كلاوس شواب بـ"قمة الحكومات".. مؤسس "دافوس" يخطط لتغيير "حالة العالم" (بروفايل)
في دورتها لعام 2023، تتطلع القمة العالمية للحكومات تحت شعار "استشراف مستقبل الحكومات"، إلى التأسيس لمستقبل مزدهر للإنسانية جمعاء.
وعبر خبراء ومسؤولين وقادة وصناع قرار وفكر، ستعمل القمة على وضع خطط مرنة لمواجهة التحديات وتحقيق النماء، ومن بين هؤلاء الأشخاص الملهمين، البروفيسور كلاوس شواب مؤسس ورئيس المنتدى الاقتصادي العالمي الذي سيتطرق إلى "حالة العالم" في جلسة رئيسية في اليوم الأول بالقمة العالمية للحكومات، الإثنين 13 فبراير/شباط 2023.
ويُعد كلاوس شواب، أحد المفكرين المؤثرين في التاريخ الاقتصادي المعاصر؛ حيث سعى وساهم لرسم سياسات مرنة قادرة على دعم العالم بمواجهة مختلف التحديات.
متبنٍ لـ"حالة العالم"
كلاوس مارتن شواب، مهندس واقتصادي ألماني، يُعرف بأنه المؤسس والرئيس التنفيذي للمنتدى الاقتصادي العالمي، وهي منظمة دولية غير ربحية مستقلة منوطة بتطوير العالم عن طريق تشجيع الأعمال والسياسات والنواحي العلمية. أسس مع زوجته، هيلدي، مؤسسة شواب لريادة الأعمال الاجتماعي.
ولد شواب في الـ30 من شهر مارس/ آذار من العام 1938 في مدينة «رافنزبورج» الألمانية.
في عام 1971، أسس شواب منتدى الإدارة الأوروبية، والذي أصبح في عام 1987 المنتدى الاقتصادي العالمي، كمؤسسة غير ربحية تلتزم بتطوير الوضع العالمي، لتصبح فيما بعد مركزًا عالميًا لقادة الأعمال والسياسة والفكر.
وقد جاءت فكرة إنشاء المنتدى الاقتصادي العالمي عندما وجه كلاوس شواب، الدعوة لمديري المؤسسات والشركات الأوروبية لاجتماع غير رسمي في مدينة دافوس بسويسرا في يناير 1971، كمحاولة لبحث سبل مواجهة تحديات السوق العالمية، وخلق فضاء للحوار يجمع رواد الأعمال وممثلي الشركات الكبرى في أوروبا.
كانت هذه الدعوة بداية لتأسيس منتدى الإدارة الأوروبي كمؤسسة لا تهدف الربح، والذي تطور تنظيميًا حتى وصل إلى الشكل العالمي بعد أن تجاوز رسالته المحدودة، وهو ما دفع مؤسسه كلاوس شواب في عام 1987 إلى تغيير اسمه إلى "المنتدى الاقتصادي العالمي"، والذى أصبح منذ ذلك التاريخ يتمتع بصفة استشارية في المجلس الاقتصادي والاجتماعي للأمم المتحدة.
وقد انطلقت أول دورة للمنتدى الاقتصادي العالمي عام 1971، وكانت مناقشاتها متخصصة في إدارة الأعمال والمؤسسات، ثم توسعت الأنشطة لتضم أهم قضايا الساعة ومتطلبات المستقبل في النواحي الاقتصادية والسياسية والعلمية.
وغالباً ما تستثمر شخصيات بارزة المنتدى للتأثير في عملية تحديد أولويات السياسة العالمية والدفع بقضايا معينة إلى مقدمة الاهتمام العالمي.
وعمل "شواب" أستاذًا لسياسة الأعمال في جامعة جنيف خلال الفترة ما بين العامين 1972 و2003. وفي العام 1998، قام بالاشتراك مع زوجته "هيلدي"، بإنشاء مؤسسة شواب لريادة الأعمال الاجتماعية، التي تدعم الابتكار الاجتماعي حول العالم. كما قام أيضًا بتأسيس منتدى القيادات العالمية الشابة في العام 2004، وتأسيس «جمعية صناع العالم» في العام 2011.
وتوفر جميع المؤسسات التي تعمل تحت قيادة كلاوس شواب أفضل الخبرات من أجل حل الأزمات والمشكلات، من بينها شبكة مجالس الأجندة العالمية التي تضم أفضل 1500 خبير في العالم في التحديات العالمية والإقليمية والصناعية.
ويحمل "شواب" شهادة الدكتوراه في الاقتصاد من جامعة فريبورج، ودكتوراه في الهندسة من المعهد الاتحادي السويسري للتكنولوجيا، ودرجة الماجستير في الإدارة العامة من كلية جون كينيدي الحكومية التابعة لجامعة هارفارد، ناهيك عن أنه حصل على عدة شهادات دكتوراه فخرية، بالإضافة إلى أنه أستاذ فخري في الجامعة الصينية للشؤون الخارجية.
أحد أقطاب العولمة الاقتصادية
ألّف "شواب" عدة كتب، كما أنه محرر تقرير التنافسية العالمية منذ العام 1979، وهو تقرير سنوي يصدر عن المنتدى الاقتصادي العالمي. ويقوم التقرير بتقييم قدرة الدول على تقديم الازدهار لمواطنيها، وهذا بدوره يعتمد على قدرة الدولة في الاستفادة من مصادرها المتاحة، لذا، فإن معيار التنافسية العالمي يقيس مجموعة المؤسسات والسياسات والعوامل التي تحدد الازدهار للاقتصاد في الوقت الحالي وعلى المدى المنظور.
ويستند التقرير إلى منهجية وضعها شواب لقياس القدرة التنافسية للدول ليس فقط من حيث الإنتاجية، بل أيضاً على أساس معايير الاستدامة.
وفي الفترة من عام 1993 إلى 1995، كان "شواب" عضوًا في مجلس الأمم المتحدة للتنمية المستدامة. وبين العامين 1996 و1998 شغل منصب نائب رئيس لجنة الأمم المتحدة للتخطيط التنموي، ومارس عدة وظائف أخرى في المصلحة العامة العالمية مثل كونه عضوًا في مركز بيريز للسلام، وعضو مجلس إدارة مهرجان لوسيرن.
وخلال السنوات الأولى من حياته المهنية، عمل "شواب" في عدد من مجالس الشركات، مثل مجموعتي "سواتش" و"ديلي ميل" وشركة «فونتوبل» القابضة، بالإضافة إلى أنه عضو سابق في اللجنة التوجيهية في مجموعة "بيلدربيرغ".
حصل "شواب" على عدد من الأوسمة المحلية والدولية تقديرًا وتكريمًا له على المبادرات التي أطلقها لتعزيز روح الريادة في مجال الأعمال، وأيضًا على جهوده في مجال السلام والمصالحة في مختلف مناطق العالم.
aXA6IDEzLjU4LjIwMC4xNiA= جزيرة ام اند امز