الطاقة الخضراء بجنوب شرق آسيا.. خطة الوصول لمستويات قياسية
يمكن للطاقة الخضراء أن تولد إيرادات تتراوح بين 90 و100 مليار دولار في جنوب شرق آسيا بحلول عام 2030،
مع إمكانية خلق 6 ملايين وظيفة في مجال الطاقة المتجددة بحلول عام 2050.
التحول إلى الطاقة النظيفة
رغم إن آسيا تُشكل نحو 60% من سكان العالم وتسهم في أكثر من نصف إجمالي انبعاثات الغازات الدفيئة، لكنه يعتقد أن المنطقة تضع نفسها باعتبارها 'محور النمو العالمي' مع إمكانية إيجاد أنواع بديلة وأكثر مراعاة للبيئة.
وبينما تسعى المنطقة جاهدة للحد من انبعاثات الكربون، تسعى البلدان إلى أن تثبت نفسها كوجهات جذابة لتطوير حلول مستدامة. ومن ثمَّ، تعد الجهود التعاونية والسياسات الحكومية الداعمة ضرورية لخلق بيئة مواتية للبحث والابتكار في مجال الطاقة الخضراء.
- الطاقة الشمسية والهيدروجين الأخضر.. مشاريع واعدة في مسيرة الإمارات نحو الحياد المناخي 2050
- أنابيب الهيدروجين.. "العين الإخبارية" تتبع خطوط نقل الطاقة النظيفة في العالم
مظاهر التحول إلى الطاقة
يظهر النمو الاقتصادي السريع والمستدام في منطقة آسيا والمحيط الهادئ مع زيادة عدد السكان، والتوسع الحضري، وهي كلها عوامل تدفع نمو الطلب على الطاقة. وبالتالي، تأتي خطة الانتقال إلى مسار الطاقة لعام 2030، بهدف دعم تطوير قطاع تصنيع الطاقة النظيفة لتلبية الطلب المتزايد، وتحسين أمن الطاقة، وتحقيق غايات الهدف السابع من أهداف التنمية المستدامة، وتحقيق المساهمات المحددة وطنيا.
وفي هذا الصدّد، صدر تقرير حديث تحت عنوان "تصنيع الطاقة المتجددة: الفرص لجنوب شرق آسيا" على هامش اجتماع وزراء المالية ومحافظي البنوك المركزية لرابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) من قبل بنك التنمية الآسيوي (ADB)، ومؤسسة بلومبرغ، ومؤسسة كلايمت ووركس.
استكشف التقرير كيفية دعم تطوير قطاع تصنيع الطاقة النظيفة في جنوب شرق آسيا ومساعدة البلدان على جني الإمكانات الاقتصادية الهائلة مع التخفيف من آثار تغير المناخ. هذا، وصرح بنك التنمية الآسيوي في بيان له أن 'التعاون على المستوى الإقليمي ضروري أيضًا لتقديم المزيد من الدعم من خلال تعميق التجارة البينية'. وحدد التقرير الطموحات والنتائج المحتملة لجنوب شرق آسيا لتحقيق ما يلي:
- تنمية القدرة على تصنيع الطاقة الشمسية الكهروضوئية في وحدات من 70 غيغاواط إلى 125 - 150 غيغاواط بحلول عام 2030.
- تطوير سلاسل التوريد الإقليمية لتصنيع البطاريات.
- زيادة الطلب الوطني والإقليمي.
- تهيئة منطقة جنوب شرق آسيا لتصبح كمركز تصدير إقليمي وعالمي.
- إنتاج 140-180 جيجاوات/ساعة من خلايا البطاريات بحلول عام 2030.
- توسيع قدرة تجميع المركبات الكهربائية ذات العجلتين (E2W) في جنوب شرق آسيا من 1.6 مليون وحدة سنويًا إلى ما يقرب من 4 ملايين وحدة بحلول عام 2030.
هذا، ويُسلط التقرير الضوء على تنمية القدرات في تصنيع الطاقة المتجددة؛ حيث يمكن لدول جنوب شرق آسيا زيادة الناتج المحلي الإجمالي، وخلق فرص العمل، وإزالة الكربون من أنظمة الطاقة، والمساهمة في النمو الاقتصادي والتقدم المناخي. ومن جانبه، أشار "داميلولا أوجونبيي" الرئيس التنفيذي والممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة لشؤون الطاقة المستدامة والرئيس المشارك لشبكة الأمم المتحدة للطاقة: إلى كيف يمكن لبلدان منطقة جنوب شرق آسيا إنشاء صناعات محلية قوية من شأنها أن تساهم في مستقبل مزدهر ومستدام'.
