"قمة الحكومات".. البيانات والتكنولوجيا تقودان العالم نحو مستقبل أفضل
شهدت القمة العالمية للحكومات 2023، في اليوم التمهيدي لأعمالها التي تتواصل حتى الأربعاء المقبل، تنظيم المنتدى العالمي للبيانات.
ويعتبر المنتدى الحدث الأهم إقليميًا في مجال الإحصاء وعلوم البيانات؛ حيث التقى تحت مظلته نخبة من أهم صنّاع القرار وراسمي السياسات ومسؤولي الهيئات الأممية والمنظمات الدولية، والأكاديميين وخبراء البيانات حول العالم.
توسيع الشراكات العالمية
وفي كلمتها الافتتاحية للمنتدى أكدت سارة بنت يوسف الأميري، وزيرة دولة للتعليم العام والتكنولوجيا المتقدمة، رئيسة وكالة الإمارات للفضاء، على أن توسيع الشراكات بين المؤسسات الحكومية والدولية والخاصة يعتبر أمرًا في غاية الأهمية بالنسبة لصانعي القرارات وراسمي السياسات، ولابد من خلق امتداد على نطاق أشمل وأوسع لهذه الشراكات لتغطي تبادل المعلومات والبيانات المهمة، على كافة القطاعات والأصعدة، وأن هذه الشراكات الممتدة توفر حلولاً شاملة وقائمة على المعرفة للتحديات التي تواجه المجتمعات، وتكفل التعاون على حماية النظام البيئي العالمي وتطوير الأدوات القادرة على إحداث التغيير الإيجابي نحو مستقبل أفضل للبشرية.
كما تطرقت سارة الأميري إلى أهمية حماية البيانات والمحافظة على خصوصيتها بموجب القانون وتطبيق كافة الإجراءات اللازمة لدعم حماية وخصوصية البيانات، وأن البيانات كانت عنصراً ملازماً لكافة مراحل التطور الإنساني.
البيانات ركيزة حيوية بعملية صنع القرار
وفي كلمة ضمن أعمال المنتدى، أكدت عهود بنت خلفان الرومي وزيرة دولة للتطوير الحكومي والمستقبل نائب رئيس القمة العالمية للحكومات رئيسة اللجنة العليا للتحول الرقمي الحكومي، أن العالم يعيش اليوم في مرحلة تمتلك فيها البيانات دوراً مهماً في صنع القرار، حيث تساعد البيانات الدقيقة على الاستثمار في التطوير الحكومي، واتخاذ قرارات تساهم في تحسين جودة الحياة، وزيادة الشفافية في العمل الحكومي.
وقالت إن المتغيرات المتسارعة تتطلب من الحكومات حول العالم اتخاذ كافة التدابير التشريعية والتنظيمية لحماية البيانات وخصوصيتها وضمان تدفقها ووصولها لصانع القرار لتعزيز صناعة مستقبل أفضل.
وأضافت عهود الرومي، أن دولة الإمارات تميزت منذ تأسيسها بقيادة ذات رؤية عملت وبجد على الاستثمار بالمستقبل وآمنت بقدرتها على صناعته وتصميمه بما يعزز مكانة الدولة، ويرتقي بحياة المجتمع.
وفي كلمته أمام المنتدى، أكد عبدالله ناصر لوتاه، رئيس مجلس الإمارات للتنافسية، على أن البيانات تمثل أداة مهمة في تعزيز صنع القرار، وقال: "لقد أتاحت ثورة البيانات والمعلومات الضخمة فرصاً كثيرةً لصنّاع القرار، وفي الوقت نفسه شكّلت تحدياتٍ عديدة، نظراً لتنوع وتجدد مصادر البيانات، كما أن حجمها يتوسع بسرعة شديدة يصعب معه التحكم بها. ولذلك لا بد من التوظيف الأمثل لعلوم البيانات وتسخير التكنولوجيا لتوفير المعلومة الدقيقة وفي الوقت السليم لصانع القرار، ليس فقط لتعزيز جودة القرار، بل لتوفير رؤية تنبؤية للمستقبل كذلك".
وتابع لوتاه: "القرارات الإبداعية هي القرارات التي تتلاقى فيها حنكة وخبرة متخذ القرار، مع التوظيف الأمثل للمعرفة التي توفرها له البيانات والتي تدعم اتخاذه للقرار؛ حيث تتيح فهمًا أفضل للواقع بمختلف قطاعاته الحيوية، من الاقتصاد والأعمال إلى الصناعة والتعليم والصحة وغيرها، كما تمنح متخذي القرار وصانعي السياسات صورةً أدق، وتعبيراً أقرب للواقع لاتخاذ قرارات إبداعية، وإطلاق مبادرات واستراتيجيات فعالة ترسم مستقبلاً مستداماً للبشرية".
