محافظ حضرموت يستذكر مع "العين الإخبارية" بطولات شهداء الإمارات باليمن
قال محافظ حضرموت اللواء الركن فرج سالمين البحسني إن دماء شهداء الإمارات روت مختلف أرجاء اليمن وبفضلها قطعت أذرع إيران.
وفي مقابلة مع "العين الإخبارية" بمناسبة يوم الشهيد الإماراتي، أشاد البحسني وهو قائد المنطقة العسكرية الثانية بالجيش اليمني، بتضحيات الإمارات وبطولات أبنائها ممن دافعوا عن عروبتها في إطار ملاحم تحت لواء التحالف العربي بقيادة السعودية.
وأشاد البحسني بتضحيات الجيش الإماراتي في اليمن بالحرب على جبهتين ضد مليشيات الحوثي وتنظيم القاعدة، معتبرا أن ذلك لعب "الدور الحاسم" بعد وضوح أطماع المشروع الإيراني الذي يستهدف اليمن والمنطقة.
وسام فخر للعرب
البحسني اعتبر يوم الشهيد الإماراتي ذكرى عظيمة بالنسبة للشعبين الإماراتي واليمني، و"فرصة للتذكير ببطولات الجيش الإماراتي وشهدائه من القادة والضباط والجنود الذي روت دمائهم اليمن وهم وسام فخر للوطن العربي".
واعتبر المسؤول اليمني البارز في مكافحة التنظيمات الإرهابية، أن القرار الذي اتخذته الإمارات إلى جانب السعودية كان مصيريا بالنسبة لليمنيين، ويعكس مدى عمق التحالف العربي في هذه المنطقة تجاه أخطر المواقف بتمدد الحوثيين وانقلابهم على الحياة السياسية والعسكرية والاقتصادية.
وأضاف أن مليشيات الحوثي اتجهت، بعد سقوط صنعاء، لاجتياح المحافظات الجنوبية وتمكنت من ذلك سريعا وصولا إلى عدن التي تمثل رمز جنوب اليمن والوطن كله، لكن ما لبث أن تدخل التحالف العربي وتحديدا الجيش الإماراتي الذي كان له "دور حاسم وأساسي" في عملية التحرير.
وتابع: "لن ننسى حجم القوة الكبيرة التي شاركت فيها الإمارات إلى جانب أبناء عدن والمقاومة الجنوبية الذين انتفضوا ضد مليشيات الحوثي لكننا "نتذكر باعتزاز المواقف البطولية لأفراد الجيش والضباط الإماراتيين بهذه العملية التاريخية".
وأكد أن هذا الدور كان عظيما وقدمت الإمارات عشرات الشهداء في هذه العملية وساهمت بتحرير عدن بالفعل، ولولا الدور الحاسم للقوات وسلاح الجوي الإماراتي ومشاركته بصورة أساسية، لما تمكنت عدن من التخلص من الحوثيين الذين اجتاحوها وسعوا للسيطرة على بقية المحافظات الجنوبية.
وشدد على أنه "لا يمكن أن ننسى دور الإمارات العظيم والمتعاظم ومن سقطوا من القادة والضباط الإماراتيين في هذه العملية"، لافتا إلى أن سر نجاح تحرير عدن كان بفعل التدخل الإماراتي من البحر والجو حيث "لا تزال مشاهد البطولة موثقة وتثبت شجاعة منقطعة النظير ودور القادة الإماراتيين بعملية تحرير مطار عدن الدولي".
دك معاقل الإرهاب
وفي مسار آخر للمعركة باليمن وهي الحرب على الإرهاب، يتحدث البحسني عن تنسيق مشترك بين تنظيم القاعدة الإرهابي مع مليشيات الحوثي التي أسندت للتنظيم الأول مهمة احتلال ساحل حضرموت، مشيرا إلى أن العالم يتذكر جيدا أنه بعد سيطرة التنظيم الإرهابي على المحافظة لمدة عام كامل، كان من الصعب اجتثاثه منها.
ولكن الدعم غير المحدود والمشاركة الفاعلة من قبل الجيش الإماراتي في عملية تحرير المكلا وساحل حضرموت كان له دور أساسي وهام جدا في هزيمة تنظيم القاعدة الإرهابي، وفق المسؤول اليمني.
وقال :"لي الشرف بالعمل إلى جانب قادة أتذكرهم باعتزاز وهم من أفضل القادة بالجيش الإماراتي انضباطا وشجاعة وقدرة على خوض المعارك ولهم تجربة كبيرة في خوض المعارك ضد العصابات الإرهابية بمختلف بقاع العالم".
وأشار إلى إعداد ودعم الإمارات في بناء قوة النخبة الحضرمية والتي كان لها الدور الأعظم في تحرير ساحل حضرموت من تنظيم القاعدة الإرهابي، موضحا أن "التحضير لعملية التحرير استغرق من 4 إلى 6 أشهر وعملنا كفريق واحد في التدريب وتشكيل الوحدات والكتائب".
