المتحف المصري الكبير.. ترقب لافتتاح درة متاحف مصر
أعلن رئيس مجلس الوزراء المصري، مصطفى مدبولي، أن التشغيل التجريبي للمتحف المصري الكبير سيبدأ يوم الأربعاء 16 أكتوبر 2024.
جاء هذا الإعلان خلال مؤتمر صحفي عقده مدبولي في محافظة الأقصر يوم الخميس، حيث أشار إلى أن التشغيل التجريبي سيكون جزئيًا في البداية.
ويعتبر المتحف المصري الكبير واحدًا من أهم المتاحف عبر التاريخ، حيث يهدف إلى استيعاب عدد ضخم من القطع الأثرية المصرية التي لم يعد المتحف المصري الحالي في التحرير قادرًا على استيعابها، بالإضافة إلى القطع الموجودة في مخازن الآثار. ويضم المتحف 50 ألف قطعة أثرية، مما يجعله من بين أهم المشاريع الثقافية والأثرية في الشرق الأوسط والعالم.
المتحف المصري الكبير
بدأت فكرة إنشاء المتحف المصري الكبير في تسعينيات القرن الماضي، وفي عام 2002 تم وضع حجر الأساس لمشروع المتحف ليُشيَّد في موقع متميز يطل على أهرامات الجيزة الخالدة.
وأعلنت مصر، تحت رعاية منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو" والاتحاد الدولي للمهندسين المعماريين، عن مسابقة معمارية دولية لأفضل تصميم للمتحف، وفاز التصميم الحالي المُقدم من شركة هينغهان بنغ للمهندسين المعماريين بأيرلندا Heneghan Peng Architects، والذي اعتمد تصميمه على أن تُمثل أشعة الشمس الممتدة من قمم الأهرامات الثلاثة عند التقائها كتلة مخروطية هي المتحف المصري الكبير.
وتم البدأ في بناء مشروع المتحف في مايو/أيار 2005، حيث تم تمهيد الموقع وتجهيزه، وفي عام 2006، أُنشئ أكبر مركز لترميم الآثار بالشرق الأوسط، خُصص لترميم وحفظ وصيانة وتأهيل القطع الأثرية المُقرر عرضها بقاعات المتحف، والذي تم افتتاحه خلال عام 2010، بحسب الموقع الرسمي لوزارة السياحة والآثار المصرية.
واكتمل تشييد مبنى المتحف، والذي تبلغ مساحته أكثر من 300 ألف متر مربع، خلال عام 2021، ليتضمن عدد من قاعات العرض، والتي تعتبر الواحدة منها أكبر من العديد من المتاحف الحالية في مصر والعالم. ويُعد المتحف أحد أهم وأعظم إنجازات مصر الحديثة؛ إذ أُنشئ ليكون صرحاً حضارياً وثقافياً وترفيهياً عالمياً متكاملاً، وليكون الوِجهة الأولى لكل من يهتم بالتراث المصري القديم.
ويأتي المتحف كأكبر متحف في العالم يروي قصة تاريخ الحضارة المصرية القديمة، إذ يحتوي على عدد كبير من القطع الأثرية المميزة والفريدة من بينها كنوز الملك الذهبي توت عنخ آمون والتي تُعرض لأول مرة كاملة منذ اكتشاف مقبرته في نوفمبر 1922، بالإضافة إلى مجموعة الملكة حتب حرس أم الملك خوفو مُشيد الهرم الأكبر بالجيزة، وكذلك متحف مراكب الملك خوفو، فضلاً عن المقتنيات الأثرية المختلفة منذ عصر ما قبل الأسرات وحتى العصرين اليوناني والروماني.
نقل تمثال رمسيس الثاني
في 24 يناير 2018، تم نقل تمثال الملك رمسيس الثاني إلى المتحف المصري الكبير، في موكب ملكي مهيب، حيث تم وضعه في البهو العظيم للمتحف ليكون أول ما يستقبل الزوار. وكان هذا التمثال هو القطعة الأولى التي تم نقلها إلى المتحف، تمهيدًا لاستقبال تماثيل أخرى، من بينها تمثالان لملك وملكة غير معروفين، يتم ترميمهما حاليًا في قسم الترميمات بالمتحف.
وأفاد وزير الآثار السابق، خالد العناني، بأن المتحف الكبير استقبل حتى الآن حوالي 64 ألف قطعة أثرية، أبرزها تمثال رمسيس الثاني، مركب الملك خوفو، ومقتنيات الملك توت عنخ آمون. وشملت عمليات النقل قطعًا مهمة من المتحف المصري في وسط القاهرة ومتحف الأقصر، مثل العجلة الحربية والسرير الجنائزي الثالث للملك توت عنخ آمون، بالإضافة إلى صندوق خشبي وعمود مرنتباح وأجزاء من مركب خوفو.
ومن المتوقع أن يصبح المتحف المصري الكبير أحد أهم عوامل جذب السياحة في مصر، وتسعى وزارة الآثار والسياحة إلى الترويج للمتحف من خلال حملات دعائية داخل مصر وخارجها. ينتظر المصريون بفارغ الصبر الإعلان عن موعد الافتتاح الرسمي للمتحف، والذي يتوقع أن يُقام في احتفالية كبرى، على غرار احتفالات موكب نقل المومياوات الملكية وافتتاح تطوير طريق الكباش في الأقصر.