"الساندوتش الهولندي" حيلة جوجل للتهرب من 3.5 مليار دولار

جوجل وفّرت 3.6 مليار دولار من الضرائب العالمية في عام 2015 عن طريق تحويل أرباحها إلى شركة صورية

وفّرت جوجل التابعة لشركة "ألفابيت" 3.6 مليار دولار من الضرائب العالمية في عام 2015 عن طريق نقل 14.9 مليار يورو (15.5 مليار دولار) إلى شركة صورية في جزيرة برمودا، وفقا لما كشفته سجلات قانونية جديدة في هولندا. 

وهذا المبلغ، الذي حولته الشركة خلال فرعها الهولندي، "جوجل هولندا هولدينج بي في" وبعدها إلى صندوق بريد في برمودا، أكبر بنسبة 40٪ من عام 2014، وفقا لملفات قدمتها الشركة إلى غرفة الهولندية التجارة يوم 12 ديسمبر/كانون الأول، وكانت متاحة على الإنترنت مؤخرًا، وكان أول من نشر تقارير عنها صحيفة "هيت فاينانشيالي داجبلاد" الهولندية.

وأوضحت الصحيفة أن شركة "ألفا بيت" نقلت التحويل المالي من أرباحها غير الأمريكية عبر الشركة الهولندية التابعة لها التي لا يوجد بها موظفون، وقد استخدمت هذه الشركة منذ عام 2004 كجزء من هيكل ضريبي يطلق عليه اسم "المزدوج الأيرلندي" أو "الساندويتش الهولندي".

وعادة ما تستخدم الشركات الأمريكية هذه الحيل القانونية لتفادي دفع الضرائب من خلال استخدامها لمقر شكلي في إيرلندا، ويتم ذلك عبر أسلوب ضريبي يطلق عليه" الساندويتش الهولندي".

وأشارت إلى أنه عن طريق نقل معظم الأرباح الدولية إلى برمودا، نجحت الشركة في تخفيض معدل الضريبة الفعلي خارج الولايات المتحدة إلى 6.4% في عام 2015، وفقا لكشوف "ألفا بيت" المالية لدى لجنة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية.

وفي المقابل، قال متحدث باسم شركة جوجل، إن "جوجل تلتزم بالقوانين الضريبية في كل بلد نعمل فيه"، وفي فبراير/شباط الماضي، قالت جوجل أيضا إن مثل هذه الحسابات لمعدل الضريبة الفعلي لا تعكس الأساليب المستخدمة في الواقع لتحديد ضرائبها الدولية لدى أي سلطة.

وجاءت نحو 12 مليار يورو من الأموال التي ضختها جوجل من خلال شركة الهولندية في عام 2015 من شركة "جوجل إيرلندا ليمتد"، التي تجمع معظم عائدات الإعلانات الدولية لجوجل، وجاءت البقية من فرع جوجل سنغافورة الذي يقوم بدور مماثل.

ثم تحول الشركة الهولندية هذه الأموال إلى شركة "جوجل إيرلندا هولدينج أنليمتد"، التي تملك الحق في ترخيص الملكية الفكرية جوجل خارج الولايات المتحدة، وهذه الشركة مقرها في جزيرة برمودا الإيرلندية، التي لا تفرض ضرائب على دخل الشركات، واستخدام الكيانين الإيرلنديين هو ما يعطي الهيكل لقب "مزدوج إيرلندي".

والمبلغ الإجمالي للأرباح التي حمتها جوجل من الضرائب في الولايات المتحدة، ومعظمه يمر من خلال فرعها الهولندي في طريقه إلى برمودا، زاد إلى 58.3 مليار دولار في عام 2015، وفقا للكشوف المالية لشركة "ألفا بيت".

وكانت الحكومة الإيرلندية أغلقت الثغرة الضريبية التي تسمح بترتيبات "المزدوج الإيرلندي" الضريبية في عام 2015، والشركات التي تستخدم بالفعل هذا الترتيب، مع ذلك، سمح لها بالاستمرار في توظيفها حتى نهاية عام 2020.

وتتعرض جوجل لضغوط من مسؤولي التنظيم الرقابي والسلطات الضريبية في جميع أنحاء العالم لعدم دفع ضرائب كافية، والثلاثاء، حددت إندونيسيا مهلة حتى 31 ديسمبر/كانون الأول لجوجل لحل نزاع ضريبي هناك، يشمل 223 مليون دولار غرامة، كما داهم محققو الضرائب مكاتب الشركة في إسبانيا وفرنسا العام الماضي.

وقد ناقش الرئيس الأمريكى المنتخب دونالد ترامب التغييرات المحتملة لقوانين الضرائب الأمريكية من أجل السماح للشركات الأمريكية بتحويل الأرباح الأجنبية بمعدلات ضريبية مرة واحدة 10%.

وهذا سوف ينهي بعض الحوافز التي تحظى بها الشركات الأمريكية حاليًا للاحتفاظ بالأرباح الأجنبية في الخارج، فشركات التكنولوجيا الأمريكية لديها مخزونات، فمثلا "أبل" تحتفظ بـ181 مليار دولار خارج الولايات المتحدة، ومايكروسوفت 94.4 مليار دولار وفقا لكشوفهما المالية لعام 2015.