تعهدات COP28 بشأن الطاقة.. الكوكب ينتظر النتائج في 2030
أصدرت وكالة الطاقة الدولية تحليلًا يوضح التأثير المتوقع على انبعاثات غازات الدفيئة بقطاع الطاقة إذا أوفت الدول والشركات بتعهدات COP28.
في مؤتمر تغير المناخ COP28 في دبي، وقعت البلدان والشركات على تعهدات في 3 مجالات رئيسية بشأن مصادر الطاقة المتجددة وانبعاثات غاز الميثان.
تمثل هذه التعهدات 3 من التدابير الـ5 الحاسمة التي أبرزتها وكالة الطاقة الدولية (IEA) في تقرير توقعات الطاقة العالمية لعام 2023، والذي صدر قبل انعقاد مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (COP28)، لإبقاء هدف الحد من درجة الحرارة العالمية عند مستوى 1.5 درجة مئوية على قيد الحياة.
ذكر التقرير أن الحفاظ على هدف درجة الحرارة يتطلب الاتفاق والعمل على 5 تدابير مترابطة باعتبارها الركائز الأساسية للعمل من الآن وحتى عام 2030.
تشمل هذه التدابير: مضاعفة مصادر الطاقة المتجددة 3 مرات، ومضاعفة معدل التحسينات في كفاءة استخدام الطاقة، والتزام صناعة الوقود الأحفوري، شركات النفط والغاز على وجه الخصوص، بمواءمة الأنشطة مع اتفاقية باريس، بدءاً بخفض انبعاثات غاز الميثان من عمليات الصناعة بنسبة 75%.
كما تشمل إنشاء آليات تمويل واسعة النطاق لمضاعفة الاستثمار في الطاقة النظيفة 3 مرات في الاقتصادات الناشئة والنامية، والالتزام بالتدابير التي تضمن انخفاضًا منظمًا في استخدام الوقود الأحفوري، بما في ذلك إنهاء الموافقات الجديدة لمحطات الطاقة التي تعمل بالفحم بلا هوادة.
- مستقبل الطاقة النظيفة.. الصينيون يطورون خلية وقود هيدروجيني خارقة
- الطاقة والبنية التحتية في 2023 .. إنجازات إماراتية رائدة في التنمية والاستدامة
تعهدات الطاقة في دبي
في قمة دبي، وقع نحو 130 دولة على التعهد بزيادة القدرة العالمية للطاقة المتجددة 3 مرات بحلول عام 2030 ومضاعفة المعدل السنوي لتحسين كفاءة الطاقة كل عام حتى عام 2030.
تمثل هذه البلدان معًا 40% من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون العالمي الناتجة عن احتراق الوقود الأحفوري، و37% من إجمالي الطلب العالمي على الطاقة، و56% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي.
في COP28 أيضًا، نجحت الرئاسة الإماراتية في إقناع 50 شركة نفطية عالمية كبرى بالتوقيع على تعهد بالحد من انبعاثات الميثان، وهو واحد من أخطر وأهم الغازات المسببة للاحتباس الحراري.
جاء تعهد القضاء على انبعاثات غاز الميثان ضمن ميثاق إزالة الكربون من النفط والغاز، الذي أطلقته الرئاسة الإماراتية للمؤتمر، ويتلخص في التخلص من انبعاثات الميثان، لتصل إلى الصفر تقريبا، بحلول عام 2030، بجانب الالتزام بوقف حرق الغاز الطبيعي بشكل روتيني.
وشمل التعهد شركات النفط الكبرى مثل "أرامكو السعودية"، و"شركة بترول أبوظبي الوطنية أدنوك"، و"بتروبراس" البرازيلية، و"سونانجول" من أنغولا، وشركات متعددة الجنسيات مثل "شل" و"توتال إنرجيز" و"بي بي".
تمثل الشركات الخمسين التي وقعت على هذا التعهد حوالي 40% من إنتاج النفط العالمي، و35% من إجمالي إنتاج النفط والغاز.
ماذا سيحدث في 2030؟
حللت وكالة الطاقة الدولية طبيعة التأثير المحتمل للتنفيذ الكامل لهذه التعهدات من قبل الموقعين الحاليين، وقالت إن ذلك سيؤدي إلى انخفاض انبعاثات غازات الدفيئة العالمية المرتبطة بالطاقة في عام 2030 بنحو 4 غيغاطن من مكافئ ثاني أكسيد الكربون عما كان متوقعا بدونها.
يمثل هذا الانخفاض في الانبعاثات بحلول عام 2030 نحو 30% من فجوة الانبعاثات التي يتعين سدها لوضع العالم على مسار متوافق مع الحد من الاحتباس الحراري العالمي بما لا يتجاوز 1.5 درجة مئوية، وفق سيناريو صافي الانبعاثات الصفرية الذي وضعته وكالة الطاقة الدولية بحلول عام 2050.
يظهر التحليل أنه على الرغم من أن التعهدات تمثل خطوات إيجابية للأمام في معالجة انبعاثات الغازات الدفيئة في قطاع الطاقة، إلا أنه يجب أن تتخذ إجراءات أكبر وأوسع لتنفيذ الدعوات التي أطلقها اتفاق الإمارات بشأن الانبعاثات والطاقة، لدفع العالم على طريق الوصول إلى الأهداف المناخية الدولية، ولا سيما هدف الحد من ظاهرة الاحتباس الحراري إلى 1.5 درجة مئوية.
يجدر الذكر بأن رئاسة مؤتمر الأطراف الثامن والعشرين قد عقدت مع الوكالة الدولية للطاقة حوارات رفيعة المستوى في مؤتمر الأطراف بدبي، والتي ضمت أكثر من 40 قائدًا من أوروبا والأمريكتين وأفريقيا وآسيا.
سلطت الحوارات الضوء على الدعم القوي للتعهد العالمي للطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة، الذي صدر عن رئاسة مؤتمر الأطراف الثامن والعشرين، ووقعت عليه 130 دولة، بينما أظهر زعماء العالم طموحًا كبيرًا لتحقيق أهداف ملموسة وتسريع نشر القدرات المتجددة وتحسين كفاءة استخدام الطاقة.