تحول عادل للطاقة.. "العين الإخبارية" ترصد مطالبات مرفق البيئة العالمية من كندا
أنابيب الهيدروجين.. "العين الإخبارية" تتبع خطوط نقل الطاقة النظيفة في العالم
نماذج آسيوية
خطت العديد من الدول في منطقة جنوب شرق آسيا نحو التحول إلى الطاقة النظيفة، فتمثل أبرزهم فيما يلي:
- الصين
استطاعت الصين أن تُثبت نفسها بالفعل باعتبارها لاعبًا رئيسًا في مجال صناعة التكنولوجيا النظيفة، وخاصة في مجال الطاقة الشمسية وطاقة الرياح. وقامت باستثمارات بلغت حوالي 380 مليار دولار أمريكي في عام 2021، وفقًا لوكالة الطاقة الدولية – أكثر من أي دولة أخرى – وتمثل أيضًا 30% من القوى العاملة العالمية في مجال الطاقة. ومع وجود المسارات الصحيحة، سوف تتمكن آسيا من التطور إلى مركز للطاقة النظيفة والاستثمارات المنخفضة الكربون. وبوسع البلدان أن تحذو حذو الصين.
- الهند
تحاول الهند جاهدة الاقتراب من تحقيق أهداف الطاقة المتجددة لعام 2030، من خلال خطة نقل جديدة من شأنها تحقيق هدف الاقتصاد البالغ 5 تريليون دولار بحلول عام 2024 /2025، وأن تصبح ثالث أكبر اقتصاد بحلول عام 2030. وبناءً عليه، فقد ركزت الهند مجددًا على تقليل البصمة الكربونية الإجمالية للبلاد والوفاء بالتزاماتها المتعلقة بأهداف التنمية المستدامة، فضلًا عن وضعها هدفًا طموحًا يتمثل في الحصول على 500 جيجاوات من الطاقة المتجددة المركبة بحلول عام 2030، والتي تشمل تركيب 280 جيجاوات من الطاقة الشمسية و140 جيجاوات من طاقة الرياح.
ستحظى الطاقة الشمسية بأكبر حجم إجمالي استثمارات قيمة 13 مليار دولار أمريكي بحلول عام 2030، يليها الهيدروجين بقيمة 10 مليارات دولار أمريكي والبطاريات بقيمة 7 مليارات دولار أمريكي. فعلى سبيل المثال، قد تحقق شركة ريلاينس Reliance الهندية إيرادات تتراوح بين 10 و15 مليار دولار من أعمال الطاقة الجديدة بحلول عام 2030، حيث تمثل الطاقة النظيفة (الطاقة الشمسية، والبطاريات، والمحللات الكهربائية، وخلايا الوقود) ركيزة نمو جديدة لشركة ريلاينس باستثمارات تبلغ 2 تريليون دولار أمريكي في الهند حتى عام 2050. ومن المتوقع أن يصل معدل انتشار السيارات الكهربائية إلى 5% ويمكن أن يكون للطاقة النظيفة إجمالي سوق قابل للتوجيه بقيمة 30 مليار دولار أمريكي في عام 2030 (10 مليار دولار أمريكي حاليًا). هذا، وتخطط ريلاينس للحصول على 100 جيجاوات من الطاقة الشمسية المركبة بحلول عام 2030 وهو ما يمثل 35% من القدرة المستهدفة للهند البالغة 280 جيجاوات
- ماليزيا
تخطو ماليزيا خطوات واسعة نحو الطاقة النظيفة، من خلال الجهود التي يشارك فيها كل من القطاعين الحكومي وقطاع الأعمال. وفي أغسطس 2022، وقعت بتروناس مذكرة تفاهم مع شركة الكهرباء الماليزية Tenaga Nasional Berhad للتعاون في إيجاد حلول مبتكرة لإزالة الكربون، دعمًا لهدف البلاد لتصبح محايدة للكربون بحلول عام 2050.