اليمن للمبعوث الأممي: انسحاب الحوثي والمرجعيات شرط السلام
الحكومة الشرعية دعت الأمم المتحدة إلى الضغط على إيران
الحكومة اليمنية قالت إنها تتطلع لسلام عادل وشامل وفقاً للمرجعيات، والتزام الحوثي بالانسحاب الكامل من صنعاء والمدن وتسليم السلاح.
سلمت الحكومة اليمنية، الأحد، المبعوث الأممي مارتن جريفيث، ردودها بشأن مقترحاته لملف مدينة الحديدة، مشددة على ضرورة إبداء حسن النية قبل أي مشاورات مقبلة من قبل مليشيا الحوثي الانقلابية.
- الحكومة اليمنية: الحل السلمي يبدأ بانسحاب المليشيا من الحديدة دون شروط
- الحكومة اليمنية تدعو لتجريم انتهاكات مليشيا الحوثي بحق الأطفال
وكان الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي شكّل الأسبوع قبل الماضي، لجنة حكومية برئاسة رئيس الوزراء، أحمد عبيد بن دغر، لدراسة المقترحات الأممية بشأن ملف الحديدة، وعملية السلام في اليمن بشكل عام.
والتقت اللجنة المشكلة أيضا من عضوية مستشاري رئيس الجمهورية، عبدالوهاب الآنسي وصالح عبيد ومحمد العامري،في العاصمة السعودية الرياض، السبت، بالمبعوث الأممي مارتن جريفيث، وسلّمته ردودها على مقترحاته بالوضع في مدينة الحديدة، والتي قدمها للرئيس هادي في عدن، الأسبوع قبل الماضي، وفقا لوكالة "سبأ" الرسمية.
وقال رئيس اللجنة، أحمد عبيد بن دغر، إن الشعب اليمني يتطلع إلى السلام بعد أن دمرت المليشيا الحوثية النظام والمؤسسات، وانتهكت حياة اليمنيين منذ انقلابها على الدولة.
وأشار بن دغر، إلى أن الحكومة اليمنية تؤكد على السلام العادل والشامل الذي يتطلع إليه شعبنا وفقاً للمرجعيات، والتزام المليشيا الحوثية الإيرانية بالانسحاب الكامل من العاصمة صنعاء والمدن، وتسليم السلاح للدولة، وعودة السلطة الشرعية.
وشدد بن دغر على ضرورة إبداء حسن النية قبل بدء أي مشاورات مقبلة، وذلك من خلال إطلاق سراح كافة الأسرى والمعتقلين في السجون الحوثية، وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية والإغاثية لكافة المتضررين في عموم محافظات البلاد.
وقال إن أسباب الأزمة الحالية في اليمن واضحة ولا تحتاج إلى تأويل أو تفسير، وهو الانقلاب الذي نفذته مليشيا الحوثيين على الحكومة الشرعية والدولة، لافتاً إلى أن الحكومة الشرعية طرف معتدى عليه من قِبل مليشيا الحوثيين.
وأشار إلى أن الحكومة اليمنية تؤكد على السلام العادل والشامل الذي يتطلع إليه شعبنا، وفقاً للمرجعيات الملزمة لجميع الأطراف، وهي الضامن للسلام الدائم والشامل.. قائلاً إنه من الصعوبة الوصول إلى الحل في اليمن دون تنفيذ المرجعيات.
وقال رئيس الوزراء: إن "على الأمم المتحدة رفض الانقلاب في اليمن، إلا أنها ستضطر للتعامل مع أي عملية انقلاب على السلطات الشرعية المنتخبة، في أي مكان آخر بالعالم".
وجدد بن دغر، تأكيده على أن الحكومة اليمنية تقدم المساعدة الكاملة لجهود الأمم المتحدة في وقف الحرب باليمن، وقدمت التنازلات منذ جولتي مشاورات السلام في جنيف والكويت، لكن المليشيا الانقلابية ومن ورائهم إيران دأبت على المراوغة والتعنت، ووصل الأمر إلى إفشال مساعي المبعوث الأممي السابق.
وأكد على أن مليشيا الحوثي الانقلابية لم تكن يوما جادة في الجنوح للسلم، واعتادت على المراوغة في تنفيذ الاتفاقيات ونقض العهود والمواثيق، وآخرها رفضها الانسحاب من مدينة الحديدة، وتجنيب المدنيين الحرب.
وقال إن: "قرار المليشيا أصبح مرهونا بيد داعميها في إيران التي تقامر بحياة ودماء اليمنيين لابتزاز دول الجوار والمجتمع الدولي، ومحاولتها اليائسة في إطار مشروعها التوسعي السيطرة على مضيق باب المندب، لتهديد أمن وسلامة الملاحة العالمية".
كما جدد رئيس الوزراء دعوته للأمم المتحدة بالضغط على إيران، من أجل وقف تدخلاتها في الشأن اليمني، ومنع تهريبها الأسلحة لمليشيا الحوثي الانقلابية، بما فيها الصواريخ الباليستية، وإلزامها بالقوانين الدولية.
ووضع رئيس الحكومة المبعوث الأممي أمام المعاناة المستمرة للمدنيين في محافظة الحديدة، جراء ممارسات المليشيا الحوثية الإيرانية، بعد أن عبثت بالمساعدات الإنسانية وتهريبها الأسلحة الإيرانية، وتكريس موارد الميناء لإطالة أمد الحرب على الشعب اليمني.
ووفقا للوكالة، فقد عبر غريفيث عن ارتياحه للأفكار التي طرحها رئيس الحكومة أحمد بن دغر على صعيد التوصل إلى استئناف مفاوضات السلام.
وقال المبعوث الأممي: إن الأمم المتحدة ستعمل خلال الأيام القادمة على التشاور مع مختلف الأطراف، لبلورة الرؤى والأفكار الممكنة المتسقة مع مرجعيات السلام، بالإضافة إلى التأكيد على الجوانب الإنسانية لليمنيين المتضررين.