ويستشهد اللواء البحسني بتدخل الجيش الإماراتي بحضرموت في 24 أبريل/ نيسان 2016، حيث بدأت العملية بالهجوم من 3 محاور، شرقا من الهضبة وحتى ميناء الزيت وغربا صوب المكلا والوسط (القلب)، مضيفا أن الهجوم"كان بقياداتي وكنت على مقربة من الضباط الإماراتيين في هذا المحور الذي انطلق من الهضبة ومنطقة عبدالله غريب وصولا إلى الريان".
مواقف لا تنسى
ويعود البحسني بذاكرته إلى مواقف لا تنسى من قبيل تعرض قواته لمقاومة شرسة من التنظيم الإرهابي خصوصا معسكر "دواس" شديد التحصين، لكن "لدى تقدمنا صادفت أحد القادة الإماراتيين في الخط الأول يطلع عن قرب على حقيقة الموقف وبصورة دقيقة وكان هذا الضابط على مستوى عالي من الشجاعة النادرة وهو من نسق مع سلاح الجو لدك المعسكر".
وفي موقف آخر، تابع: "لدى وصولنا إلى بلدة العيون، شيد الإرهابيون هناك خطا دفاعيا أكثر تحصينا وتفاجأت بأن نفس القائد الإماراتي يتقدم الخط الأمامي ويطلب منا سحب المقاتلين للخلف حتى يتاح لسلاح الجو دك معاقل الإرهاب".
ويشير البحسني إلى أن استجابة سلاح الجو الإماراتي السريعة لعبت دورا بارزا في دك معاقل الإرهاب وخطوطه الدفاعية، وهو دليل على تنسيق عال من الأرض وبين الجو، مستذكرا موقفا آخر لضابط إماراتي كان دوره في تنظيم ضربات الطيران ولدى "لقائي به باليوم التالي وجدت جنودنا يحتضنونه وهو ضابط شجاع ومن أفضل الضباط الذين عرفتهم حضرموت".
وليس ذلك بحسب، يؤكد البحسني، فبعد التحرير، واصلت الإمارات "دعمنا للسيطرة على معاقل ومعسكرات تنظيم القاعدة في الجهة الغربية من المحافظة وبالمرتفعات، ونفذنا 3 عمليات أساسية كان للجيش الإماراتي الدور الحاسم فيها".
يوم عظيم
بالنسبة للبحسني، فإن يوم الشهيد الإماراتي حدث "عظيم" للإمارات واليمن، فهو تخلد أبطال عظماء للتاريخ "ولا يمكن أن ننسى القادة والضباط الذين استشهدوا من أجل تحرير أرضنا وأصيبوا جرحى"، حد قوله.
وأضاف: "نتذكر بفخر معنويات أسر الشهداء الإماراتيين عندما قدمت لها التعازي سواء من قبل قيادة الإمارات أو من قبل قيادة التحالف العربي أو منا نحن اليمنيين، دلالة على دورهم العظيم وهو عطاء سيخلده التاريخ ولن ننساه أبدا".
وشدد على أن دماء شهداء الإمارات روت مأرب أيضا ومختلف مناطق اليمن، وبفضلها قطعت أذرع المشروع الإيراني الخبيث، مشيرا إلى أن معارك الشهور الأولى من تحرير مأرب في 2015 كانت مصيرية وأجبرت مليشيات الحوثي على التراجع عشرات الكيلومترات.
ويستشهد البحسني بموقف قائد ميداني إماراتي رفيع شارك بعمليات تحرير مأرب وأصيب في هجوم صافر الغادر ونقل على إثره إلى ألمانيا للعلاج وبعد تماثله للشفاء أمره نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية بالعودة لجبهات القتال.
وتابع: "التقيت به بعد فترة طويلة في أبو ظبي وحدثني أنه سعيد جدا بهذه الثقة الكبيرة التي منحه إياه نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، بإعادته للجبهة كقائد عسكري".
رسالتان حاسمتان
وبالمقابلة نفسها، أكد البحسني أن القادة الإماراتيين الذين شاركوا باليمن كانوا من الطراز الرفيع و"أظهروا شجاعة استثنائية ولم نكن نتوقع أنهم في هذا المستوى من الانضباط والوعي والقدرة على التضحية في سبيل حماية الوطن".
واعتبر المسؤول اليمني القادة الإماراتيين "نموذجا على مستوى الوطن العربي، وسيسجل التاريخ مدى قوة وجاهزية الجيش الإماراتي وانضباطه ومدى قدرته تحقيق النصر في ظروف ميدانية صعبة مثل اليمن".
وفي ختام حديثه، وجه قائد المنطقة العسكرية الثانية رسالتين؛ الأولى للشعب اليمني، وتتمثل بتشييد قوة ضاربة بالساحل الغربي تضم أبناء الجنوب والشمال، وكان للإمارات الدور الأبرز في إعدادها وتشكيلها وتنظيمها وتحقيق النجاحات على الساحل، داعيا إلى عدم نسيان تلك التضحيات.
أما الرسالة الثانية، فوجهها للدول العربية والإسلامية بالقول إن "الإمارات كان دورها حاسم وضروري ولولا ذلك لكان اليمن في مهب الريح اليوم، وقد حملت الإمارات المسؤولية على عاتقها تجاه اليمن والأمتين العربية والإسلامية".
aXA6IDMuMTQ3LjUxLjc1IA== جزيرة ام اند امز