سعود الفيصل.. ماذا قال جورباتشوف عن رائد دبلوماسية الخليج؟
ما كان لرحيل ميخائيل جورباتشوف، آخر زعماء الاتحاد السوفياتي، أن يمرّ دون أن يحيي حقبة تاريخية، مليئة بالحراك الدبلوماسي العالمي.
وكان لمنطقة الخليج، ورجال دبلوماسيتها الأفذاذ نصيبهم من إرث الرجل، الذي شهد على الصراع القطبي، وخبر أروقة العلاقات الدولية، وشهد عهده دقّ آخر مسمار في نعش الإمبراطورية السوفياتية.
سقوط الاتحاد السوفياتي وانتهاء الحرب الباردة، كان خاتمة حكم الرجل، الذي أبدى وهو يتحسر عليه، شهادة تاريخية في حق رائد الدبلوماسية السعودية، والخليجية بشكل عام، الأمير الراحل سعود الفيصل.
وفي الشهادة التي نقلها الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية الإماراتي، في مقال له عام 2015، وعادت للتداول بالتزامن مع رحيل جورباتشوف، يقول رئيس الاتحاد السوفياتي السابق: "لو كان لدي رجل كسعود الفيصل ما تفكك الاتحاد السوفياتي".
ويضيف الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، في مقاله الذي نٌشر في صحيفة "الشرق الأوسط"، إثر وفاة سعود الفيصل، بعنوان "رجل الهمة": "فمن يعرف الأمير سعود يدرك ذكاءه الفائق ودهاءه الذي يجعل الجالسين حول الطاولة يريدونه أن يقول المزيد..".
وأعلن أمس الثلاثاء عن رحيل ميخائيل جورباتشوف، عن عمر ناهز 91 عاماً، في أحد المستشفيات الروسية، بعد صراع طويل مع المرض.
وبين 1990 و1991 تولّى جورباتشوف منصب رئيس الاتحاد السوفياتي قبل أن يضطر في النهاية إلى الاستقالة، في خطوة أدّت لانهيار الاتحاد السوفياتي.
وكان جورباتشوف موضع تقدير كبير في الغرب الذي كان يسمّيه تحبباً "غوربي".
ودعا، بشكل متقطّع كلاً من الكرملين والبيت الأبيض إلى إصلاح العلاقات مع تصاعد التوترات بينهما إلى المستوى الذي كانت عليه خلال الحرب الباردة منذ ضمّت روسيا شبه جزيرة القرم في 2014 ثم العملية العسكرية بأوكرانيا في فبراير/ شباط الماضي.
وفاز الراحل بجائزة نوبل للسلام في 1990 لتفاوضه مع الرئيس الأمريكي في حينه رونالد ريغان على اتفاقية تاريخية لنزع الأسلحة النووية، كما اعتُبر قراره بمنع الجيش السوفياتي من التدخّل للحؤول دون سقوط جدار برلين قبل عام من ذلك عاملاً أساسياً في الحفاظ على السلام.