بفضل COP28.. الطاقة الخضراء تهيمن على توليد الكهرباء العالمية في 2038
توقع بحث جديد صادر عن مؤسسة Ernst & Young العالمية الرائدة في مجال الاستشارات أن الطاقة الخضراء ستهيمن على توليد كهرباء العالم في 2038.
يقول البحث إن تحول الطاقة العالمي من مصادر الوقود الأحفوري إلى البدائل المتجددة يكتسب زخمًا عالميا كبيرا، خاصة بعد مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (COP28)، الذي عقد في ديسمبر/كانون الأول، في دبي بدولة الإمارات العربية المتحدة.
دعا النص النهائي للتقييم العالمي الأول لاتفاق باريس، الذي اختتم في COP28، البلدان إلى "الابتعاد" عن الوقود الأحفوري، والتحول إلى الطاقة النظيفة، ومضاعفة مصادر الطاقة المتجددة العالمية ثلاث مرات، ومضاعفة كفاءة استخدام الطاقة بحلول عام 2030، وحثت على الوصول إلى ذروة الانبعاثات بحلول عام 2025.
- رأس المال المناخي.. طفرة COP28 في الاستثمار الأخضر
- اكتشاف كنز ثمين بالصين.. احتياطيات ضخمة من النفط والغاز الصخري
التحول أصبح سريعًا
وجد البحث، في ضوء نتائج COP28، أن مزيج الطاقة العالمي من المقرر أن يبتعد عن النفط والفحم، ويتجه نحو الطاقة المولدة من مصادر بديلة بحلول عام 2050.
يقول الباحثون إن التحول إلى مصادر الطاقة المتجددة يحدث بشكل أسرع مما كان متوقعا في البداية في الوقت الحاضر، متوقعين حدوث ذلك بحلول عام 2050.
ستهيمن الطاقة الخضراء على توليد الكهرباء بجميع أنحاء العالم بحلول 2038، وفق ما أكده البحث.
علاوة على ذلك، فإن الطاقة الخضراء ستشكل 62% من مزيج الطاقة العالمي بحلول منتصف القرن.
وفق البحث، لا تزال الوتيرة أقل من تحقيق هدف الاحترار العالمي بمقدار 1.5 درجة مئوية المنصوص عليه في اتفاق باريس لعام 2016، رغم وتيرة التحول السريعة الحالية، مما يستلزم المزيد من السرعة والإنجاز.
بقاء الوقود الأحفوري
فيما يتعلق بمستقبل الوقود التقليدي، تشير الورقة البحثية إلى أنه في حين أن العقد الحالي سيشهد ذروة في استخدام الوقود الأحفوري، لكن ستظل هذه المصادر المعتمدة على الكربون جزءًا من مزيج الطاقة العالمي لفترة طويلة، بسبب القطاعات التي يصعب التخفيف منها.
على سبيل المثال، ستكون إزالة الكربون من قطاع صناعي يعمل بالطاقة الهيدروكربونية إلى حد كبير، أكثر صعوبة بكثير من التقدم الذي تم إحرازه بالفعل، وأن النجاح في إزالة الكربون من القطاعات الصعبة، البناء والصناعة والنقل، سيحدد في نهاية المطاف نجاح انتقال العالم إلى الطاقة النظيفة.
تطرقت الأبحاث بشأن إزالة الكربون وصافي صفر، التي أجرتها مؤسسة KPMG في أواخر عام 2023 لهذه النقطة بالتحديد، عندما وجدت أن الدول التي حددت سقفًا زمنيًا للوصول إلى الحياد الكربوني أو صافي الصفر بحلول 2050، تخاطر بتبديد هذا الأمر إذا لم تتمكن من مواجهة التحديات في قطاعات البناء والصناعة والنقل.
تحقيقا لهذه الغاية، حذر آندي بروغان، رئيس الطاقة العالمية في EY-Parthenon، قائلا: "نحن نحاول إعادة توجيه الاقتصاد العالمي لتلبية الضرورة البيئية الملحة، ولا يمكننا المخاطرة بالتأخير".
ولضمان تسارع الابتعاد عن الوقود الأحفوري بشكل كاف، أضاف أن الحكومات والمستثمرين بحاجة إلى تحدي الوضع الحالي، حيث لا توفر العائدات الحالية حافزا كافيا للإنفاق المطلوب، مما يؤدي إلى تحديات لشركات الطاقة والموارد التي تحاول تأمين وتخصيص رأس المال.
وأكد أن السياسات التي تعمل على تعزيز جاذبية البدائل المنخفضة الكربون بالنسبة للمستثمرين أمر ضروري، مشددا على الحاجة إلى "تحرير القيود". عندها فقط يستطيع العالم ضمان سلامة الأسس الاقتصادية لإزالة الكربون، وحماية توفير الطاقة بأسعار معقولة لتسريع عملية التحول.
كانت هذه التحديات محط اهتمام الرئاسة الإماراتية لمؤتمر COP28، ,سعت خلال قمة دبي إلى دفع العمل المناخي عبر دعوة العالم للتوقيع على 11 مبادرة تاريخية لإزالة الكربون من قطاعات متعددة، مثل قطاع الصناعات ذات الانبعاثات الثقيلة وقطاع الأغذية والزراعة وغيرهم، بجانب تشجيع شركات النفط والغاز على خفض الانبعاثات.
aXA6IDMuMTQyLjI1NS4yMyA= جزيرة ام اند امز