"بارد" في أول اختبار حقيقي بأمريكا وبريطانيا.. هل "غوغل" مستعدة؟
في تجربة فريدة، يحظى المستخدمون في أمريكا وبريطانيا، حاليا باستكشاف نسخة تجريبية من منصة محادثة الذكاء الاصطناعي "بارد".
أعلنت شر كة التكنولوجيا الأمريكية غوغل طرح نسخة تجريبية من منصة محادثة الذكاء الاصطناعي الخاصة بها "بارد" والمنافسة للمنصة الشهيرة شات جي.بي .تي من مايكروسوفت للمستخدمين في الولايات المتحدة وبريطانيا.
قبل ذلك، كان Bard متاحا فقط لمجموعة صغيرة من "المختبرين الموثوق بهم" الذين اختارتهم غوغل يدويا.
وقال سيساي هسياو نائب رئيس غوغل للمنتجات وإيلي كولينز نائب الرئيس للأبحاث في رسالة عبر الإنترنت شاركت منصة بارد نفسها في كتابتها "بدأنا إتاحة الوصول إلى بارد بشكل تجريبي بما يسمح لكم بالتعاون مع تقنية ذكاء اصطناعي توليدي... تعلمنا الكثير حتى الآن من تجارب بارد والخطوة الحيوية التالية لتحسينه هي الحصول على تقييم المزيد من الناس لها".
- أول كوارث ChatGPT.. فضيحة تسريبات تضرب OpenAI
- "بارد" سلاح غوغل في مواجهة ChatGPT.. هل ينجو من "الهلوسة"؟
وأضافا أنه سيتم توفير النسخة التجريبية من المنصة في البداية للمستخدمين في الولايات المتحدة وبريطانيا، مع إضافة المزيد من الدول تباعا.
يذكر أن بارد هي المنصة التي تنافس بها غوغل منصة شات جي.بي.تي التي طورتها شركة أوبن إيه.آي الناشئة والمملوكة حاليا لإمبراطورية البرمجيات الأمريكية مايكروسوفت.
كإجراء احترازي، تحد غوغل من مقدار التفاعل الذي يمكن أن يحدث بين Bard ومستخدميه - وهو تكتيك فرضته مايكروسوفت مع ChatGPT بعد تغطية إعلامية لحالات مفصلة عندما شبهت التكنولوجيا مراسل أسوشيتد برس بهتلر وحاولت إقناع مراسل تايمز أن يطلق زوجته.
في إقرار ضمني بأن Bard قد يكون عرضة للانحراف في صناعة الأكاذيب، والتي يطلق عليها "الهلوسة" في دوائر التكنولوجيا، توفر غوغل مربع استعلام متصل بمحرك البحث الخاص به لتسهيل التحقق من دقة المستخدمين للمعلومات التي تعرضها منظمة العفو الدولية.
ارتكب "بارد" خطأً محرجا بعد وقت قصير من كشف غوغل النقاب عن الأداة من خلال عرض إجابة خاطئة بشكل بارز حول معلم علمي خلال عرض تقديمي كان من المفترض أن يُظهر مدى ذكاء التكنولوجيا.
وعلى الجانب المنافس، جذبت شات جي.بي.تي اهتماما كبيرا منذ طرح النسخة العامة منها في أواخر العام الماضي، مما أثار الجدل حول مدى قدرة الذكاء الاصطناعي على تغيير الكثير من الصناعات.
ورغم أن غوغل تحتل مكانة مميزة في أبحاث الذكاء الاصطناعي منذ سنوات، لكنها مازالت حتى الآن ترفض فتح أنظمة الذكاء الاصطناعي لديها أمام المطورين من الخارج.
تتعامل غوغل بحذر مع طرح أدوات الذكاء الاصطناعي الخاصة بها، ويرجع ذلك جزئيا إلى أن لديها المزيد لتخسره إذا نشرت التكنولوجيا معلومات غير دقيقة أو أخذت مستخدميها في الممرات المظلمة.
ويرجع ذلك إلى أن محرك البحث المهيمن في غوغل أصبح بوابة فعلية للإنترنت لمليارات الأشخاص، مما يزيد من مخاطر رد الفعل العكسي الهائل الذي قد يشوه صورته ويقوض أعماله التي تحركها الإعلانات إذا تصرفت التكنولوجيا بشكل سيء.
وتعتمد منصة بارد مثل شات جي.بي.تي على استخدام الذكاء الاصطناعي في معالجة كميات ضخمة من البيانات والمفردات لإنتاج نصوص وموضوعات بطريقة آلية. وتعمل شركة أوبن أيه.آي حاليا على تطوير الإصدار الرابع من جي.بي.تي. في المقابل تعتمد المنصة بارد على نسخة مختصرة ومحسنة من نموذج لغة البرمجة إل.أيه.إم.دي.أيه، وسيتم تحديثها بمرور الوقت بنماذج أحدث وأقوى.
يشتمل (بارد) أيضا على ميزة تعرض ثلاثة إصدارات مختلفة أو "مسودات" لأي إجابة، وبها زر "ابحث في غوغل"، إذا رغب المستخدم في الحصول على نتائج من على الإنترنت لأي سؤال يريد معرفة إجابته.
وعلى عكس (تشات جي بي تي)، قالت غوغل على موقعها الإلكتروني إن (بارد) ليس بارعا في توليد شفرة الكمبيوتر. وأضافت أنها حدت من ذاكرة (بارد) الخاصة بالمحادثات السابقة، وأنها في الوقت الحالي لا تستخدم روبوت الدردشة للإعلان، وهو قلب نموذج الأعمال الخاص بها.
ويمكن لأي مستخدم يمتلك حسابا على غوغل في الولايات المتحدة وكندا، الاشتراك في خدمة بارد ووضع اسمه على قائمة انتظار حتى يشترك في تجربة المنصة. أما بالنسبة للمستخدمين من خارج الدولتين فعليهم انتظار طرح الخدمة الجديدة في دولهم خلال الفترة المقبلة.