كورونا يسحق بنوك أمريكا.. أرباح جولدمان ساكس تنخفض للنصف
أرباح جولدمان ساكس تنخفض للنصف بفعل تنامي مخصصات خسائر القروض
على خطى جي بي مورجان، عصفت تداعيات تفشي فيروس كورونا بأرباح مجموعة جولدمان ساكس، مواصلا الضغط على قطاع المصارف الأمريكية، ومع ذلك فإن معظم الألم بالنسبة للبنوك لم يأت بعد.
وأعلنت مجموعة جولدمان ساكس تراجع أرباحها الفصلية 49% اليوم الأربعاء، إذ جنب البنك قرابة المليار دولار للوفاء بحالات تعثر في سداد القروض مستقبلا، وسجل خسائر ضخمة في استثماراته بالديون والأسهم.
وانخفض صافي ربح البنك العائد للمساهمين العاديين إلى 1.12 مليار دولار في الربع المنتهي في 31 مارس/آذار الماضي من 2.18 مليار دولار قبل عام. وتراجعت ربحية السهم إلى 3.11 دولار من 5.71 دولار قبل عام.
وكان محللون يتوقعون أرباحا 3.35 دولار للسهم في المتوسط، وفقا لتقديرات "إي.بي.إي.إس" من رفينيتيف.
وتراجعت إيرادات “جولدمان ساكس” إلى 8.74 مليار دولار في الربع الأول من العام الجاري، لكن بأقل من توقعات المحللين عند 8.25 مليار دولار، ومقابل 8.81 مليار دولار خلال نفس الفترة العام الماضي.
وارتفعت إيرادات البنك من الاستثمارات المصرفية بأكثر من التوقعات إلى 2.18 مليار دولار، مقابل توقعات بـ1.87 مليار دولار.
وأكد الرئيس التنفيذي لـ”جولدمان ساكس” ديفيد سولومون أن الأرباح تأثرت سلباً بالتداعيات الاقتصادية الراهنة، مضيفاً: “ولكني واثق بأن البنك سيظهر في وضع جيد حينما يتجه لمساعدة عملائه والمجتمعات على التعافي".
وقابلت النتائج التوقعات الصامتة من المحللين في وول ستريت، لكن المجموعة صمدت بشكل أفضل قليلاً من منافسيها جي بي مورجان تشيس وشركاه وويلز فارجو وشركاه، اللذين أبلغا عن انخفاض حاد في الأرباح الفصلية أمس الثلاثاء.
وأمس الثلاثاء، هوت أرباح بنك "جيه بي مورجان تشيس آند كو" بنسبة 68% خلال الربع الأول من العام، إذ دفعت جائحة فيروس كورونا أكبر بنك أمريكي إلى زيادة الاحتياطيات للتحوط بها من موجة تعثر محتمل في سداد القروض.
وقدمت الأشهر الثلاثة الأولى من عام 2020 للبنوك أكثر التحديات صعوبة في أكثر من عقد من الزمان، مع انخفاض أسعار الفائدة بالقرب من الصفر والاقتصاد العالمي في حالة سقوط حر.
واستفادت الشركات من خطوط الائتمان الخاصة بها - 144 مليار دولار في أسبوع واحد في مارس/آذار الماضي وحده، وفقًا لمحللي مورجان ستانلي - وهو تطور غير مربح ومسبب للقلق لمقرضيهم.
وما حدث للبنكين هو جزء من المشهد الأمريكي، حيث تعرّض الاقتصاد إلى سلسلة ضربات لم تكن في الحسبان خلال مارس/آذار الماضي.
إذ تم تسريح أكثر من 10 ملايين شخص من وظائفهم بينما أغلقت مصانع سيارات كبرى وآلاف الأعمال التجارية الصغيرة والمطاعم ومراكز التسوّق وصالات السينما، فيما أُلغيت مناسبات رياضية أساسية أو تأجّلت. كما تم إلغاء آلاف الرحلات الجوية أو كان على متنها أقل من 25% من القدرة الاستيعابية.
وخلال هذه الفترة، خسر مؤشر "إس آند بي 500" أكثر من 3 تريليونات دولار من القيمة السوقية.
وأودى وباء كوفيد-19 بحياة الآلاف بينما حوّل مدنا كبرى كانت تضجّ بالحياة إلى مدن أشباح وباعد بين أفراد القوى العاملة ليجد المديرون التنفيذيون أنفسهم فجأة وهم يحاولون إدارة موظفين لزموا منازلهم.
aXA6IDE4LjExOC4wLjQ4IA== جزيرة ام اند امز