تعزيز جودة الحياة
وخلال جلسة حول تسخير البيانات لدعم سياسات الفضاء، أكد البروفيسور رولف هوير، الرئيس السادس عشر لمؤسسة CERN العالمية أن جودة الحياة في المجتمعات تربط بجودة البيانات التي تعزز صناعة القرار، أما لوري بيكر، نائب رئيس الشؤون القانونية وحماية البيانات في مركز دبي المالي العالمي، فتحدثت عن الدور الذي تلعبه تشريعات وسياسات حماية البيانات في الأسواق المالية العالمية.
كما تحدثت ميشيل جيرفيه، نائب رئيس سياسة البيانات في مؤسسة فيزا العالمية، حول كون البيانات تمثل العمود الفقري للمؤسسات المالية وأن اللوائح التي تنظم التعاملات المالية لا بد أن تكون في اتساق وضمن معايير علمية يتفق عليها الجميع، حيث يمثل تعدد واختلاف الأنظمة والتشريعات التي تضبط حركة البيانات في دول العالم تحدياً لابد من العمل على التغلب عليه.
وحول ارتباط التنافسية العالمية بالبيانات أكد البروفيسور أرتورو بريس، مدير مركز التنافسية العالمية في المعهد الدولي للتطوير الإداري، أن دول العالم التي تمتلك كماً كافياً ودقيقاً من البيانات يمكنها من التعبير عن أدائها الاقتصادي والتنافسي بشكل أكبر وأدق، مشيرا إلى أن دولة الإمارات قدمت فهماً صحيحاً لمبدأ التنافسية، حين ربطته بجودة الحياة وعملت على سياسات وإجراءات تحقق الرخاء في المجتمع.
وقالت حنان منصور أهلي مدير المركز الاتحادي للتنافسية والإحصاء: "يتيح المنتدى العالمي للبيانات 2023 فرصة مثالية لتعزيز شبكة العلاقات الواسعة مع نخبة بارزة من الجهات الحكومية، والمنظمات الدولية والهيئات الأممية، والشركات والمؤسسات في القطاعين الخاص والأكاديمي، إلى جانب الخبراء والمختصين في مجال البيانات من جميع أنحاء العالم، يلتقون على أرض الدولة لتبادل الخبرات ومناقشة توظيف البيانات والتكنولوجيا لصنع مستقبل أفضل للبشرية".
وأضافت أهلي: "يعكس مستوى المتحدثين العالميين والمشاركين في المنتدى المكانة المرموقة التي تحظى بها دولة الإمارات عالمياً وإقليمياً، في مجال توظيف البيانات وتسخير التكنولوجيا لدعم صناعة القرار وتعزيز القطاعات الحيوية سواءً في المجال الحكومي أو الخاص، ولذلك لما تملكه الدولة من خبرات متراكمة وممارسات متميزة، تعكس الاهتمام الكبير الذي توليه حكومة دولة الإمارات بالبيانات لدعم صنع القرار، ولرسم سياسات حكيمة تساهم في توفير الرفاه للمجتمع وتحقيق جودة الحياة، ورسم مستقبل مستدام للأجيال القادمة".
ويمثل تنظيم المنتدى العالمي للبيانات بالتعاون بين المركز الاتحادي للتنافسية والإحصاء بالتعاون مع مكتب الذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي وتطبيقات العمل عن بُعد، وشركاء المركز الاستراتيجيين على الصعيدين الإقليمي والدولي، ضمن الفعاليات المصاحبة للحدث الأهم عالمياً على المستوى الحكومي المتمثل بالقمة العالمية للحكومات 2023، إضافة نوعية تدعم توسيع أثر المنتدى على المستويين الإقليمي والعالمي، وحظي المنتدى بجلسات وحوارات متنوعة شملت أهم القطاعات الحيوية، وغطت جلساته مواضيع مهمة من ضمنها "حوكمة البيانات وأهمية إدارتها باحترافية عالية" و"تعزيز البيانات لسياسات الفضاء" وكذلك "دور البيانات في دعم القوة الناعمة للدول" و"علاقة البيانات في تحديد سلوك الأفراد" و ارتباط البيانات الضخمة بالذكاء الاصطناعي، وكذلك أهمية البيانات في تغيير مستقبل العالم من خلال التنبؤ بالأزمات الاقتصادية، وغيرها العديد من الجلسات والحوارات المهمة.