سباق تطبيقات AI.. «غوغل» تطلق «Gemini 3» وتدمجه بمحرك البحث
أطلقت شركة غوغل السبت أحدث إصدار من نموذج الذكاء الاصطناعي الخاص بها «Gemini 3».
الخطوة اللافتة تؤكد انتقال المنافسة بين شركات التقنية من سباق الأداء على منصات المقارنة إلى مضمار التطبيقات العملية المُربحة. وجاء الإعلان مصحوبًا بتحرك غير مسبوق، إذ أُدمج النموذج الجديد مباشرة في محرك البحث منذ اللحظة الأولى لإطلاقه، وهو ما يعد تغييرًا واضحًا في استراتيجية الشركة التي كانت سابقًا تستغرق أسابيع أو أشهر قبل إدخال النماذج الجديدة إلى خدماتها الأكثر استخدامًا.
ويأتي طرح «Gemini 3» بعد مرور 11 شهرًا فقط على النسخة الثانية، ومعه تؤكد غوغل رغبتها في الحفاظ على موقعها المتقدم داخل سباق الذكاء الاصطناعي. وخلال مؤتمر صحفي، أوضح مسؤولو الشركة أن النموذج الجديد يتصدر العديد من قوائم التقييم الخاصة بأداء نماذج الذكاء، بينما وصفه المدير التنفيذي ساندار بيتشاي بأنه «أذكى نموذج طورته غوغل حتى الآن».
لكن رغم أهمية مؤشرات الأداء، تبدو بوصلة السوق والتحليل المالي منصرفة الآن إلى مدى قدرة الشركات على تحويل هذه التقنيات إلى منتجات ذات عوائد فعلية. فارتفاع سهم «ألفابت» هذا العام يعود بدرجة كبيرة إلى نجاح الخدمات السحابية للشركة في طرح نماذج ذكاء اصطناعي تجارية قابلة للتسويق، بينما تتعرض الشركات – حتى الكبرى منها – لانتقادات حينما تخيب النماذج الجديدة التوقعات، كما حدث مع بعض إصدارات ميتا مؤخرًا.
وفي هذا السياق، شددت غوغل على أن «Gemini 3» كان في قلب عدد من منتجاتها الموجهة للمستهلكين والشركات منذ لحظة الإطلاق، في محاولة لتأكيد جدوى التطوير المتسارع للنموذج. وأوضح كوراي كافوكشغلو، كبير مهندسي الذكاء الاصطناعي في الشركة، أن غوغل «تسير بوتيرة جديدة من حيث طرح النماذج وإيصالها للمستخدمين في أسرع وقت».
وسيتمكن مشتركو خطة الذكاء الاصطناعي المميزة في غوغل من الوصول إلى قدرات «Gemini 3» ضمن وضع يُعرف بـ«وضع الذكاء الاصطناعي» داخل البحث. هذا الوضع يتجاوز العرض التقليدي لنتائج الويب، ليقدم إجابات مُولدة من النموذج ذاته، خصوصًا في الأسئلة المعقدة التي تتطلب تحليلاً أو توليفًا للمعلومات.
تحسينات ومميزات
واعتمدت غوغل في النسخة الجديدة على تحسينات ملحوظة في مجالات الترميز والاستدلال، مما أتاح تقديم مجموعة من الميزات الجديدة لكل من المستخدمين الأفراد والمتعاملين من الشركات. ومن أبرز هذه المزايا إطلاق «Gemini Agent»، وهو مساعد قادر على تنفيذ مهام متعددة الخطوات، مثل ترتيب البريد الإلكتروني للمستخدم أو تنظيم رحلات السفر. وتقول الشركة إن هذه الخطوة تقربها من رؤيتها القديمة لمساعد شامل، وهي الفكرة التي تناولتها الشركة داخليًا تحت اسم «AlphaAssist».
كما كشفت غوغل عن إعادة تصميم تطبيق Gemini ليقدم إجابات تشبه المواقع الإلكترونية الكاملة بدلاً من الردود النصية التقليدية، في ضربة جديدة محتملة لجهات النشر التي تعتمد على حركة الزيارات عبر الإنترنت. وقدم جوش وودوارد، نائب رئيس قسم التطبيق، مثالًا عمليًا على ذلك، حين عرض كيف يمكن للنموذج إنشاء معرض فني تفاعلي مستوحى من أعمال فان غوخ مع توفير سياق لكل لوحة، وذلك استجابة لطلب واحد فقط.
وللشركات والمطورين، أعلنت غوغل عن منصة جديدة تحمل اسم «Antigravity»، وهي بيئة تطوير تسمح لوكلاء الذكاء الاصطناعي بالتخطيط لمهام البرمجة وتنفيذها ذاتيًا، بما يعزز فكرة الاعتماد على الذكاء الاصطناعي كوسيط برمجي قادر على إدارة دورة العمل بكاملها.
بهذه الخطوة، تسعى غوغل إلى تثبيت مكانتها في صدارة سباق الذكاء الاصطناعي عبر طرح نموذج جديد لا يركز فقط على التطور التكنولوجي، بل على دمج القدرات في منتجات يستخدمها ملايين الأشخاص يوميًا. ومع اشتداد المنافسة وتزايد الأسئلة حول ما إذا كان قطاع الذكاء الاصطناعي يتجه نحو فقاعة، تراهن غوغل على أن الجيل الثالث من «Gemini» سيقدم دليلًا إضافيًا على القيمة الحقيقية لهذه التقنيات في سوق يشهد تغيرات سريعة.