«الوحش الأخضر».. علماء الفلك يحلون لغز نجم منفجر
كشفت دراسة حديثة أنّ الضوء الغريب المعروف باسم "الوحش الأخضر" الذي شوهد لأول مرة العام الماضي ينتمي إلى موجة انفجارية لحطام نجم.
وبحث علماء الفلك، خلال الدراسة التي نشرت في مجلة Astrophysical Journal، في التفاصيل المعقدة لبقايا "المستعر الأعظم - Cassiopeia A"، بشكل لم يسبق له مثيل، من خلال دمج البيانات من مرصد شاندرا للأشعة السينية التابع لناسا وتلسكوب جيمس ويب الفضائي.
ووفقا لموقع "سبيس" لعب هذا النهج التعاوني دورا حاسما في فك رموز المعلومات حول البنية الغامضة داخل بقايا النجم المندثر، والمشار إليها باسم "الوحش الأخضر".
والمستعر الأعظم "ذات الكرسي أ" هو عبارة عن غلاف متوسع من الغاز الساخن على بعد نحو 11 ألف سنة ضوئية من الأرض، ووصل الضوء إلى الأرض لأول مرة منذ 340 عاما.
ولاحظ جيمس ويب ميزة "الوحش الأخضر" لأول مرة في أبريل/نيسان 2023، إذ سلطت الصورة الجديدة الضوء أيضا على رؤى جديدة حول الانفجار الذي أدى إلى ظهور "ذات الكرسي أ" قبل نحو 340 عاما.
وتجمع الصورة المركّبة الجديدة، التي تم الكشف عنها 8 يناير/كانون الثاني في مؤتمر الجمعية الفلكية الأمريكية المنعقد في نيو أورليانز وعلى الإنترنت، بين الملاحظات من التلسكوبات الفضائية شاندرا وجيمس ويب وهابل وسبيتزر التابعة لناسا، لتفاصيل غير مسبوقة لـ"ذات الكرسي أ".
وتبدو كرة الضوء التي تمتد لعشر سنوات ضوئية مشبعة بسحب حمراء، ما يكشف عن غبار من المحتمل أن يكون دافئا لأنه يتواجد داخل الغاز الذي تم تسخينه حتى ملايين الدرجات.
وتوفر خطوط الضوء الأبيض والأخضر والبرتقالي المنتشرة في جميع أنحاء الصورة منظرا جديدا مذهلا وفوضويا للحطام النجمي.
وتظهر الملاحظات الجديدة أن الخيوط الموجودة في الجزء الخارجي من "ذات الكرسي أ" الناتجة عن موجة الانفجار، تتطابق بشكل وثيق مع خصائص الأشعة السينية لـ"الوحش الأخضر"، ما يشير إلى أن الميزة الغريبة قد نشأت عندما اصطدمت موجة انفجارية بمواد تساقطت بالفعل من النجم، قبل ما بين 10 آلاف و100 ألف سنة من انفجاره.
وقال العلماء، في بيان، إن "الوحش الأخضر يقصف الجزء المركزي من (ذات الكرسي أ) بدلا من أن يكون جزءا منه".
وأزال الفريق "الوحش الأخضر" رقميا من الصورة، ليتمكنوا من الوصول إلى قدر كبير من التفاصيل خلفه بالقرب من مركز "ذات الكرسي أ"، الأقرب إلى مكان وقوع الانفجار.
وقال داني ميليسافليفيتش، من جامعة بوردو، الذي قاد الدراسة الجديدة، إن هذه المنطقة تركت بطريقة ما بمنأى عن موجة الصدمة اللاحقة، مضيفا: "هي المرة الأولى التي تمكنا فيها من رؤية الأجزاء الداخلية من انفجار مستعر أعظم محفوظة جيدا وبمثل هذه التفاصيل".
ومن المحتمل أن تكون شبكة "الحطام البكر" قد تشكلت عندما اختلط الجزء الداخلي للنجم بمادة مشعة شديدة الحرارة أثناء الانهيار النجم.
لذلك فإن دراسة مثل هذه الهياكل يمكن أن تكشف المزيد عن العمليات الفيزيائية المرتبطة بانهيار النجم السلف.
aXA6IDE4LjExOC4xNjIuOCA=
جزيرة ام اند امز