الرغم من أنباء اللقاحات المضادة للفيروس قللت من حماس المستثمرين حيال الذهب، لكل المؤسسات البحثية ترشح أن يكون عاما إيجابيا للذهب، في ظل أن تأثيرات الوباء ستظل قائمة خلال أغلب فترات 2021.
ويقول البنك الألماني كومرز بنك إن البنوك المركزية بصدد ضخ المزيد من السيولة في أسواق المال، ما جعل كسر الذهب المستويات القياسية المسجلة في أغسطس/آب الماضي مجرد مسألة وقت.
ويتوقع أن تقفز الأوقية إلى 2300 دولار في الربع الثالث من 2021، لاسيما أن البنوك المركزية والحكومات من الصعب أن تحدث تغييرات بالسياسة النقدية والمالية التيسيرية، لأن الهدف الأول هو تخفيف الأثار الاقتصادية السلبية للجائحة.
على الجانب الآخر، تتبنى مؤسسة كابيتال إيكونوميكس نظرة متحفظة للذهب خلال 2021، وإن كانت لا تتوقع هبوطا ملحوظا لسعر المعدن النفيس.
فتشير كابيتال إيكونوميكس إن بعض الارتفاع القوي للذهب في 2020، فإنه مرشحا للتداول عند 1900 دولار للأوقية في المتوسط في 2021.
وبررت ذلك باحتمال ارتفاع معدلات الفائدة الأمريكية الحقيقية (بعد خصم معدل التضخم) بمجرد ارتفاع الفائدة الاسمية، عند تعافي اقتصادي بشكل أسرع من المتوقع.