اتفاق الحبوب.. روسيا تضع شروطًا للتمديد الإضافي وتغازل أفريقيا
وضعت روسيا شروطا، الإثنين، للموافقة على أي تمديد آخر لاتفاق الحبوب في البحر الأسود.
وقال الرئيس فلاديمير بوتين إن موسكو قد ترسل كميات مجانية من الحبوب إلى الدول الأفريقية إذا لم تلبَّ هذه الشروط.
التمديد لـ60 يومًا
ويوم السبت، مُدد الاتفاق الذي يسمح بتصدير آمن للحبوب من موانئ أوكرانيا وروسيا على البحر الأسود لمدة 60 يوما، أي نصف الفترة المستهدفة، بعد أن قالت موسكو إن أي تمديد آخر لما بعد 18 مايو/أيار 2023 يتوقف على رفع بعض العقوبات الغربية.
وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان نشرته على موقعها على الإنترنت، الإثنين، إن موسكو قررت قصر تمديد الاتفاق على 60 يومًا نتيجة ما قالت إنه "عدم إحراز تقدم.. على صعيد المعاملة الطبيعية للصادرات الزراعية المحلية".
وقالت إن تمديد الاتفاق في مايو/آيار يتوقف على شروط معينة تتضمن استعادة إمكانية الوصول إلى نظام سويفت المالي للبنك الزراعي الروسي المملوك للدولة، واستئناف إمدادات الآلات الزراعية، وإلغاء تجميد الأصول والحسابات الأجنبية المملوكة للشركات الزراعية الروسية.
ويستهدف اتفاق الحبوب الذي توسطت فيه الأمم المتحدة وتركيا في يوليو/تموز الماضي التصدي لأزمة الغذاء العالمية التي فاقمها جزئيًا ما تقوم به روسيا من أفعال في أوكرانيا. وروسيا وأوكرانيا مصدران رئيسيان للحبوب.
وأرادت أوكرانيا وتركيا والأمم المتحدة تمديد الاتفاق 120 يومًا.
ومن جانبها، توقعت وزارة الزراعة الأوكرانية، الإثنين، انخفاض محاصيل الحبوب في أوكرانيا في العام الجاري إلى 44.3 مليون طن من 53.1 مليون في عام 2022 نظرا لقلة المساحة المزروعة بسبب الحرب الروسية.
وقالت الوزارة إن المحاصيل قد تشمل 16.6 مليون طن من القمح و21.7 مليون طن من الذرة و4.8 مليون طن من الشعير.
وأوكرانيا أحد البلدان الرئيسية المنتجة للحبوب والبذور الزيتية والمصدرة لها، لكن تراجع إنتاجها وصادراتها تراجعا حادا بعد أن احتلت روسيا مساحات شاسعة من أراضيها وأغلقت موانئ رئيسية على البحر الأسود في النصف الثاني من الموسم الماضي.
وفي عام 2022، حصدت أوكرانيا 20.5 مليون طن من القمح و25.6 مليون طن من الذرة و5.6 مليون طن من الشعير. وحصدت كمية قياسية بلغت 86 مليون طن من الحبوب في وقت السلم في عام 2021.
مساعدة أفريقيا
وفي كلمة أمام مؤتمر برلماني روسي-أفريقي في موسكو، الإثنين، قال بوتين إن صادرات الحبوب بموجب اتفاق البحر الأسود أعطت أولوية غير عادلة "للأسواق الأوروبية التي تحظى بتغذية جيدة" وليس للدول الأفريقية، مضيفا أن تجديد الاتفاق بشروط روسيا يصب في مصالح القارة.
وقال بوتين إنه ما لم يجدد الاتفاق، سيكون بوسع موسكو تقديم كميات مجانية من الحبوب "للدول الأفريقية شديدة الاحتياج"، لكنه لم يخض في تفاصيل. وحتى الآن، تُنقل الصادرات التي تجري في إطار اتفاق الحبوب بموجب اتفاقيات تجارية.
وعلى الرغم من أن الوجهات الرئيسية للحبوب المصدرة بموجب الاتفاق هي الصين وإسبانيا وتركيا، إلا أن الدول الأفريقية استفادت بشكل غير مباشر بعد أن ساهم زيادة المعروض في خفض أسعار الحبوب العالمية.
وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيانها إن تركيا وأوكرانيا لم تتقدما باعتراضات رسميا على فترة التجديد المختصرة لاتفاق الحبوب.
وقال مسؤول أوكراني كبير لرويترز إن كييف اعترضت على إصرار موسكو على التمديد لمدة 60 يوما.
وفرضت قوى غربية عقوبات قاسية على روسيا بسبب أفعالها في أوكرانيا. ولا تخضع صادرات المواد الغذائية والأسمدة الروسية للعقوبات لكن موسكو تقول إن القيود على المدفوعات والخدمات اللوجستية والتأمين تعرقل الشحن.