اليونان تحتج على إرسال تركيا "تشيشمي" لبحر إيجه
سجلت اليونان، الخميس، احتجاجا لدى تركيا بعد إرسال أنقرة سفينة أبحاث إلى بحر إيجه، واصفة هذا التحرك بـ"غير الضروري".
وقالت أثينا إن هذا التحرك يأتي في وقت يسعى فيه البلدان العضوان في حلف شمال الأطلسي لاستئناف المحادثات بشأن خلاف بحري طويل الأمد.
وأظهر إخطار صادر عن البحرية التركية هذا الأسبوع أن سفينة الأبحاث تشيشمي ستجري مسحا بحريا من 18 فبراير/شباط حتى الثاني من مارس/آذار المقبل في منطقة بالمياه الدولية لدى البلدين مصالح محتملة فيها.
وقال المتحدث باسم الحكومة اليونانية خريستوس تارانتيليس للصحفيين: "هذا تحرك غير ضروري لا يساعد في خلق مشاعر إيجابية".
وذكر مسؤولون بالحكومة أن وزارة الخارجية قدمت شكوى شفهية لتركيا، مضيفين أن الإخطار المسمى نافتكس غير قانوني لأنه صادر عن محطة تابعة للبحرية لا تتمتع بهذه الصلاحية.
والخميس، أعلنت تركيا بدء مسح بحري جديد في بحر إيجه، في استفزاز جديد لليونان بعد فترة سبات لم تدم طويلا للأزمة الناشبة بين الدولتين بسبب رغبة أنقرة في السيطرة على الغاز.
بدورها، قالت وكالة بلومبرج الأمريكية للأنباء إن المسح الهيدروغرافي (البحري) التركي يأتي بعد انتقاد أنقرة لليونان لاستبعادها تركيا والقبارصة الأتراك من منتدى عقد مؤخرا في أثينا بهدف تعزيز الصداقة في المنطقة.
والشهر الماضي، عقدت تركيا واليونان محادثات استكشافية، كانت الأولى منذ عام 2016، لبحث الوضع في بحر إيجه وشرق البحر المتوسط، وسط ترحيب أمريكي أوروبي ما أعطى أملا في هدوء الأزمة ولو لبعض الوقت.
لكن تركيا لم تلتزم بهذه الجلسات، ولا تعهداتها بالانخراط في المحادثات والتوقف عن استفزازاتها في بحر إيجه، وأيقظت الأزمة من غفوتها وواصلت اليوم، جر المنطقة إلى التوتر والنزاع.
وقبل أشهر، كادت تصرفات تركية مماثلة في بحر إيجه أن تتسبب في نشوب حرب في المنطقة، لكن وساطة ألمانية ناجحة نزعت فتيل الأزمة في اللحظات الأخيرة.
يذكر أن الاتحاد الأوروبي واليونان لا يعترفان بأي حقوق لتركيا في التنقيب عن الغاز في هذه المنطقة وشرق المتوسط، لأنها لا تملك امتدادا بحريا فيهما، لكن أنقرة تتجه للتنقيب ما يثير أزمات كبيرة.