كريت تحت ضغط الزلازل.. لماذا لا تهدأ الأرض في الجزيرة اليونانية؟

استيقظت جزيرة كريت اليونانية، الخميس، على هزات أرضية عنيفة، هي الثانية في غضون أسبوع.
ووقع زلزال في الساعات الأولى من الصباح بقوة 6.1 درجة هز قاع البحر شمال الجزيرة، تاركا سكان المنطقة والدول المجاورة في حالة قلق وترقب.
فما الذي يحدث تحت سطح كريت؟ ولماذا باتت هذه الجزيرة الخلابة ساحة مستمرة للزلازل؟ هل هي مجرد مصادفة جيولوجية أم انعكاس لتحولات عميقة في قلب القشرة الأرضية؟
المعروف أن اليونان بشكل عام تقع في منطقة تعرف بالنشاط الزلزالي المرتفع، ضمن ما يعرف بـ "قوس جنوب بحر إيجة"، حيث تلتقي الصفيحة التكتونية الأفريقية بالصفيحة الأوراسية، حيث تسبب حركة الصفيحة الأفريقية نحو الشمال اندساسا تحت الصفيحة الأوراسية، ما يؤدي إلى تراكم ضغوط هائلة يتم تحريرها على هيئة زلازل.
لماذا كريت تحديدا؟
وتأتي أغلب زلازل اليونان التي تشعر بها الدول المجاورة من جزيرة كريت، وهي منطقة لها وضعا جيولوجيا خاصا، وصفته دراسة منشورة في دورية "جيوفيزيكال جورنال" في أكتوبر 2010.
ووفق هذه الدراسة، فإن البنية التكتونية لكريت معقدة، وتضم مجموعتين من الصدوع النشطة، الأولى تتجه من الشمال الشرقي إلى الجنوب الغربي، والثانية من الغرب إلى الشرق، وهذه الصدوع مسؤولة عن معظم الزلازل السطحية (20 كم عمقًا)، التي تكون متوسطة إلى قوية، وتحدث بوتيرة متكررة.
والأمر لا يتوقف هنا، إذ تُظهر بيانات الدراسة أيضا وجود طيات دفع على أعماق أكبر، ناتجة عن بداية تصادم قاري بين أفريقيا وأوروبا، وقد تكون مسؤولة عن زلازل نادرة لكن شديدة (بقوة تصل إلى 7.5 درجة)، رغم أن دورها في التكوين الجيومورفولوجي العام لكريت أقل من الصدوع السطحية.
هل هناك ما يدعو للقلق؟
على الرغم من تكرار الزلازل، فإن معظمها يحدث على أعماق كبيرة، مما يقلل من تأثيرها على السطح، ومع ذلك، فإن استمرار النشاط الزلزالي يستدعي الحذر واليقظة من قبل السكان والسلطات.
وأصدرت السلطات اليونانية اليوم تحذيرا من احتمال حدوث موجات تسونامي، داعية السكان والزوار إلى الابتعاد عن السواحل والتوجه إلى مناطق مرتفعة كإجراء احترازي، كما تم وضع فرق الإطفاء والطوارئ في حالة تأهب قصوى تحسبا لأي طوارئ، خاصة في ظل توالي الزلازل في نفس المنطقة خلال فترة زمنية قصيرة.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTc3IA== جزيرة ام اند امز